مخيما قلنديا وشعفاط

بقلم: حنا عيسى

عند الحديث عن مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية والقدس أو قطاع غزة أو مخيمات الشتات في الدول العربية المجاورة، لا يتبادر لذهن الواحد منا إلا حياة من نوع اخر، اختلفت معالمها وملامحها، فالأيام في أزقتها ليست كباقي الأيام، والحياة في حاراتها لا تشبه غيرها، أزقتها ضيقة، شوارعها مكتظة، نفاياتها متناثرة في كل مكان، بيوتها مهترئة، مدارسها متاكلة، مياهها الصحيه تغرق شوارعها، الحيوانات والحشرات وجدت في بيوتها مستقراً، وتشم رائحة الفقر من كل زاوية فيها.

 

سكانها جاءوا من قرى جميلة وأرياف وادعة، من أسفل أشجار اللوز والزيتون، من حول ينابيع المياه العذبة، من بيوتهم من امنهم، في ليلة هجم المحتل الغاصب على ضحيته بوحشيه، سلب بيته أمنه استقراره وأرضه، ليضحي في مخيم لجوء لا يملك شيئاً سوى الأمل وبطاقة تعريف لاجئ...

 

مخيم قلنديا:

تأسس مخيم قلنديا للاجئين في عام 1949 فوق أرض مساحتها 0,35 كيلومتر مربع على مسافة 11 كيلومتر إلى الشمال من القدس، شرق مطار القدس (قلنديا) لإسكان 3000 لاجئ فلسطيني كانوا يسكنون في تجمعات غير لائقة حول مدينة رام الله والبيرة. يقع موقع المخيم على بعد 12 كم إلى الشمال من مدينة القدس والى جنوب مدينة رام الله بحوالي 5كم وحدوده بين كفر عقب والرام ومن الشرق جبع ومخماس، وتعود أصول الاجئين في المخيم إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل، ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية، وتعتبر السلطات الإسرائيلية منطقة المخيم جزءا من بلدية القدس الكبرى، وقد تم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار عام 1995، ولا يزال المخيم واقعا تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اليوم. وترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء. كما أن معظم المنازل متصلة بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، وهو غير ملائم لاحتياجات اللاجئين. وحيث أن السكان يقومون بأنفسهم بوصل عقاراتهم بنظام الصرف الصحي، فإن تلك الخطوط غالبا ما ترشح منها المياه العادمة. وفي عام 2007، قامت شركة مياه القدس باستبدال الشبكة بدون أن تعمل على التنسيق مع الأونروا، وهذا أدى بالتالي إلى إتلاف الطرق المعبدة والعمل على زيادة الوضع السيء في المخيم بدرجة أكبر. وتفتقر المساكن في المخيم إلى التهوية المناسبة. ويقدر أن حوالي شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص في المخيم عاطلا عن العمل.

 

بلغت مساحة الأراضي التي أقيم عليها المخيم عام 1949م حوالي 230 دونماً ازدادت حتى أصبحت 353 دونماً، سكن المخيم عام 1949م حوالي 3000 نسمة ارتفع إلى 4800 نسمة عام 1967م. وبعد الاحتلال نزح من المخيم حوالي 400 عائلة بتعداد 2400 نسمة، تعمل القوى العاملة في المخيم في قطاع الخدمات في الضفة. ويتميز المخيم بارتفاع نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة وتبلغ نستبهم 41% من مجموع السكان، يوجد في المخيم 50 متجراً منها متاجر، ورش لصيانة السيارات، الأفران، الكهرباء وغيرها .

 

ويوجد فيه عديد من العائلات وهي حماد ومطير وطينة وفيالة وأبو لطيفة، ويوجد في المخيم مركز صحي لوكالة الغوث تم انشائها حديثا مكونة من طابقين ومركز امومة وطفولة ومركز للطفل ومدرستان ابتدائيتان عب كبيرللذكور والاناث مكونة كل منهما من طابقين وجمعية تعاونية للنساء ومركز شباب اجتماعي ومل انشئ عام 2004.

 

وتعتبر السلطات الإسرائيلية منطقة المخيم جزءا من بلدية القدس الكبرى، وقد تم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار عام 1995، ولا يزال المخيم واقعا تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اليوم. وترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء. كما أن معظم المنازل متصلة بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، وهو غير ملائم لاحتياجات اللاجئين. وحيث أن السكان يقومون بأنفسهم بوصل عقاراتهم بنظام الصرف الصحي، فإن تلك الخطوط غالبا ما ترشح منها المياه العادمة. وفي عام 2007، قامت شركة مياه القدس باستبدال الشبكة بدون أن تعمل على التنسيق مع الأونروا، وهذا أدى بالتالي إلى إتلاف الطرق المعبدة والعمل على زيادة الوضع السيء في المخيم بدرجة أكبر. وتفتقر المساكن في المخيم إلى التهوية المناسبة.

