تقرير.. حماس على موعد مع ( الضغط الأخير )

على أي وجه سينتهي الأمر، فالنهاية ستكون كما هو مكتوبا لها ، إما أن تنجح إسرائيل بحصارها لقطاع غزة وتسقط من تسقط فيه ، وإما أن تثبت حماس انها قوة لا يستهان بها ، ويفشل الحصار الذي دخل في مرحلة متقدمة جدا حسب اراء المحللين السياسيين، بعد ان اشتد (الحصار) واصبح اكثر وطأة على سكان قطاع غزة.

ويرى المحللين السياسيين في حديث مع "وكالة قدس نت للأنباء " ان الحصار الذي اشتد في الوقت الحالي هو مقدمة لعملية الضغطة الاخيرة التي تستهدف انتزاع موقف تاريخي من حماس ، فهل نحن على موعد قريب لحرب جديدة تخوضها إسرائيل ضد غزة ، ام ان الانفجار سوف يأتي على أيدى المحاصرين قبل ان يموتوا من الجوع والفقر الذي لم يعد سهلا ابدا عليهم .

نشـأت الأقطش المحلل السياسي الفلسطيني يؤكد ان "الحصار اصبح اكثر قسوة وان عملية الضغط على قطاع غزة قادمة ، لانتزاع موقف تاريخي من حماس باعتراف بوجود إسرائيل ، لكن نجاح هذا الامر وفشله يعتمد على قدرة تحمل القطاع" ـ وفي اعتقاده ان غزة تستطيع ان تتحمل اكثر من الذي يجرى لها .

ويقول ان " إسرائيل بحاجة الى افتعال ازمة لتفريغ ازماتها الداخلية وتفجير الوضع لتخفيف الضغط الدولي عليها الذي يدفعها لتوقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، واضعف جبهة امامها هو قطاع غزة ، فهو مكبل منذ عام 2006م ."

ويتابع " الفترة المقبلة اما ان يتم التوصل لاتفاق سلام خلال سبعة شهور ، وتقوم دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة ، واما ان تشتعل حرب ، كما ان احتلال اسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية مرة أخرى خيارا وارد ".

ويضيف " الان تغيرت الصورة اصبح قطاع غزة قادر على قصف تل ابيب ، وهذه هي معادلة جديدة ، وباتت اسرائيل تفكر ملياً قبل ان تستهدف القطاع ، فإسرائيل كانت تعد العدة لإقناع المجتمع الدولي لشن عملية عسكرية ضد ايران لكنها فشلت في ذلك ، وكل الاحتمالات الآن واردة ".

ويقول " حصار قطاع غزة مستمر منذ ان فازت حركة حماس وحتى الآن ، وهو بقرار اسرائيلي ، والمعادلة باتت صعبة جدا ، والمطلوب اضعاف حكم حماس بغزة او انهاءه ".

الاقطش يرى ان حكومة حماس تعيش منذ مدة ست سنوات بطريقة عجيبة لا احد يستوعب كيف ، وهى عبارة عن عقلية تتقن التعامل مع الازمات ، و" استطاعت ان تنجوا من كل الازمات التي مرت بها، الازمة الحالية ربما ستكون الاخيرة والاشد ، لأنهُ الضغط الاخير لإنهاء حكم حماس واضعافها ، ومصر تنفذ هذه الخطة منذ ايام حسني مبارك وحتى اللحظة ".

ويوضح ان المعادلة الجديدة في الاوضاع الحالية تكمن في وجود نظام وقوى شعبية مصرية تطالب علانية بإنهاء حكم حماس هذا ما جعل الحصار اشد قسوة ، الذي سيصاحبه الضغط الاخير ، فإما ان تنفرج الامور او نذهب باتجاه حرب تنهي حكم حماس او انها تثبت نفسها كقوة وتضطر إسرائيل للتعامل معها .

بدوره اعتبر مصطفي الصواف الكاتب الفلسطيني ، " ان الذي يحدد خطوة الاحتلال الاسرائيلي المقبلة هو ميزان الربح والخسارة " ، ويعتقد الصواف ، انه" لو وجدت إسرائيل مصلحة بالقيام في عدوان على قطاع غزة فإنها ستقوم به ، وبرأيه ان المسألة ليس لها علاقة في اشتداد الحصار على القطاع ، فالاحتلال يخطط وينفذ في الطريقة التي تخدم مصالحه ".

ويرى الصواف في حديث عبر "وكالة قدس نت للأنباء" ان الحصار يقوم بالشراكة بين إسرائيل والدول العربية وقوى فلسطينية ، والهدف منه هو اضعاف حماس ، "لكن على ما يبدوا ان الفلسطينيين في قطاع غزة يفهمون اللعبة والمؤامرة لذلك لن يستجيبوا لدعوات إثارت الفوضى وفي نفس الوقت يبدون استعدادهم للالتفاف حول المقاومة للدفاع عن ارضهم وشعبيهم".

وتوقع انه" اذا ما استمر واشتد الحصار فإننا على موعدا مع انفجار حقيقي لن يكون في وجه الاحتلال فقط بل في كل الاتجاهات والشعب الفلسطيني قادر على أن يقدم ما لديه في هذا الامر ، فهو لن يقبل بأن يموت".

وكان الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة ، قد حذر في تصريح صحفي سابق ، من أن "القسام لن يقبل بتجويع شعبه وأن يبقى في الظلام الدامس وأن يحارب في أبسط حقوقه"، محذرا من ما وصفه "براكين غضب قادمة لن يتوقعها عدو ولا صديق إذا بقي الحصار مستمرً".

ويعيش قطاع غزة حصار تضيق حلقاته شيئا فشيئا ، حيث تفرض اسرائيل طوقا بحريا فيما تغلق المعابر التجارية ولا تسمع بدخول الاحتياجات الكافية لسكان القطاع ، مما تسبب بتردي الاوضاع الاقتصادية ووصولها الى مستويات خطيرة جدا، لاسيما بعد اغلاق السلطات المصرية انفاق التهريب الحدودية مع القطاع .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -