إن الأوضاع المتردية والقاسية التي يعيشها المواطن الفلسطيني نتيجة الانقسام, وارتفاع الأسعار, وانقطاع الكهرباء, ومشاكل الوقود, وغاز الطهي, والبطالة, بالإضافة إلى الصحة والتعليم, وحيث أن القيادات الفلسطينية أصبحت غير مبالية بهذه المشاكل, ووصل المواطن الفلسطيني إلى درجة اليأس لعدم وضع الحلول لكل هذه المشاكل أو بعض منها ليعيش حياة كريمة 0 في ظل هذه الأوضاع المزرية وعدم وضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل فمن حقنا الطبيعي أن نحلم جميعاً ,وأن تكون أحلامنا كبيرة وعلى قدر قضيتنا الوطنية وطموحات شعبنا العظيم, فالأحلام دائما هي البداية لتحقيق هذه الطموحات من خلال مستقبل زاهر يبنى على أن يكون حاضرنا أفضل من ماضينا, ومستقبلنا أكثر إشراقاً وتطوراً من حاضرنا, والأحلام هي التي تحفظنا وتساعدنا كثيرا عن البعد عن اليأس والإحباط والهزيمة والتشاؤم, لذلك لم يتبقى للمواطن الفلسطيني في ظل ضياع الوطن وكثرة الهموم إلا الحلم فتعالوا نحلم: تعالوا نحلم بوطن فيه سيادة للقانون والجميع سواسية أمامه ولافرق بين وزير وغفير ليشعر المواطن بمواطنته وكرامته وحريته, ويشعر بأنه يعيش في وطن لايشعر فيه بالغربة, ولا يفكر شبابه بالهروب منه والهجرة 0تعالوا نحلم بوطنٍ متحضر ونظيف خالٍ من الانقسام, والاعتقالات, والاغتيالات، وطن تتجسد فيه الوحدة الوطنية التي تعود عليها شعبنا بطيبته التي حث عليها القرآن الكريم , والسنة النبوية, والحكمة المطلوبة في هذه المواقف الصعبة لشعب مازال يناضل للتخلص من الاحتلال, وإقامة دولته المستقلة0 تعالوا نحلم لنستعيد أحلام شهداؤنا الذين سقطوا برصاص الاحتلال, ولنستعيد أيضا أحلام أسرانا البواسل الذين قضوا زهرات شبابهم في زنازين الاحتلال محرومين من أطفالهم وعائلاتهم وهم يحلمون بدولة ديمقراطية مستقلة يعيش شعبنا بها في كرامة وكبرياء, وهذا ليس بكثير لان هذه الأحلام قادرة على التحقيق بشرط أن تهتم القيادات بالقضية والشعب ,وحينئذ ستكون قادرة على أن تجعل من فلسطين دولة رخاء وعز وكبرياء لما تتمتع به من طبيعة خلاّبة, وتربة خصبة, وشعب عظيم مخلص ومعطاء.تعالوا نحلم بوطن لاسجون فيه ولا معتقلات سياسية, ولا محاكم , ولا تكميم للأفواه, ولاكبت للحريات حتى يشعر المواطن بسيادة العدل والقانون بين مختلف أطياف شعبه, ويشعر كل مواطن بمواطنته وينال ما يستحقه من مكافأة على جهده ومواطنته التي يثبتها بالعمل لا بالقول, ويثبت بأنه ينتمي حقاً إلى هذا الوطن.تعالوا نحلم بأن تكون الأمطار التي ستهطل هذا العام قادرة على غسل قلوبنا وتطهير صدورنا لتثمر أشجار الحب والمودة والتسامح في النفوس التي قتلتها الحزبية, والكراهية,والحقد والضغينة. إن الأحلام مطلوبة من الجميع, لان جميع الشعوب الراقية والمتقدمة لم تتقدم وتكون شعوب راقية وعظيمة إلاَّ من خلال الأحلام وما تحقق منها ،والإنسان الذي لا يحلم بحياة راقية لا يصنع شيئاً جميلاً وراقيا . ويكفي أن الأحلام وحدها تظل دائما خارج مقص الرقابة وبعيدة عن الاعتقالات والسجون. ومن حقنا كشعب فلسطيني أن نختار ألوان قوس قزح لأحلامنا, حتى نحول مجتمعنا المليء بالسواد, والحقد, والحزبية المتعصبة إلى عالم نقي وابيض خالي من الكره والبغض والقتل ,ومن حقنا أن نجعله مجتمع راقي تتناسق فيه ألوان قزح ولا تختلط,, ومن حقنا أن نعيش أحلامنا وأن يحدث الإنسان نفسه بما يشاء من أروع الكلمات وأجملها والتي ترفع من روحه المعنوية, وتجعله يبذل أقصى مافى جهده لتحقيق القليل من هذه الأحلام.ومن المتعارف عليه أن الأحلام تجعل الناس يرسمون في أذهانهم قصوراً جميلة ورائعة من ألوان قوس قزح الرائعة لحياة زاهية وجذابة تختلف كثيراً عن الصورة الواقعية بقسوتها وجبروتها, حيث يهرب الكثير من الناس وقت الأزمات من مشاهد قاسية وظالمة وسوداء في الواقع إلى مشاهد وصور رائعة من خيال أحلامهم, لا تختلف عن الواقع اليومي فقط،, بل تختلف فيها الأرض والناس أيضا، حيث تبدو الأرض مكسوة بالأزهار, والأمطار تنهمر, والناس تملؤهم الفرحة والأمل ,ولاتظهر عليهم علامات الإحباط واليأس والخوف والقلق ,وهذه الصورة الداخلية التي ترسمها الأحلام تكون الرد الصحيح على الواقع الذي يكون في منتهى القهر والظلم 0إن شعبنا في فلسطين ومع الأسف لاينظر إلى الواقع الذي يعيشه بجدية , ولا يشاهد مايحدث من حوله من أحداث غير طبيعية وغير مألوفة ومقبولة عليه ,ولا يدقق أيضا في مشاهد لم تكن تخطر على بال احد في يوم من الأيام ,وحتى لايصلوا إلى درجة الجنون أو الانتحار أصبحوا يتسابقون إلى الأحلام سواء في جلساتهم, أو نومهم التي تأخذهم بعيدا عن الظلم والتعسف وزحمة الحياة المضنية التي يعيشها الشعب الفلسطيني, وأصبحوا في كثير من الأحيان يتسابقون إلى الدخول في حوار طويل وممتع كل مع نفسه, حتى يتخيل لهم أن كل شئ حولهم قد تغير وأصبح مختلفا عن الواقع وفى الشكل الذي يريده الشخص منهم0 إن الأحلام عبارة عن قوة كامنة داخل كل إنسان, وهى الدرع الذي يحميه من نفسه ومن الحياة والواقع المرير الذي يعيشه, وهى القوة التي تدفع بالسجين إلى الهروب من واقعه ليحلم بالحرية, ومن الشعب المحتل للخلاص من الاحتلال, ومن الشعب المظلوم للخلاص من حاكمه الظالم, فلنحلم جميعا طالما غير قادرين على الخلاص مما نعيشه وغير قادرين على تحقيق أهدافنا الوطنية وإنهاء الانقسام0