 

ويوجد في المخيم مدرستان ابتدائية وإعدادية للذكور ومثليها للإناث تشرف عليها وكالة الغوث، يوجد في المخيم روضة أطفال ترعاها جمعية الشابات المسيحيات، فيه عيادة طبية ومركز لتعليم الخياطة والأعمال المهنية ويوجد جمعية تعاونية لنساء المخيم ومركزاً للتغذية ومركزاً لتوزيع المياه تشرف عليها جمعية وكالة الغوث .

 

ويقدر أن حوالي شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص في المخيم عاطلا عن العمل. ويعاني المخيم من العديد من المشكلات التي تأثر وبشكل كبير على مختلف نواحي الحياة لسكانه، وتزيد من معاناتهم ومنها:

* البطالة.

* شبكة مجاري غير كافية.

* طرق مدمرة.

 

مخيم شعفاط:

ويطلق عليه أحيانا مخيم عناتا، وهو أحد المخيمات التي أنشأت بسبب تهجير الفلسطينيين من اراضيهم ومنازلهم ونزوحهم لاماكن مجاورة و من عام 1965 إلى ما بعد حرب حزيران، تصل مساحته ما يقارب ال 200 دونم حالياً في أراضي ما بين قريتي عناتا وشعفاط ضمن حدود القدس في الضفة الغربية المحتلة، وهو بحسب وكالة الغوث الدولية المخيم الوحيد الذي يحمل قاطنيه الهوية الإسرائيلية (دون الجنسية) أو ما يسمى بالهوية المقدسية، على خلاف هوية عرب 48، و تقول الانروا (وكالة الغوث الدولية) ان هذا المخيم قد اقيم بديل لمخيم المعسكر الذي كان في البلدة القديمة بجانب حائط البراق غرب المسجد الاقصى المبارك.

 

تأسس مخيم شعفاط للاجئين في عام 1965، أي بعد أكثر من عقد واحد على تأسيس كافة المخيمات الرسمية الأخرى في الضفة الغربية، وذلك فوق أرض مساحتها 0,2 كيلومتر مربع شمال القدس. وقد تأسس مخيم شعفاط بعد أن تم إغلاق مخيم ماسكار في المدينة القديمة للقدس بسبب سوء الظروف الصحية فيه وتعود أصول اللاجئين في مخيم ماسكار والذين تم ترحيلهم إلى شعفاط إلى 55 قرية تابعة لمناطق القدس واللد ويافا والرملة. ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية. ويعد مخيم شعفاط المخيم الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن الحدود البلدية للقدس. ولذلك، فإن اللاجئين فيه يحق لهم الحصول على هويات مدنية تابعة للقدس، الأمر الذي يضمن لهم حقوق الإقامة في القدس.

 

وفي الوقت الذي تبين سجلات الأونروا الرسمية أن عدد الاجئين المسجلين في المخيم يصل إلى حوالي 11,000 لاجئ، إلا أنه من المرجح أن يبلغ عدد اللاجئين فيه أكثر من 18,000. ويقدر أن حوالي 4,000 لاجئ قد انتقلوا إلى المخيم في السنوات الأخيرة لتجنب فقدان حقوق الإقامة في القدس. ويعمل حوالي 70% من سكان المخيم في القطاع الخاص الإسرائيلي. وترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء؛ وذلك بالرغم من أنها ليست جميعها متصلة بنظام الصرف الصحي العام. ويعد الاكتظاظ مشكلة رئيسة. وقد تم تجاهل أنظمة الوكالة الفنية وأنظمة السلامة الخاصة بالمباني؛ ويقوم عدد متزايد من اللاجئين بإنشاء مساكن من ثلاثة أو أربعة طوابق فوق أساسات وضعت في الأصل لتحمل مبان من طابق واحد أو طابقين. و يعاني مخيم شعفاط كثير من المشاكل وأكبرها الكثافة السكانية العالية إذ ان الارقام لدى الانروا ليست كما أرض الواقع فالإحصائيات لاهالي المخيم الاصليين بلغت ال 9 آلاف نسمة غير القاطنيين على شارع عناتا وهو ضمن اراضي المخيم الذي ازداد عدد سكانه ما بين 2002-2009 دون إحصائيات رسمية، والذي يقدر عددهم 6,000 نسمة (احصائية تقديرية) ليصبح المجموع العام ما بحدود 15,000 في مساحة لا تتجاوز ال 203 دونم، و من المشاكل الذي يعانيها المخيم الجدار العنصري (الجدار الفاصل) الذي أدى إلى تعطيل أو عرقلة اعمال الكثير من العمال الذين يعملون في المستوطنات القريبة منه، واغلاق الطريق الخارجة امام سكان مخيم شعفاط عن طريق رأس خميس الذي يعاني من تهديد هدم عدد من المنازل هناك، ومن الهموم اليومية حاجز المخيم الذي يعرقل مصالح اهالي المخيم بشتى أنواعها.