حسين دبوق " جهاد منصور " اسم مناضل مقدام، آمن بقومية المعركة وان ما بين لبنان وفلسطين اكثر من الروابط المشتركة، انها وحدة حقيقية وحدة حياة ومصير، لذلك انتمى للثورة الفلسطينية وجبهة التحرير الفلسطينية حيث ترك مقعده الدراسي ليلتحق بصفوف الثورة عام 1971، مناضل ما زال مصيره مجهولاً، بعد ان تم خطفه من منزله في المعشوق عام 1985 ، بعد انسحاب العدو الصهيوني من جنوب لبنان عاد من بيروت ليستقر مع عائلته ، الا انه تم خطفه بسبب مقاومته للاحتلال الصهيوني .
حسين دبوق اسم يشمخ كالارزة، ويحلق كالنسر، ويرسخ كالجبل، كانت تزين هامته نياشين العطاء والبطولة ، ويكلل رأسه بتاج حب فلسطين.
حسين دبوق المناضل اللبناني العربي الفلسطيني ، كان يحب وطنه وكل الوطن العربي ، ونحن في ذكراه السنويه نضيء له الشموع ، ونترقب بلهفة اي خبر عنه.
ونحن اليوم نقول لهذا الزمن المر، رغم الجرح والالم ، رغم الظلم والظالم ان حسين دبوق " جهاد منصور " اسم حفظه أهالي الجنوب ومخيمات لبنان .. بل كما حفظه الصهاينة على مدى سنوات ، حين كانت مواجهة اسرائيل من قبل ابطال مناضلين احرار ، حيث تم تكليفه من قبل الشهيد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس بتشكيل مجموعات عسكرية في منطقة الجنوب عرفت آن ذاك بمنظمة نسور الجنوب وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية قوات صقور التحرير ، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية قوات جبل عامل هذه الاسماء التي عمل على تأسيسها وعمل تحت لوائها المناضل جهاد وتعاون مع المناضل ابو اسعد حمود.
احبه كل من عرفه ، حيث عرف بمواقفه الوطنية والقومية الثابتة والراسخة ودفاعه عن القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، ورفض مبررات الانشقاق الفلسطيني وانحاز للموقف الوطني الذي اتخذته قيادة وكوادر وقواعد جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة الامين العام ابو العباس .
فهو مناضل بسيط وقائد احب الظل كثيرا حيث كان يعمل ليلا ونهارا كان العين الساهرة هو ورفاقه من اجل تحرير الارض والانسان .
حسين دبوق ليس من مناضلي الصدفة او مثقفي الصالونات، فهو إنتمى لجبهة التحرير فكراً وممارسة، كان مؤمناً بأن الذل والخنوع والإستكانة والتسلح بالأماني والشعارات ،لن تحرر وطناً ولن تعيد بلداً،وبحكم انتماءه وإنحيازه الطبقي وقناعاته السياسية، فعبر عن ممارسات قناعاته وأفكاره، ومن خلال نضاله في الجبهة ،كانت نقطة التحول البارزة في حياته.
فجهاد منصور هو رجل من رجال المقاومة، الذين حفروا في الثمانينات خندق المواجهة مع اسرائيل بامكانياته المتواضعة .
كان يرى ان الدفاع عن فلسطين وقضيتها واجب كل الشرفاء والاحرار في العالم، فكان ورفاقه مرابطين على تخوم الامة.. وكانوا يدركون بالطبع انهم يؤسسون لمقاومة هدفها الاساس التحرير.
فجهاد كان قائدا يقود ويتقدم صفوف المقاتلين. قاتل وقاتل حتى كان اعتقاله وفقدانه في 8 / 11 / 1985 لسبب انه ينتمي لجبهة التحرير الفلسطينية ولانه قاتل العدو الصهيوني ، ودافع عن منظمة التحرير الفلسطينية.
ونحن نسأل اليوم اين هو حسين دبوق "جهاد منصور" لماذا لم يكشف عن مصيره ، او يتم اطلاق سراحه ، سؤال برسم من يعنيهم الامر .
ختاما : لا بد من القول ان قضية المفقودين يجب ان تكون من اولويات كل المناضلين وكل مواطن عربي مهما كان موقعه، ومهما كانت انتماءاته، لان الصمت أسوأ كثيرا من التواطؤ بالعمل وان شجرة الحرية لا يمكن ان تزهر إلا إذا ارتوت بدماء الأبطال ودموع الأمهات واخترقت جذورها باطن الأرض وأطلت على الكون لتعانق الشمس ولتثبت أننا امة تعرف للمناضلين قيمة حقيقية ، ونعيش من أجلهم ، فالعطاء قيمة عظيمة من القيم التي طغت المفاهيم المادية والحسية ، وإذا كان هناك من يجد اللذة في أن يأخذ فان هناك بعض الطاقات الإنسانية التي تجد سعادتها في أن تعطي.
كاتب سياسي