عنواني دليل ومؤشر على التردي الذي أصاب العديد من المفاهيم ، التي كانت جزء من نسقنا القيمى العربي والفلسطيني ، وهنا أتحدث عن قيم ومفاهيم النضال والجهاد ، التي اتخذها البعض شعارا ، والبعض الآخر منهاجا ..
أما الفريق الأول وهم أبطال الفضائيات والجعجاعات الإعلامية ، والذين يتشدقون ليل نهار بمصطلحات المقاومة والجهاد ، ومن فوقهم وأسفلهم أموال تغدق من دول نفطية ، وتحول هؤلاء المجعجعين إلى مقاولين مقاومة نظرية ، وبصراحة هم بارعون في تصفيف الجميل ووضع رتوش تجعل من يسمعهم يصفق لهم ،
وحين ينتهون من شعاراتهم وألاميعهم نجد أن ثلة من الحرس والمرافقين والسائقين ينظرونهم ، ويركبوا سياراتهم الفارهة منطلقة بهم بزجاج مبرسن إلى قصورهم التي يكلف بناءها ما يشبع حي فقير كامل ولمدة سنة على الأقل ..
وضعت لنفسي تساؤلا بين حقيقة هؤلاء وبين زعماء جامعة الدول الإسلامية التي أسقطت مفاهيم الجهاد في مؤتمر دكا ، فكانت إجابة عقلي الباطني واحدة ،ولكن الزعماء في دكا لم يكونوا رغم وقاحتهم كاذبين ،ولم يبيعوا لنا شعارات فارغة ..
وفى خندق آخر من خنادق عروبتنا وإسلامنا نجد ، المقاومين الحقيقيين الذين نرفع لهم قبعاتنا احتراما وإجلالا ، أولئك المتخندقين على ثغور الوطن ، والذين يفترشون الأرض والخنادق الرملية الباردة ويدفنون أنفسهم في التراب المقدس ،أولئك المرابطين المنتظرين فرصة للاشتباك مع العدو المنتظرين للشهادة بفارغ الصبر ، الرافضين للمظاهر الخداعة والكذابة ، الماشين إلى ثغورهم وسط الأشواك ولم تغرهم الحياة الدنيا والأموال المشبوهة التي تهدف إلى قتل الثورة والجهاد في نفوسهم ..
حقا رأيت هؤلاء وسمعت وقرأ ت عنهم وقلت بأعلى صوتي لكم ...طوبي لهؤلاء طوبى للمقاوم الذي يبنى قبرا - وسحقا للمقاول الذي يبنى قصرا على حساب جثث الشرفاء ..د ناصر إسماعيل اليافاوي