قصر الباشا بغزة ..معلم سياحي تتراكم عليه الاتربة لقلة رواده

قصر الباشا في مدينة غزة يحمل في اسمه آلاف السنين وحضارة عملاقة وثقافة راسخة في اذهان التاريخ وصفحات الكتب ولسان الشعراء. لقد عانت غزة منذ الكنعانيين إلى وقتنا  الحاضر، حيث شهدت مراحل مد وجزر. لم تعد (غزة) مرتعا للقوافل ولا حوامل البضائع بفعل جور الزمان عليها وحصارها من قبل أعدائها.

قصر الباشا معلم اثري تتراكم عليه الاتربة لا التاريخية بل لقلة رواده، بعد انعدام دخول القوافل البرية بسبب إغلاق المعابر ولان زيارة هذه الأماكن أمر "غير مألوف" لدى السكان المحليون في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

يتكون القصر من مبنيين منفصلين، شكلا فيما بينهما حديقة، ويقع المدخل الرئيس للقصر في الواجهة  الجنوبية للمبنى الشمالي، وهي من أجمل الواجهات بناء وزخرفة، حيث زُينت بزخارف هندسية جميلة نُقشت بالحجر.

وزُين المداخل والواجهات بالعديد من العناصر المعمارية والزخرفية المميزة ، كالعقود والأطباق النجمية، التي تدل على رقي وازدهار فن العمارة الإسلامي.

ما السبب..

يقول المواطن رامز سكر وهو ملتحي، وكان في زيارة لقصر الباشا لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" انت ترى الحصار الاسرائيلي وكيف اصبحت غزة خالية تماما من الاجانب لذلك اعتقد ان السياحة ضعيفة بفعل الاوضاع الامنية غير المستقرة والفكرة الخاطئة عن حماس بغزة".

اما السائحة المحلية رشا ابوطوق والتي كانت ايضا في رحلة مع مؤسسة حكومية الى معلم قصر الباشا فتقول لمراسلنا "المكان هنا جميل ويشعرك بتاريخ مدينتك لا اعلم لماذا لا يأتي احد هنا..؟ ولكني سعيدة لأني ازور هذه الاماكن لاول مرة وسآتي وأسرتي لاحقا".

عريق بلا جدوى..

في حين تقول سيدة من العاملين داخل قصر الباشا يعد هذا المكان أي (قصر الباشا) من المعالم التاريخية المهمة في مدينة غزة التي تزخر بتراث عريق يعود إلى آلاف السنين (3000 ق.م)، حضارة عميقة وجذور ضاربة القدم في التاريخ، "غزة سكنها الكنعانيون الذين أنشئوها وعمروها".

وتضيف متحدثة لمراسل "وكالة قدس نت للأبناء"، "ربما لا يوجد سياح في غزة ولكن هناك رحلات دورية تأتي الى القصر ويشعرون بالفرح وان كان قليلا".

وعن شعورها بعدم وجود سياحة حقيقة في المكان توضح بالقول"اشعر بخيبة امل لان القطاع لا يدخله سياح، بعض الوفود التضامنية تأتي ونحن نعرف عن القصر للزوار الذين يأتون من داخل غزة".

رحلات أطفال..

وتتابع حديثها "هذه الزيارات أغلبها رحلات مدرسية للمتفوقين، وجوالات لمؤسسات خاصة، ومصورين هواة ووزارات حكومية، ولو كانت غزة مفتوحة على العالم لما كان الوضع كما هو الآن".

وعن تأثير حكم قطاع غزة من قبل حركة حماس الإسلامية على قدوم السياح، تقول السيدة التي تضع على رأسها منديل شرعي "الاخبار كثيرة والواقع مختلف انظر الى الناس تفعل ما تشاء هل تتعرض لهم حماس الناس تلبس اشكال وألوان وتفرح وتحزن ولا احد يضايقهم المخطئ هو الذي يعاقب فقط".

تمني..

وتضيف "اعتقد لو فتحت غزة بصورة جيدة سيكون هناك سياح كثر حتى بل واقتصاد متحسن وسوف نشعر بالراحة والامن واتمنى ان يتحسن الوضع الامني ويعم السلام على الجميع."

قصر الباشا يعد النموذج الوحيد المتبقي للقصور في غزة، ويمثل في تصميمه ومحتواه المعماري فلسفة هندسية، وهو يقع في حي الدرج بالجهة الشرقية من البلدة القديمة فيها– وهذا الحي يعد من أغنى أحيائها بالمباني التاريخية التي تبرز عراقة تاريخ غزة على مر العصور، ولا توجد لوحة تأسيسية تؤرخ لبناء هذا المبنى، ويقال" إن بناءه يعود للعمارة الإسلامية المملوكية ودل على ذلك وجود (شعار) على المدخل الرئيس للقصر، وهو عبارة عن أسدين متقابلين".

يذكر ان قطاع غزة يعاني من قلة سياحة لأسباب كثيرة، ولا يذكر ان ارتفع الدخل القومي لغزة من خلال السياحة حتى مع توافد القوافل العربية والدولية إلا قليل.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -