اطفال .. مصيرهم مرتبط بالشؤون المدنية !

تبادر إلى ذهني قبل أيام ونحن نودع جثمان الاخ والصديق فائق مقداد "أبو نضال " الذي وافته المنية في رام الله قبل أيام ، قضية المماطلة والتسويف في قضية تصاريح الزيارة لأهالي قطاع غزة ،التي اصبحت تؤرق جميع العائلات المتواجدة في رام الله .

المرحوم ابو نضال انتظر من العام 2007 أن يتم استصدار تصريح لعائلته بالمجيء إلى رام الله ، ولكن محاولاته لم تفلح !، فقد قضى وحيداً بعيداً عن فلذات كبده وعائلته وأهله ،فهل كان مستحيلاً إصدار تصاريح لعائلته طوال هذه الفترة؟!.

اصبحت قضية التصاريح  تؤرق الكثير من أهل قطاع غزة المقيمين في رام الله بعد الانقلاب ، واصبح الوضع النفسي والاجتماعي يزداد سوءاً ،في ظل عدم وجود عدالة بين المواطنين في الحصول على تصاريح الزيارة لعائلاتهم للحفاظ على التماسك والعلاقة مع اهلهم في قطاع غزة .

إن العائلات التي تركت قطاع غزة قسراً تعيش حالة من السخط والتخوف على مستقبل ابنائها الذين يدفعون ثمن قرار الآباء بالدفاع عن الشرعية في غزة ،فهم خرجوا بموافقة السلطة والقيادة ومن حقهم التواصل مع اهلهم ، وكذلك الحصول على اولوية في التصاريح التي تصدرها الشؤون المدنية .

إن الكثير من الشباب والشابات ينتظرون السماح لهم بزيارة الاهل لبناء بيت الزوجية كما يحبون ، إلا ان قضية التصاريح تقف عائقا في تحقيق أحلامهم ، وعلى ما يبدو إن عملية استصدار التصاريح تخضع لاعتبارات لا يعرفها إلا المسؤول !، فترى فلاناً وعلاناً يحصل على ما يشاء، ووقت ما يشاء، ولمن يشاء!!، بينما غيره يتيه في دهاليز الوعودات والمبررات ، ربما لأن "شعره مش اشقر ولا عيونه زرق واسنانه فرق" !!!

المحزن، أن الحديث بين الأصدقاء يدور عن مستقبل بناتهم وشبح العنوسة الذي يتربص بمستقبلهن، نتيجة الوعودات والمماطلات غير المبررة ، فكم من فتاة تنتظر السماح لها بزيارة اهلها في قطاع غزة لاتمام مراسم الخطوبة!!.

إن ملف عائلات غزة المقيمة في رام الله وطبيعة تعاطي الشؤون المدنية معه ، لا يخضع لأية معايير موضوعية ومنطقية وهذا يظهر جلياً مما نلاحظه ، فلأجدر بالشؤون المدنية تقديم كل ما يلزم لتوفير عدالة بين المواطن والمسؤول وعدم تصنيفهم "فلان يرث وفلان لا يرث"!!.

أنا على ثقة أن الرئيس محمود عباس لا يقبل هذا الوضع، لإدراكه بأن هؤلاء الاطفال والشباب يدفعون ثمن قرارنا الدفاع عن الشرعية التي هو رأسها ، ولا يقبل أن يجلدو مرتين ، الاولى خروجهم من غزة وبعدهم عن اهلهم والثانية تهميشهم والتمييز بينهم !!، فهذه مناشدة أيضا لمتابعة هذه القضية التي لن يمر عنها مروراً عابراً.

إن رحيل الأخ ابو نضال بعيداً عن عائلته يجعلنا نفكر مراراً وتكراراً بمستقبل ابنائنا الذين يدفعون ثمن قرارنا نحن ، فلا تجعلوهم يلعنوننا يوماً على ما هم فيه ، فكل يوم يصبحون ويمسون على وعد بلم شملهم مع أهلهم ، فلمن يتوجهون؟؟؟؟؟!!

 

 كتب الصحفي/ مجدي العرابيد