من الطبيعي أن تتغير كل الأشياء والمعادلات والارقام بعد رحيلك سيدي ..صحيح أنك قد غادرت حياتنا ،بكل صمت رهيب ،وتركتنا بعدك نجتر الأسى ، والحزن الدفين ..صحيح انك قد غادرت حياتنا .. لكنك أبدا لم تغادر قلوبنا وحنايانا ..!!،فذكراك تنبض فينا بكل عشق وشوق ،وترسم هرم ٌعلى جبين الأقوياء ..بعدك سيدي جاء الربيع وكما زعموا بالربيع العربي ،لكننا لم نتنسم شذاه ،ربيعٌ بلا زهر ولا رائحة و لا اخضرار ..ربيع امتزجت ثناياه بالدماء ،والاهات والدموع ،والثورات وضياع البلدان لا استقرارها ..والحقيقة خريفٌ الان يجتاحنا ،يجتاح دنيانا كالطوفان ،لكم انتظرنا كثيرا السفينة لكنها لم تأت ِ بعد ولو أوينا الى جبل ٍ يعصمنا ..لما استطعنا النجاة على القمم ..قمم الجبال حيث يقطن اليوم في بلاد العرب أوطاني أشباه الرجال.. فكيف ننجو حينئذ ..؟!! اليوم سيدي الرئيس أبوعمار أيقنت أن لكل المسائل ،والأرقام حلولا.. إلا أنت فلا حل بعدك أبدا ..لأنك حفا كنت ولم تزل رقما صعبا ليس له حل لأنك لم تكن ثائرا ولا مغوارا ولا قائدا فحسب بل كنت أبا حنونا لكل الأحرار ..لكم افتقدنا أبا عمار ..خارطة بلادنا وضاعت بوصلتنا وسط الانقسامات والنزاعات لكننا بكل أمل ننتظر أن تعود الينا أطياف كوفيتك بجغرافيتها ،أصالتها العريقة التي توشحت بها طيلة حياتك ..صحيح أننا فقدنا غصن زيتونك ، وفقدنا بندقيتك لكن أبدا لن نفقد ذكراك لأنك حيّ في كل القلوب ..!!