ما يحيرني هو لِما يصاب الكثيرون بلحظات بائسة ،واكتئاب شديد عندما تشتد الرياح ،ويزداد هياج العاصفة؟!
أتُرى لأنهم حينها لايغادرون بيوتهم ،أو لأنهم عندئذ يشعرون بالإقامة الجبرية الذاتية ،ولو علموا أنهم جميعا بحاجة للألفة والتجمع أوالالتفاف ..وأنهم بحاجة لأن يشعروا بالتوحد والطمأنينة ولحظات الاحتياج ولو لأوقات قليلة يرتاحوا فيها من روتين حياتهم القاتل بين مطرقة العزلة وسندان طغيان المادة .. !! ولو علموا أن اللحظات العصيبة وحدها تنجب الرجال ،وتنجب الأوفياء وتنقي القلوب العالقة بالشوائب من السواد..فالنفوس المريضة الحاقدة ،والحاسدة لا تتكشف وسط الجلسات الحالمة ،على موائد تجمّعها البطون.. تحت أضواء القمر ،ووسط الرياحين، وليالي السمر .. أوعلى رفات المنتزهات أو شواطئ البحر ..!!
وإنما.. تتعرى تلك النفوس بكل حماقة من أثوابها عند أول لحظة اختبار حقيقية ..لحظة ميلاد العواصف والشدائد ..حينها فقط تتضح الصورة بجمال روعتها ،وتضفي بظلالها إطلالة حب واحترام وأمان وصفاء ،وحينها فقط يمكننا أن نتذوق حلاوة المثل الياباني القائل " أن شمس واحدة تجفف كل ملابسنا " مشكلتنا اليوم يا أحبائي في أرجاء المعمورة نعشق الانسلاخ ،والإبتعادات بل الكثيرون منا يتفاخرون بأنهم ينعمون بالاستقلال.. والحقيقة أنهم ينبطحون تحت براثن الجهل والاحتلال الهمجي ..مشكلتنا اليوم أن كل واحد منا يفتش بلهفة عن شمسٍ جديدة ..!!