أنشئت جامعة الأزهر بغزة في العام 1991 كمؤسسة للتعليم العالي تلبي طموحات الشعب الفلسطيني وتكون عنواناً لقدرة هذا الشعب على البذل والعطاء وقد كان قرار ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين في إنشاء هذه الجامعة هادفاً إلى غرس الشباب الفلسطيني في بلده وتدعيم جذوره فيها، وقد نمت هذه الجامعة نمواً سريعاً يستحق كل الإعجاب والتقدير.
لقد خضت تجربة كبيرة في هذه الجامعة فقد التحقت بها منذ عام 2006 درست البكالوريوس والماجستير, وتعرفت الى اساتذتها وطلابها, ولم اكن اعلم مدى عراقة هذه الجامعة واهميتها لفلسطين وقضيتها الا عندما تعرفت على من تخرجوا من جامعات اخرى وأساتذة في جامعات اخرى, فقد وجدت ان من واجبي ان اقول كلمة حق في هذه الجامعة لذلك سنذكر بعض الملاحظات الهامة التي تميز هذه الجامعة وهي كالتالي:
اولاً: جودة في التعليم لا تقارن بأي جامعة, وان كنا لا نبالغ فأن خريج جامعة الازهر ينافس اساتذة في جامعات اخرى, وهذا بالطبع يعود الفضل الى اساتذة وادارة الجامعة.
ثانيا: فلسطينية الهوية والانتماء, فقد تجد بها اساتذة وطلاب من كافة الاطياف, ولكن لا يعبر احد منهم عن حزبه بل يعبر عن فلسطينيته, وان كانت الغالبية منهم من حركة فتح, فهذا لا يرجع لأنها فتحاوية, ولكن يرجع الى سببين: الاول: ان هناك جامعة حاضنة لانصار حماس, والثاني: لان حركة فتح تمثل جزء كبير من الشعب الفلسطيني.
ثالثا: انطلقت جامعة الأزهر في ظروف صعبة وأخذت بشكل مطرد نحو إقامة المباني المستقلة والمختبرات العلمية الحديثة ومكتبتها الجديدة التي تسعى الجامعة جاهدة لتزويدها بذخائر الكتب والمراجع والدوريات العلمية والأدبية فتكون للباحثين مرتعاً خصباً ينهلون منه العلم والمعرفة.
رابعاً: تساهم جامعة الازهر في بناء دولة قوية, وذلك من خلال تخصصاتها التأهيلية للمواطن الفلسطيني والتطويرية لموظفي المؤسسات المختلفة, فهي تسعى لبناء اشخاص يستطيعون افادة المجتمع بخبرتهم وقدراتهم الكبيرة.
خامساً: الدراسات العليا وهي اهم ما يميز جامعة الازهر, من خلال تجربتي في الدراسات العليا وجدت انها فعلا جامعة تستحق الاحترام والتقدير, تسعى الجامعة لصناعة باحثين مميزين قادرين على المنافسة والتحدي, والاهم انها لن ترضى بان يكون الطلاب تكرار لمن قبلهم, فهي تسعى بأن يكون كل طالب مميز عن الاخرين, وتحث الطلاب على البحث في مواضيع مميزة لم يبحث بها احد, فخلال تجربتي لم ارى أي طالب من الدراسات العليا بحث في موضوع تقليدي او مكرر, والاهم ان تكون موضوعاتهم ذو اهمية كبيرة تستحق البحث.
سادساً: تتمتع جامعة الأزهر باعتراف عربي ودولي كبير وتنسج علاقات كثيرة ومتنوعة مع العديد من الاتحادات والمنظمات والشبكات العربية والدولية المختلفة والتي تدعم وتقوي حالة الاعتراف بشهاداتها وخريجيها وأنظمتها الأكاديمية. وتمتاز جامعة الأزهر بغزة بعضويتها في: اتحاد الجامعات العربية. اتحاد الجامعات الإسلامية. الاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات. الشبكة العربية الأوروبية للبحوث العلمية. الاتحاد الدولي لجامعات البحر الأبيض المتوسط. المنظمة العربية للمسئولين عن القبول والتسجيل بالجامعات العربية. اتحاد الجامعات الدولية (IAU).
سابعاً: التفاعل والتعاون مع المؤسسات التعليمية الخارجية لاسيما في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي، والذي يتيح فرصاً هامة للطلبة والمحاضرين في الجامعة لإكمال دراستهم العليا. و يفيد أيضاً في إمكانية الاستفادة من خبرات الجامعات الأخرى في المجالات الأكاديمية حيث يتم تبادل المحاضرين وعقد الندوات، وتفعيل دور البحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات، ويسمح أيضاً بتساوق الأداء الأكاديمي والعلمي في جامعة الأزهر بغزة والجامعات العربية والدولية بما ينفع الطلبة والأكاديميين والإداريين.
ثامناً: علاقات التوأمة مع الجامعات والمعاهد العلمية, فهي تعقد علاقة توأمة مع اكثر من 17 جامعة ومعهد علمي من افضل الجامعات في العالم.
بعد كل تلك الملاحظات يتبين لنا ان جامعة الازهر افضل جامعة في قطاع غزة, وتسعى الى ان تكون اكثر تميز, ومن حقي ان افتخر باني ابن هذه الجامعة وتربيت فيها, ولا ابالغ في القول بان الجامعة هي من كون شخصيتي وثقافتي, وفي هذه الفرصة اتمنى من الجامعة ان تسعى لتطوير النظام والادارة, كي ترتقي وتبقى الافضل, وما يميز الجامعة انه لا خلاف بين المثقفين والاكاديميين والمسؤولين بانها افضل الجامعات, وما يميزها ايضا بأنها ملجئ للكثير من المسؤولين والقيادات الفلسطينية الذين يريدون تطوير انفسهم لخدمة الوطن, فكثير كثير من القيادات تلقوا تعليمهم العالي في جامعة الازهر.
وفي الختام كلمة شكر الى الاساتذة الافاضل في قسم العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة لهم مني كل الاحترام والتقدير, فهم حقا خير أساتذة بخبرتهم الكبيرة.