أبو مازن يؤكد التزام الاشهر التسعة من التفاوض مهما حصل "على الارض"

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم الاحد، ان القيادة الفلسطينية ملتزمة المفاوضات مع اسرائيل حتى نهاية مدة الاشهر التسعة المقررة لها مهما حصل "على الارض".

وقال أبو مازن في مقابلة مع "فرانس برس"، "نحن ملتزمون بان تستمر المفاوضات لمدة تسعة شهور مهما كانت الوقائع على الارض".

وكرر التاكيد بان الوفد الفلسطيني المفاوض قدم استقالته غير انه اوضح انه لم يقبل هذه الاستقالة، وقال "نحن لم نقبل استقالة الوفد المفاوض، القيادة الفلسطينية تدرسها (...) القيادة الفلسطينية قررت ان تعطي نفسها فرصة اطول لتقرر، وحتى يتم ذلك فان الوفد سيستمر في عمله كمسير لاعمال المفاوضات".

واكد الرئيس الفلسطيني ايضا انه سيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيزور المنطقة الجمعة المقبل، وقال "نعم سنلتقي معه، ونحن نلتقي معه كلما وصل الى المنطقة".

وسيلتقي كيري ايضا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشدد الرئيس عباس على انه لن يوقع اي اتفاق مع اسرائيل اذا لم يضمن الحصول عبر هذه المفاوضات على ما يسعى الشعب الفلسطيني الى تحقيقه.

واوضح ان "الشعب الفلسطيني مؤمن بالسلام، وطريق السلام عبر المفاوضات، وهو يعلم اننا حريصون على الثوابت الفلسطينية وهي الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 والقدس عاصمة هذه الدولة، وحل قضية اللاجئين وفق المبادرة العربية".

وقال "هذا ما يطالبنا به الشعب الفلسطيني للحصول عليه، واذا لم نحصل عليه فلن نوقع مع اسرائيل على شيء". واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة بينهما في اواخر تموز/يوليو الماضي عقب ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة على الجانبين.

ويشكل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة العائق الاكبر امام هذه المفاوضات التي توقفت لثلاثة اعوام واستؤنفت اثر جهود حثيثة بذلها وزير الخارجية الاميركي كيري.

وكان ابو مازن استقبل ، مساء الاحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، المبعوث الاميركي لعملية السلام مارتن انديك، بحضور القنصل الاميركي العام مايكل راتني.

وجرى خلال اللقاء بحث اخر المستجدات على صعيد المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية.

من جانب اخر، طالب ابو مازن باجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي اشارت تحاليل طبية اجريت اخيرا الى امكان تسممه بمادة البولونيوم.

وقال الرئيس عباس :" نحن الان نطالب بتحقيق دولي على نموذج التحقيق الذي طالبت به فرنسا (في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق) رفيق الحريري من اجل كشف من الذي قتل ياسر عرفات".

وتجنب الرئيس الفلسطيني توجيه الاتهام مباشرة الى اسرائيل، وقال "انا لا استطيع ان اقول اسرائيل، لان ذلك يحتاج الى محكمة، ولا يمكن ان نتهم اسرائيل دون ان يكون هناك قضاء".

واضاف "لا نستطيع القول من هي الجهة التي قتلت عرفات، لكن لدينا مؤشرات بان عرفات لم يمت من الشيخوخة ولم يمت بسبب المرض، انما هناك مؤشرات بانه مات بالسم. من الذي وضع له هذا السم ومن الذي ارسل له هذا السم؟ هذا يحتاج الى تحقيق (...) لذلك نحن الان نطالب الان بتحقيق دولي على نموذج التحقيق الذي طالبت به فرنسا لرفيق الحريري، ليكشف من الذي قتل ياسر عرفات".

وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في مستشفى (بيرسي دو كلامار) العسكري قرب باريس، حيث نقل في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) على اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول (ديسمبر) 2001.

واجرى خبراء فرنسيون وسويسريون وروس في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي تحاليل على رفاته بعد نبشها واغراضه الشخصية.

وقال الخبراء السويسريون في السابع من الشهر الجاري ان النتائج "تدعم وتنسجم مع" فرضية تسميمه بمادة البولونيوم لكن بدون ان يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة سببت وفاته.

 وحول زيارة الرئيس الفرنسي للمنطقة، اعرب الرئيس محمود عباس عن امله في ان تؤدي فرنسا دورا مهما في عملية السلام في الشرق الاوسط، وذلك عشية لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي بدأ اليوم زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وقال الرئيس عباس : "نتطلع لان تلعب فرنسا دورا مهما في عملية السلام".

واضاف ابو مازن الذي يلتقي هولاند الاثنين في رام الله "هذه الزيارة للرئيس هولاند هي الاولى له، ونعتبرها من اهم زيارات الزعماء الذين اتوا الى فلسطين منذ سنوات، ونحن نعتز بالعلاقة التي تربطنا بفرنسا".

وتابع "نحن نعرف ان العلاقة بين فرنسا واسرائيل قوية، وهذا طبيعي (...) غير انه لا يمكن ان يخطر ببالنا ان هذه العلاقة ستكون على حساب العلاقة الفرنسية الفلسطينية".

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -