استخدم السيد محمود عباس لفظة "قد" في اعتراضه على التوسع الاستيطاني، وقال: إسرائيل تربط التوسع الاستيطاني بالأسرى، وهذا قد يفجر الوضع.
إن استخدام الحرف "قد" مع الفعل المضارع لا يفيد التحقيق، وإنما تفيد الاحتمال والتشكك، وهذا على ما يبدو الأسلوب الذي يعتمده كبير المفاوضين السيد صائب عريقات، حين يهدد بأنه قد يستقيل، وقد ينسحب من المفاوضات.
على القيادة الفلسطينية أن تستخدم حرف "قد" مع الفعل الماضي مرة واحدة، وأن تقول: لقد فشلنا، لقد راهنا على السلام واكشفنا خبلنا، ولقد قررنا وقف التفاوض نهائياً، واعتزال العمل السياسي بعد فشل مشروعنا، لقد فشلنا بجداره على مدار عشرين عاماً، وقد ورطناكم بمعتقداتنا السياسية، فسامحونا، واغفروا لنا، ولاسيما بعد انجلاء حقيقة الفكر اليهودي الراسخ في البقاء على أراضي الضفة الغربية، والتي كشفت عنها نتائج ثماني عشرة جلسة تفاوضية، وبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، يوضح الحقائق الخبيثة التالية:
1ـ حدود دولة إسرائيل هي غور الأردن، وسنبدأ بإقامة الجدار العازل بين الأردن وإسرائيل.
2ـ مدينة القدس ستبقى موحدة، وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل
3ـ تبقى مصادر المياه تحت السيادة الإسرائيلية، ومن حق الفلسطينيين شراء الماء.
4ـ لا تكتفي إسرائيل ببقاء الكتل الاستيطانية تحت سيادتها، بل تطالب بضم المستوطنات العشوائية المقامة في محيط مدينة رام الله.
5ـ لا ذكر للاجئين الفلسطينيين الذين تتنكر إسرائيل لهم، وترفض نقاش عودتهم بشكل قطعي.
6ـ أما الدولة التي يجري الحديث عنها فهي منزوعة السلاح، ومجردة من الإرادة.
فمتى سيستعمل السيد عباس حرف قد مع الفعل الماضي، ويعلن رسمياً عن فشل مشروعه التفاوضي الذي مزق إرادة الشعب الفلسطيني؟ متى ستقف قيادة منظمة التحرير أمام الحقائق، وتعلن أنها خدعت، وتاهت عن درب التحرير؟ متى سيغضب شرفاء فتح للوطن، ويثورون على هذا الوهم التفاوضي الباطل؟ متى سيسترد الشعب الفلسطيني عزته وكرامته ويحرر أرضه المغتصبة من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية القائمة على برنامج مقاومة، يحتقر المفاوضات، ويحاسب أصحاب فكرة مواصلة المفاوضات حتى استكمال بناء المستوطنات ؟.