أهي واقعية مفرطة،وفهم لمجريات الأمور .. أم تخاذل واستهتار ،ورجوع إلى الخلف لاختصار الجهد والوقت ..هكذا تساءلت في قرارة نفسها ،فرغم تفوقها الدراسي وشغفها للعلم والتعلم منذ الصغر ،وخاصة أنها على أعتاب اختبارات مصيرية لمرحلة دراسية هامة وخطيرة في العملية التعليمية ،إلا أنها فجأة تغيرت بفكرها وأيدلوجيتها ،بل تغير كل شيء في حياتها ،قررت أن تعتزل الانكباب على دراسة الفيزياء والرياضيات ،وراحت تشرد بخيالها عبر قصائد وردية منهجية أو خارجية ،تشعر فيها بنشوة الحياة .. مسكينة هي لأنها لا تدري أن الطموح في حياة البشر كالرياح التي دائما تحرك السحب في الفضاء، والتي في نهاية المطاف وإلا و تتحول لقطرات من المطر فيحيي الأرض الظمآى ..!!،لكنها لما علمت أن الكثيرات من ذوات التفوق و الإبداع ،قد غادرن كليات القمة ،واتجهوا للدراسات العادية بالجامعات أو غادرن الدراسة بصورة كلية .. نظرا لأحوالهن المادية الصعبة ،وإن لم يكن ذلك سببا محضا في تراجعها إلا أن تفكيرها بالاستقرار ،وبالزواج أصبح هو شاغلها الوحيد ،خاصة أن عقدة العوانس لم تصب عدواها خريجات الجامعة ،واللائي ما أن يتخرجن وإلا ويصطففن على محطات قطار خاوية كبضائع عادت من جديد مع تجارها ..لحظة انفضاض السوق ،واختفاء أثر المارة.. فهناك على تلك المحطات العارية كأسلاك الكهرباء المتدلية ،والتي يهرع منها الجميع ،فلا قضبان ، ولا صافرة تلوح في الأفق البعيد .. تبشر بقدوم القطار الذي يقوده فارس الأحلام ،ولما ضاع الفرسان في أرض العرب بفعل عادات وتقاليد سلبية في مجتمعاتنا العربية جعلت الشبان يفضلون فتيات صغار السن ، ويتركوا الناضجات عقلا وطموحا وحلما ..لذلك خافت ألا يتبقى لها إلا.. الأحلام بلا فرسان ..!!