صور.. حُلم يتحقق.. "شبير" حرًا بعد 20 عامًا من الأسر

لم يكن من السهل على الاسير المحرر حازم قاسم طاهر شبير من سكان محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، أن يتعرف على ذويه وأقربائهم الذين لم يراهم مُنذ أن اعتقل داخل السجون الإسرائيلية قبل نحو 20 عامًا، بعد تغيرت ملامحهم وكبر صغيرهم وشاب كبيرهم.

وبدا على المحرر شبير الدهشة والاستغراب لما شاهده بغزة التي تغيرت ملامحها بالكامل من طرقات ومباني، حتى أقربائه الذي زادوا عددًا، وتغيرت معالمهم الجسمانية، مما جعله غير قادر على معرفة معظمهم، إلا بعد مرور الوقت.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن شبير برفقة 25 أسيرًا من الضفة الغربية وقطاع غزة من الأسرى القدامى، ضمن الدفعة الثانية التي قررت إسرائيل اطلاق سراحهم بناءً على اتفاق مع السلطة الفلسطينية كبادرة حسن نية لدفع عملية السلام وإحداث تقدم عملي بالمفاوضات بين الطرفين.

 

حنين الماضي..

ويقول شبير لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أشعر بفرحة كبيرة لوجودي بين أهلي وأصحابي الذين غبت عنهم لنحو 20 عامًا، ولم أراهم خلالها ولا أسمع صوتهم، سوى والداي رأيتهم مرات قليلة قبل سنوات طويلة، ومنعوا بعد ذلك من زيارتي".

ويضيف " لحظة دخولي منزلنا شعرت بشيء غريب جدًا وعادت لي ذكريات الطفولة فورًا, وتفاجأت بأشياء كثيرة تغيرت عليّ بعد عشرين عامًا, سواء في شكل وملامح والدي ووالدتي وإخواني وأخواتي والجيران أو الشوارع والأزقة والمدن.."

ويشير شبير إلى أنه عاش فرحة التحرر وهو داخل الأسر، عندما وصلت رسالة لهم من القيادة الفلسطينية عبر نادي الأسير الفلسطيني ووزير الأسرى عيسى قراقع، أدخلت عبر محامي مكتوب بها أسماء الـ104 أسير قبل سبعة أشهر ، ومُنذ لحظتها ونحن نعيش الفرحة.

 

إهانة وتنكيل..

ولم يستطع أن يُخفي المحرر شبير، التخوف الكبير الذي عاشوه بالساعات الأخيرة التي سبقت عملية الإفراج عنهم، فيقول : "كانت من أصعب ساعات الأسر خاصة آخر 24 ساعة, فأخرجنا الاحتلال من سجن "نفحة" إلى "عوفر" رغم أن "عوفر" موجود في رام الله".

ولم يُخف أيضًا حجم التنكيل الذي تعرضوا له، فقامت قوات الاحتلال بإطلاق وحدة "اللماز" ووحدة "النحشون" التي يسمونها وحدة العمليات الخاصة علينا، وتعاملت معنا بأسلوب سيء، من تفتيش عاري وتقييد الأيدي، وأجبرونا على التوقيع على ورقة تمنع خروجنا من غزة مدة عشرة سنوات..

ويتابع المحرر شبير "هذا كان شرط للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، ووزيرة عدلهم تسيبي ليفني, وبذلك فأنا ممنوع من الخروج من القطاع إلا بموافقة أمنية من الاحتلال وبتنسيق منه وفق ما أخبرنا به جهاز الشاباك الإسرائيلي".

ويضيف "تخوفنا كذلك من أحداث ممكن أن تؤثر على الصفقة لأن الفترة الأخيرة مررنا بظروف صعبة, على إثر قتل جندي في قلقيلية وجندي آخر في الخليل, وتوقعنا أن توقف إسرائيل الصفقة وتلعب في مشاعر الأسرى".

 

زيارات وفاء..

وعن أول أيامه بعد التحرر، يقول شبير "خصصتها لزيارة ثلاث عائلات من ذوي أصدقائي ورفقاء عمري داخل الأسر، وهم "إبراهيم أبو علي، رامي بربخ، ضياء الأغا", وفاءًا مني إليهم وللأيام التي قضيناها برفقة بعضنا البعض بحُلوها ومرها".

وطمأن ذوي الأسرى الثلاثة على حالهم في السجون الإسرائيلية, قائلاً : "تلك الزيارات هي أول أمانة أحملها من السجون وكنت قد وعدت أصدقائي بزيارة عائلاتهم وطمأنتهم على أحوالهم حتى قبل سلامي على والدي ووالدتي, وستستمر الزيارات لباقي العائلات بإذن الله في الأيام القادمة".

وعن مستقبله ماذا سيفعل به، ينوه أن أول مشروع له سيكون التعليم الجامعي والمشروع الثاني هو الزواج، قائلاً "درست تخصص التاريخ الذي أتيح لي دراسته من قبل إدارة جامعة الأقصى داخل السجن، ووصلت للمستوى الثاني وسأكمل دراستي خارج السجن".

وعن أصعب المواقف التي مر بها داخل الأسر, يوضح "بصراحة العشرون عامًا مرت وكان فيها أحداث صعبة كثيرة ومن الصعب أن أميز حدث عن حدث, وكل وقت مرنا به داخل السجن هو صعب، فالأسير يكون محروم من أشياء كثيرة أهمها الحرية داخل السجن".

 

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" كانت حاضرة في لحظة استقبال الاسير المحرر حازم شبير داخل منزل عائلته في محافظة خان يونس فجر الاربعاء الماضي.

واليكم هذا التقرير من تصوير :عبد الرحيم الخطيب

المصدر: خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء -