في عصرنا الراهن, عصر الشباب و الطموحات نحو المستقبل والبناء يلعب موضوع حقوق الانسان والحريات العامة دورا هاما في اقامة نظام ديمقراطي عصري، وهذا النظام الديمقراطي لا يمكن له ان يحقق ذاته دون ممارسة الحقوق و الحريات في ظل دولة قانونية لا يكون الا بالمساواة في الحقوق اولا و المساواة امام التكاليف العامة ثانيا .
فالحقوق و الحريات المتعلقة بشخصية الانسان : هي المتعلقة بكيان الانسان وحياته ,وهذا ما يطمح له الشباب المعاصر بان تكون جميع الحقوق التي يطمح لها مدونة في القانون الاساسي او ما يسمى بالدستور, منها حق الحياة، وحق الأمن، وحرية التنقل، وحرية المسكن، وحرية العقيدة والحرية، وحرية الرأي، وحرية الإعلام، وحرية التعليم، وحرية الاجتماع .
بالاضافة الى الحقوق و الحريات المتصلة بنشاط الانسان كحق العمل و حرية التجارة و الصناعة و الملكية. ولتحقيق الحقوق و الحريات المذكور اعلاه , لابد من ضمانات كثيرة ومتعددة ومن بين أهم هذه الضمانات، وجود دستور للدولة، والفصل بين السلطات الثلاث، و مبدأ تدرج القواعد القانونية، والرقابة على دستورية القوانين، والرقابة القضائية على أعمال الادارة.
ونظرا للاهمية التي تشكلها التربية على حقوق الانسان , كمعيار لقياس مستوى تقدم الدول والشعوب, فان الأمر لم يعد كافيا من خلال تشكيل وزارات او كيانات تعني بحقوق الانسان , بل اصبح يستلزم ان يتحول هذا الى اهتمام مجتمعي .كما يحصل ألان بعد انتفاضات تونس ومصر وليبيا واليمن , حيث على هذا الأساس, فان التربية على المواطنة, وضمنها حقوق الإنسان والحريات العامة, تشكل اليوم نقطة رئيسية ضمن اهتمامات منظمات المجتمع المدني والتي تسعى إلى خلق مجتمع ديمقراطي كفيل بتحقيق تنمية مستدامة ومن خصائص هذه التربية انها:
- تربية انسانية : ذلك انها تتجه على توعية الانسان بحقوقه .
- تربية تنويرية عقلانية : لانها تؤسس خطابها على مفاهيم تنويرية كالذات و العقل و الحرية و التسامح و الاختلاف و الكرامة و المساواة و الديمقراطية و المواطنة .
- تربية نقدية : تدعو الى اعادة النظر في مختلف القيم و المبادئ و السلوكيات التي تتنافى وحقوق الانسان المواطن .
- تربية قيمية سلوكية : تهدف الى تاسيس نسق قيمي سلوكي جديد يعتمد على اعمال العقل او ينجو الى تحويل في الافكار و الاعمال و المواقف .
وعلى ضوء ما ذكر اعلاه , فان التربية على حقوق الانسان تهدف بوجه عام الى تكوين الفرد تكوينا متكاملا .وياخذ بعين الاعتبار كل مكوناته العقلية و المعرفية و السلوكية و الوجدانية لجعله على علم , نظريا وعمليا بحقوقه وحقوق الاخرين .وبواجباته تجاه هذه الحقوق .
لذا, فان جميع الامم و الشعوب تراهن دوما على الشباب في كسب رهانات المستقبل لادراكها العميق بان الشباب هم العنصر الاساسي في اي تحول ديمقراطي ..سياسي او اقتصادي او ثقافي او اجتماعي , فهم الشريحة الاكثر حيوية وتاثيرا في اي مجتمع قوي تمثل المشاركة السياسية فيه جوهر التكوين .