هل هناك علاقة بين الأزمات التي يمر بها قطاع غزة وبين تعطل تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية ؟ أو بشكل أكثر دقة هل هناك علاقة بين هذه الازمات واستمرار حكم حماس لقطاع غزة ؟ وفي حالة قررت حركة حماس التخلي عن إدارة قطاع غزة عبر تشكيل لجنة عليا لإدارة شئون القطاع بدون أي تدخل مباشر لها في ذلك هل هذه الخطوة يمكن أن تكون العصا السحرية لحل كافة أزمات قطاع غزة ؟
البعض يتهرب من مواجهة الحقيقة وإن كانت صعبة وهي أن هذه الازمات مختلقة أو بشكل أكثر دقة يمكن إيجاد الحلول السريعة لها ولكن هذا التباطؤ في الحل هو للضغط على حركة حماس للتخلي عن حكم قطاع غزة طواعية وبدون إراقة دماء ، أو هو أسلوب لإقناع قيادة حركة حماس بأن مشروعها السياسي الخاص بها لن يتحقق بالسهولة التي تعتقد ولن تتمكن من توفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن في قطاع غزة ، أو كل هذه الأزمات هي عقوبة واجبة من أطراف عدة على قطاع غزة لسكوته وانصياعه على الحال الحالي للقطاع ورد فعل طبيعي من قوى حليفة للاحتلال على الصواريخ التي أطلقت على الكيان الإسرائيلي أو التي تمتلكها فصائل المقاومة وتهدد بها ليل نهار الكيان الصهيوني .
وأيا كانت الاسباب فهي تدور في ذات الدائرة أن أزمات قطاع غزة سواء كانت في فتح معبر رفح أو رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة ومشكلة الكهرباء والغاز والرواتب والتطوير والبطالة وغيرها مرتبط بتغيير نمط الحكم في قطاع غزة ولن تكون هناك حلول جذرية طالما بقي الأمر على ما هو عليه في القطاع .
هذه الرسالة أصبحت واضحة وضوح الشمس في ضحاها ولا لبس فيها ولا غموض واصبح اسلوب العقوبات رد فعل على فشل تنفيذ بنود المصالحة بغض النظر عن اسباب ذلك .
البعض ينظر بعينيه الى قيادة حماس لتتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة وطالما أن وجودها بهذا الشكل في الحكم سيؤدي الى مزيد من انهيار الحال في قطاع غزة ، وهي الحركة التي وجدت وترعرعت من أجل تحرير الشعب والانسان والانتصار على العدو فيجب عليها اتخاذ الموقف الصعب في الوقت الصعب ، إذا وصلت الى هذه القناعة وسيسجل لها التاريخ هذا الموقف الذي لم يسبقها إليه أحد من قبل بل بقيت أنظمة تحكم بالدماء والنار على جماجم شعبها ، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإن هناك واجب التحرك السريع لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة ، ويبقى السؤال لماذا قطاع غزة بالذات لديه مل هذه الإشكاليات والتعقيدات ؟
على سبيل المثال معبر رفح اصبح واضحا أن حل مشكلته مرتبط تماما الآن في الموقف المصري من حركة حماس ويرفض الجانب المصري تقديم تسهيلات على معبر رفح طالما بقيت حماس على رأس السلطة في قطاع غزة مع استمرار حالة التوتر بينهما بسبب تباعد المواقف من أحداث مصر .
مشكلة الكهرباء وهي المشكلة التي يعاني منها اليوم كل مناحي الحياة الفلسطينية في قطاع غزة سواء الصحة أو البلديات والخدمات العامة ويعاني منها كل بيت فلسطيني والسؤال لماذا لا تعاني الضفة الغربية من مشكلة الكهرباء ؟ وعندما هددت شركة الكهرباء الاسرائيلية بقطع الكهرباء عن بعض محافظات الضفة بسبب تراكم الديون سارعت السلطة بتسديد ما عليها ، فلماذا قطاع غزة لا تزداد كمية الكهرباء القادمة إليه من الكيان الإسرائيلي ، يجيب البعض بأن ذلك له علاقة بحكم حماس في القطاع ويمكن في حالة تغيير الوضع السياسي العام في قطاع غزة حل هذه المشكلة حتى الجانب المصري ألمح عن استعداده زيادة كمية الكهرباء الموردة لقطاع غزة في حالة تغيير نمط الحكم فيها .
وكذلك مشكلة الوقود المصري هناك تصريحات من بعض المسئولين المصريين لتزويد القطاع بالوقود المصري وبالسعر المصري للمواطن اذا تم تحسين العلاقة مع النظام الفلسطيني ، وهكذا بقية المشاكل البعض يحاول ربطها بنظام الحكم السائد في قطاع غزة .
ولكن كيف يمكن تغيير نظام الحكم والوصول الى افضل صيغة تحقق للجميع ما يريد دونما ظلم أو إجحاف لأي طرف ، الوسيلة الوحيدة بكل تأكيد هي تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية بكافة بنودها على أرض الواقع وعدم تجاوز ذلك ، حركة حماس هي حركة فلسطينية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ولكن الحكم والسيطرة له تبعات وأدوات فكيف يمكن تحقيق ذلك .