سيري فعين الله ترعاك

بقلم: هاني زهير مصبح


سيري فعين الله ترعاك ،إلي أين تبحر مركبنا لا نعرف ومن هو قبطان المركب لا نعرف ،ما هي وجهتنا أصبحنا لا نعرف ،كل شيء يسير نحو المجهول فقضيتنا الفلسطينية أصبحت في مهب الريح تعصف بنا الأقدار هنا وهناك وتضيع آمالنا في تحقيق حلمنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وأمتنا العربية قولا هم معنا وفعلا هم مغيبون وليسوا معنا والمجتمع الدولي ميزانه مكسور فقط حينما تطالبه بالعدالة نحو فلسطين وشعب فلسطين فيصبح لديهم الحق باطل فنحن الشعب الفلسطيني الوحيد في العالم الذي ما زال يقع تحت جبروت الاحتلال الإسرائيلي وتمارس ضدنا كل وسائل وأساليب القمع من قتل وتدمير وحصار وتجويع وجدار فصل عنصري والعالم يشاهد ذلك ولم يتخذ قرارا واحدا ضد المحتل الغاصب لأرض فلسطين وعندما ندافع نحن كفلسطينيين عن حقنا المسلوب من أجل استرداد أرضنا وكرامة شعبنا فنجد أنفسنا علي اللائحة السوداء وتصنيفنا أننا إرهابيون وتعلن ضدنا الحروب ونقتل بأسلحة حارقة كالفسفور الأبيض ومدمرة وقنابل عنقودية وهي كلها أسلحة محرمة دوليا ،إسأل نفسك سؤال يا من تصفنا بالإرهابيين ماذا سوف تفعل إن أتي جندي من مكان بعيد وطردك من أرضك وبيتك ؟ هل ستدافع عن حقك أو تصف نفسك بالإرهاب ؟كفاكم حماقات لأن التاريخ لن يغفر لكم علي ظلمكم المستمر لفلسطين وشعب فلسطين فمازالت مخيمات اللجوء قائمة إلي يومنا هذا في الداخل والخارج في دول الجوار في سوريا ولبنان والأردن وملايين الفلسطينيين ينتظرون عدالتكم الدولية في نصرتهم من أجل عودتهم إلي الديار والعيش بسلام.
للأسف عندما ننظر إلي القضية الفلسطينية من كل الجوانب نجد أنفسنا نبحر نحو المجهول نحو الهلاك علي كافة مختلف المستويات فالكل يعمل ضدنا وليس لنصرتنا فالمجتمع الدولي يطالبنا بالتفاوض وفي نفس الوقت لا يلزم المحتل الاسرائيلي بتطبيق الاتفاقيات ووقف الاستيطان ولا أحد يلزم إسرائيل بحل إقامة الدولتين فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإسرائيلية نعيش جنبا إلي جنب في سلام ، وكذلك علي المستوي العربي نجد أن العرب قد تخلوا عن القضية الفلسطينية فعليا وأصبح جل اهتمامهم وما يمكنهم تقديمة هو الشجب والاستنكار والمقاطعة علي الورق وليس بالفعل وتقديم الدعم المالي دون الالتزام بما هو واجب عليهم فنحن لا ندافع عن أنفسنا فحسب وإنما ندافع عن كرامة أمة عربية وإسلامية فصراعنا مع إسرائيل هو صراع عقائدي فنحن ندافع عن أولي القبلتين وثالث الحرمين الذي بات طاب قوسين أو أدني وتسلب المدينة المقدسة وكل يوم تهود شيئا فشيء والمسلمون نيام في غفلة من أمرهم دون أن يتحرك لهم ساكن وقد يبلغ فينا الأمر أن يهدم المسجد الأقصى ويكون بالأمر العادي وقد يثور حينها بعض من الشعوب العربية والإسلامية والتي حينها ستخرج لهم حكوماتهم لتقمع مسيرات غضبهم المتأخرة حينها لنصرة المسجد الأقصى هذا علي الصعيد العربي ،أما علي الصعيد الفلسطيني الفلسطيني وهنا تكمن الكارثة فكيف نريد من العالم نصرتنا ومن أمتنا العربية معاونتنا والوقوف بجانبنا ونحن فرقاء فلا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فماذا ننتظر بعد ؟ لقد طالت الفرقة والانقسام بين غزة ورام الله بين فتح وحماس والوطن جريح والقضية في مهب الريح والعواصف هوجاء والمركب تائهة فإلي متي يبقي هكذا حالنا فمنذ سبعة أعوام وجرحنا ينزف بسبب انقسام فاشل بين الأشقاء في كل يوم يدفع الثمن من أرواحنا ونخسر الكثير الكثير فماذا تنتظرون أيها الأشقاء فلا يجوز أن نسير في اتجاهين مختلفين فالتفرق ضعف وهلاك فلا تمزقوا نسيج لتاريخ فلسطيني عريق فمن أجل تحقيق الحلم الفلسطيني الذي بات وشيكا عليكم التنازل كثيرا بين أنفسكم ففلسطين أكبر من الجميع أكبر من فتح وحماس فلسطين بحاجة إلي تحقيق المصالحة والوحدة وتطبيق القانون ونريد قبطان واحد لمركبنا يسودها النظام والقانون حتي تصل إلي بر الأمان ونقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف
كاتب المقال/ هاني زهير مصبح