الطفلة ( شهد ) ضحية استنشاق الفسفور

لا لذنب ارتكبته وقبل ان ترى عيناها نور الحياة وهي ما زالت بين احشاء امها التي استنشقت غاز الفسفور الذي القاه جيش الاحتلال الاسرائيلي على المدنيين في الحرب على قطاع غزة بتاريخ 28 ديسمبر 2008م ، كتُب للطفلة شهد ان تولد بتشوهات فاقت الخيال جراء ارهاب فاق طباع البشر .

الطفلة شهد العفيفي ، والتي لم يتعدى عمرها الخمسة اعوام ، ولدت بعد الحرب بأشهر قليلة ، وكما ان للفاجعة وجوها مختلفة كانت فاجعة امها اكبر من طاقة تحملها ، فقد استشهد زوجها اثناء الحرب ، ولم تكن تعلم في حينها انها سوف تضع مولدة مشوهة تعاني من تقشر بالجلد لا ينتهي .

ومن جلل مصاب والدة الطفلة شهد ، عندما شاهدتها بعد الولادة ارتعبت من منظرها لتتركها لجدها وجدتها لتربيتها ، حيث تقطن الآن (شهد)  معهم في ببلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، داخل منزل يعبر بجميع ارجائه عن فقر مدقع ، فلا سقف عدا بعض الالواح المعدنية ، فيما الغرف مترهلة قديمة تملؤها الرطوبة ، ومطبخ لا تدخله الشمس .

تقول جدت شهد أم طلعت العفيفي ،  إنها في بداية رعايتها لشهد واجهت مشاكل كثيرة جدًا خاصة في التعامل معها، حيث أن الطفلة كانت دائمة البكاء في الليل والنهار لا تعرف مذاقًا للنوم أبدًا، إلى أن بدأت في المتابعة الطبية لها عند أخصائي عيون وأخصائي أمراض جلدية في مستشفى العيون والشفاء بغزة، بالرغم من اوضاعهم المادية السيئة جدًا ، لكن لم تدخر طاقة أو جهد في سبيل معالجتها.

وتذكر أم طلعت ،  أن والد الطفلة شهد لم يرها لأنه استشهد خلال الحرب ، وتقول إن السبب الرئيسي في تشوه شهد هو استنشاق والدتها لغاز الفسفور الذي ألقى بالقرب منهم خلال الحمل بها، ونتيجة لكل الأوضاع التي تعيشها الطفلة قامت بتقديم الأوراق الثبوتية لبعض الجمعيات الخيرية لرعايتها ماديًا، من أجل المساهمة ولو قليلاً في شراء علاجها المستمر، فهي تحتاج علاج دائم لضعف في مناعتها وجسمها، فهي غير قادرة على مقاومة أي مرض يصيبها. 

وتضيف "بعد ان كبرت قليلا وضعها اصبح مستقر ، فهي تتمتع بالذكاء الشديد والقدرة على معرفة أفراد العائلة واللعب مع الأطفال الآخرين مثلها مثل أي طفل في عمرها ولكنها تعانى من مشكلة عدم القدرة على المشي"، مضيفة أم طلعت أن عماتها وزوجة ابنها يساعدانها في رعاية شهد وتقديم الأفضل لها دائمًا".

تشير أم طلعت ، أن شهد تمارس حياتها الطفولية ببراءة شديدة، فهي دائمًا تريد اللعب بألعابها والاختلاط مع الأطفال الآخرين، وتأكل وتشرب طبيعي وتستحم لكن بحذر شديد لأنه خلال فرك الجلد المقشر عن جسدها يتسبب بنزول الدماء من بعض المناطق الحساسة لديها، مثل وجهها وتردى الملابس الداخلية الناعمة جدًا حتى لا تضايقها الملابس الخشنة أو تتسبب في إيذائها .

وتوضح أن جلد شهد سيبقى يقشر طول حياتها، وأن العلاج الذي سيرافقها العديد من مرطبات الجلد مثل الفازلين .

وتطالب الجدة من المؤسسات مساعدتها في التكفل بالعلاجات اللازمة لها، والتكفل بعمليات تجميل لشهد حتى تصلح قليلاً من التشوهات التي تعانى منها، حتى تستطيع مواصلة حياتها بشكل طبيعي .

أراء الاطباء..

تقول الحاجة ام طلعت ، ان الاطباء اجمعوا ان حالة شهد نتيجة استنشاق امها لغاز الفسفور ،  وان المشكلة الأساسية تكمن في الخلية الرئيسة لتكوين الطبقة الخارجية للجلد حيث أن الطبقة الخارجية لهذه الطفلة تبدو و كأنها قشرة سمك فكلما أزيلت طبقة تعود وتتجدد مرة أخرى يستمر الوضع على ذلك.

وتضيف ان الأطباء  وصفوا علاج لها اسمه Eumovate oiut  وهو دهان مرتين يومياً بالاضافة لـعلاج اخر يسمي ((lactin cream دهان مرتين يوميًا فهذا العلاج يصلح للاستعمال قبل سن البلوغ ثم تكون هناك مرحلة أخرى بعد سن البلوغ لإعطاء علاج آخر قد يؤثر على النمو في حالة إعطائه قبل سن البلوغ .

بدورها تقول الصحفية مها ابو الكاس ، وهي تعمل على راعية  الطفلة شهد ان الطفلة تحتاج الى الدعم ، فهي بحاجة الى زيت جونسون الخاص بالبشرة بالإضافة لشامبو جونسون ، جلد شهد يستهلك عبوتان يوميا لأنها تعاني من تقشر بالجلد يسبب لها حكة مؤلمة دائما والزيت يخفف منه ، شراشف ومخدات وحرامات خفيفة وطريه على الجسم ، دفاية تقييها برد الشتاء ومروحة لحر الصيف ، معونات غذائية شهريا من خضار ورز وحليب وسكر ، والعاب وقصص للأطفال اقل الاحتياجات في كل منزل هم بحاجة  لثلاجة و غاز ومستلزمات مطبخ ،  وقطرة مضادة للالتهاب للعين  لان شهد لا تملك جفون لذلك عينها معرضه للالتهابات .

يذكر ان الاحتلال الاسرائيلي قام بحرب على غزة بدأت في 28دسمبر 2008م ، وانتهت في 18 يناير 2009م ، اطلق عليها اسم الرصاص المصلوب او بقعة الزيت ، فيما اسمتها المقاومة الفلسطينية حرب الفرقان .

وقد ارتكب جيش الاحتلال اثناء الحرب مجازر عديدة ، راح ضحيتها 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين واستخدم قنابل الفسفور الابيض الحارقة(محرمة دوليا) والتي ألقاها اكثر من مرة على المناطق الشمالية لقطاع غزة  .

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -