كان يتفاخر في جلساته، بين أقرانه من شباب الفيس بوك بأنه يمتلك أكبر قدر من الأصدقاء ،والصديقات والمنتديات يشعرهم دائما بإنه ملك لجزيرة الفيس والتي فيها كل أصدقاؤه خداما له بل رعاع ،وكان يسخر من أولئك الذين لاتتجاوز صداقاتهم متوسط عدد أسرة صغيرة ،مشكلته أي ذاك الشاب أنه.. أحد مدمني الفيس فلما تنقطع الكهرباء عن الحي الذي يقطن به تنتابه حكة شديدة وهرش يسري كالفيضان في سائر جسده ،لكن هذه المرة قد طالت مدة الانقطاع ولو كان العلاج بتعاطي هيروين أو مورفين بالشم أو إبر لكن أيسر بكثير لكن الصعوبة أن إدمانه من نوع فريد رغم انتشاره اليوم بكثرة بين الشباب والفتيات والعواجيز ..حيث أصبح الفيس كالطاعون عندما يتفشى بين المدن والقرى ..ارتمى من شدة الألم على الكرسي أمام شاشة الحاسوب ..عسى أن يجد وسيلة اتصال تعيد إليه ذهنه وذاكرته ،وقبل أن يغشى عليه ..ومضت أحدى لمبات بيته لمحها بسرعة كالبرق حينها أحس بنشوة عارمة تدغدغ كل كيانه ..قام بفتح جهازه الشخصي على عجالة بعدما عادت إليه الروح من جديد ،وعاد قلبه ينبض بكل شوق وحرارة ،ولما فتح صفحته على الفيس ..قام كعادته لإدراج صورة من صور الكاريكاتير الساخرة ،وانتظر ردود أفعال من رعاياه لكن دون جدوى ..فجأة تطلع على الشريط الجانبي ..وكانت الصاعقة التي زلزلته هو أن الشريط كان خاويا تماما كمثلث برمودا..أو صحراء الربع الخالي .. فلم يبقى سوى أصدقاؤه الذين هم يعيشون معه والذين يرافقونه أينما ذهب ..أحس بالحرج الشديد والخجل ..خاطبهم جميعا عبر الدردشة قائلا لهم : آسف فقد تبخر كل من حولي خلسة.. إلا أنتم أصدقائي الأوفياء ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة