من الطبيعي وضمن السياق التاريخي ، كنتيجة حتمية لتغير أنظمة الحكم ، أن نرى صعود طبقات ،وهبوط طبقات أخرى، واقصد هنا طبقات اجتماعية وسياسية واقتصادية, ولكن في واقعنا المعاصر ،يبدو أن المعادلة انقلبت في سياق انقلاب المعايير وتبدل القيم التي أصابت مجتمعاتنا، وظهور مصطلحات ومفاهيم ونظريات غريبة على نسقنا وحياتنا وتاريخنا ومعارفنا التي تربينا عليها ..
ولاحظنا ظهور طبقة جيدة من الانتهازيين الجدد ، طبقة من المتسلقين الذين لا علاقة لهم لا بالوطن ولا بالإسلام ولا بالشفافية ولا بالنزاهة ، وطنهم هو مصالحهم الضيقة ، وعالمهم هو اليورو والدولار ..
يكرهون القيم والأخلاق والصدق ، ويعتبروا أنفسهم أنهم الطليعة ، وان الناس الذين يبتسمون في وجههم يحترمونهم ، إنهم فئة من الطفيليات شكلت طبقة رغم حقارتها وصغر حجمها ووزنها ، إلا أنها أصبحت تشكل ظاهرة ..
ومن المؤسف أن المتنفذين في الحكم يعرفونهم جيدا ويعرفون مآربهم ، إلا أنهم يساعدونهم ويسهلوا مهامهم بل ويتواصلوا معهم لحاجة في نفس حكومة يعقوب ، لان يعقوبنا العربي مستعد للتحالف مع الشيطان ليثبت أركان حكمه في ظل المتغيرات ،وفصول السنة الثورية التي هبت على عالمنا العربي !..
إنها طبقة المتلونين الجدد ، الذين يسيرون مع أي مركب يرونها تسير بشكل سريع ، فيهبوا للالتحاق بها، حتى لو كانوا في المؤخرة أو الذيل كعادتهم ، فالمهم أن يبقوا ليحافظوا على أنابييهم العكرة التي تجلب لهم أموال قذرة ملوثة ، تجنى على حساب مصالح الشعب المغلوب على أمره ، لان معظمهم يقدموا فقراء الناس كحقل تجارب إرضاءً لسيده الممول ، فترى الطفيلي يصور موائد الفقراء ، أو بسمة أطفال عابرة أو يقتنص اى مظهر ليرسل تقاريره للمولين ويدعى انه وراء هذا العمل ، أنهم أفاكون خراصون متطنتعون .
ولن أبالغ إن قلت أن غالبيتهم لا يتوانى فى تقديم معلومات مفصلة عن بلاده لسيده الممول ، في ظل غياب الوازع الديني والاخلاقى ..
هم طبقة مثل الزبد يا سادتي ستذهب جفاء ، ولكنهم يعكرون صفو جمال طبيعتنا ومناخنا الذي خلقه الله ، إنهم يساريون راديكاليون يوم المد اليساري ، ويمينيون متطرفون يوم تطفوا اليمينية ، وانتهازيون مع الانتهازيين ، وإسلاميون يوم وصل الإخوان المسلمين ، يحضنون الشيخ إن وصل للحكم، ويتدربوا على كلماتهم المعهودة ، وأكثرهم لا يعرف لله طريقا ، ولا مانع أن يصلوا وراءهم دون وضوء ، هم اشد قذارة من النجاسة ، إنهم (نجس) بفتح النون والجيم ، إنهم أعداء الله الشعب فاحذروهم ، وليعلموا أن الدنيا والأحداث متغيرة ، وسيأتي من سينفضكم ويلفظكم من مجتمعاتنا كما ينفض الغبار الوسخ ،فالفضلات لا يمكن لها أن تبقى متراكمة لان رائحتها لابد أن تفوح ، ثم يأتي ماسحها ،أليس كذلك يا بن معتمد الطفيلى ؟..