جلسة جديدة بين طاقمي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي في القدس

عقدت، مساء الثلاثاء، جلسة جديدة من المحادثات بين طاقمي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي في القدس المحتلة ، وفقا لما اكدته وسائل اعلامية عبرية.

ويأتي ذلك فيما وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة الليلة في جولة مكوكية أخرى بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن).

وحسب الاذاعة العبرية سيضع الوزير كيري إكليلاً من الزهور صباح الاربعاء على ضريح رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل يتسحاق رابين ثم يجتمع مع رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الوزراء نتنياهو والرئيس أبو مازن.

وسيعود كيري مساء الاربعاء ويجتمع مع نتنياهو .

وذكر موقع "والا" العبري، أن هذه الجلسة عقدت بحضور تسيبي ليفني وإسحاق مولخو عن الجانب الإسرائيلي، وصائب عريقات ومحمد اشتية عن الجانب الفلسطيني"، مشيرا بان (الجلسة) تأتي بعد الأنباء الأخيرة حول استقالة عريقات من منصبه كمسئول عن فريق المفاوضات، وكذلك بعد المعلومات عن نسف المفاوضات بين الجانبين.

ونقل الموقع عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها" إن الجانب الفلسطيني يحاول خلق أزمة من خلال التهديد بالاستقالة للضغط على وزير الخارجية الأميركية.

فيما قال مصدر مقرب من نتنياهو، إن "تهديدات الرئيس عباس بتفجر المفاوضات بسبب البناء في المستوطنات يعد خلافا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الأطراف عشية استئناف المفاوضات"، معتبرا التهديد بالاستقالة من قبل الفلسطينيين بأنها جزء من محاولات الضغط على إسرائيل ولكن لا يمكن تغيير الواقع القائم، فقد تم الاتفاق مع الفلسطينيين في وقت مبكر من التفاوض أن خطوة إطلاق سراح الأسرى يقابلها الاستمرار في البناء بالمستوطنات ولا يمكنهم الانسحاب من المحادثات بعد ثلاثة شهور من بدءها.

وقال الاعلام العبري إن مصادر سياسية في إسرائيل غاضبة من تسريب ما يجري في المفاوضات بين الطرفين وخاصة من الجانب الفلسطيني.

وقال مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون اليوم الثلاثاء ان مفاوضات السلام التي بدأت منذ ثلاثة أشهر برعاية واشنطن لا تحقق أي تقدم فيما يعطي خلفية قاتمة لزيارة كيري.

ولم ترد تفاصيل تذكرعن جلسات التفاوض التي عقدت في أوقات لم يعلن عنها وفي أماكن سرية وفقا للتعهدات بعدم تسريب أي معلومات.

لكن الجانبين عبرا عن مشاعر الاحباط من عدم احراز تقدم في المحادثات التي تجري بوساطة أمريكية بهدف حل قضايا جوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الامن ومستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

وقال وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي "الفلسطينيون لا يجرون المحادثات عن حسن نية". وأضاف "الفلسطينيون متمسكون بمواقفهم ولا يظهرون مرونة بشأن مواقفهم المبدئية."

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة أذيعت يوم الاثنين "بعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شيء على الأرض."

ومع تبادل الجانبين الاتهامات بشأن غياب أي مؤشر على وجود تحرك في المفاوضات سيعقد كيري اجتماعات منفصلة مع كل من نتنياهو وعباس.

وعلى هامش مفاوضات السلام أفرجت اسرائيل عن نصف عدد الاسرى الفلسطينيين الذين تعهدت باطلاق سراحهم وعددهم 104 سجناء بموجب اتفاق توسط فيه كيري بعد توقف دام ثلاث سنوات في المحادثات بسبب البناء في المستوطنات الاسرائيلية.

وتقول اسرائيل ان الاستمرار في بناء وحدات سكنية في المستوطنات في مناطق تزمع الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام هو جزء من تلك التفاهمات التي أدت الى عودة اسرى فلسطينيين -أدينوا بقتل اسرائيليين وأمضوا فترات طويلة رهن الاحتجاز- الى ديارهم.

ومع الافراج عن 26 رجلا الاسبوع الماضي مضت اسرائيل قدما في خططها لبناء 3500 منزل للمستوطنين في الضفة الغربية في اجراء ينظر اليه على نطاق واسع على انه محاولة من جانب نتنياهو لاسترضاء المتشددين داخل حكومته.

وندد نبيل أبو ردينة وهو متحدث باسم عباس بحملة الاستيطان لكنه قال ان الفلسطينيين مازالوا ملتزمين بالمفاوضات.

وقال "المفاوضات مستمرة ونحن ملتزمون بها."

وتابع "مطلوب موقف امريكي واضح وحازم من الاستفزازات الاسرائيلية."

وأضاف "اسرائيل تواصل وضع العراقيل امام المفاوضات وعشية كل زيارة يقوم بها كيري للمنطقة تقوم بمزيد من الاستفزازات وتعلن عن المزيد من العطاءات الاستيطانية."

واتهم نتنياهو الفلسطينيين بالتراجع عما قال انه ارتباط الافراج عن سجناء بالمستوطنات.

وقال في مقابلة مع قناة التلفزيون آي 24 الاسرائيلية "اذا لم يكن بمقدورهم... الالتزام بالاتفاقيات التي لدينا بأن نطلق سراح سجناء على ان نواصل البناء فكيف يمكن ان أرى أنهم سيلتزمون فعليا بالقضايا الاكبر؟"

وعبر الرئيس عباس الذي كان يتحدث امام المجلس الاستشاري لحركة فتح يوم الاحد عن معارضته لأي ربط من هذا النوع. وقال "ربما يكون هناك بعض التوترات في القريب والسبب فيها أن إسرائيل تقول نحن أخرجنا الأسرى وغير قادرين على تحمل هذا ولذلك نزيد الاستيطان يعني أنهم هم من ربط الاستيطان بالأسرى.. هذه المعادلة قد تفجر الوضع والمفاوضات ما زالت دون نتائج."

وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير مشروعة.

وقالت وسائل اعلام عبرية يوم الاثنين ان كيري الذي منح الجانبين مهلة تسعة اشهر للتوصل الى اتفاق يزمع في يناير كانون الثاني طرح اقتراح سلام اذا لم يتحقق تقدم كبير.

وفي مؤتمر صحفي في الرياض يوم الاثنين قال كيري انه لا توجد مثل هذه الخطة "في هذه المرحلة من الزمن". وتحدث علانية عن مقترحات أمريكية محتملة للتقريب بين الاطراف اذا لم يتحقق تقدم ملموس.

وكان الوزير لابيد قد قال اليوم إنه لن تتم تجزئة مدينة أورشليم القدس في نطاق تسوية مع الفلسطينيين معرباً عن تأييده لحل الدولتين رغم الصعوبات التي ينطوي عليها والتي ستمزق مشاعر الشعب اربا.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -