كشف آخر استطلاع للرأي الأمريكي أن شعبية الرئيس "باراك أوباما" وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث اعتبر أغلب الأمريكيين أن الرئيس غير نزيه ولا يستحق ثقتهم، على الجانب الاخر إعتبرت مجلة "كومنتاري" أن وزير الاخارجية الأمريكي "جون كيري" هو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة لتولي هذه الحقيبة، لم يفلح مشروع "اوباما كير" في تحسين صورة الرئيس على المستوى الداخلي، ولم تسهم جولات كيري والمواقف الأمريكية حيال القضايا التي تستحوذ على اهتمام دول العالم من تحسين صورة الادارة الأمريكية خارجيا، أوباما خلال حملته الانتخابية الأولى تعهد بتحسين صورة أمريكا "القبيحة" في العالم، وعكفت طواقمه على عقد سلسلة من اللقاءات على مستوى الخبراء في السياسة الدولية لوضع خطة عمل كفيلة بتحقيق ذلك، إلا أن صورة امريكا بقيت على حالها إن لم نقل إزدادت قبحاً منذ تولي اوباما لرئاسة البيت الأبيض، خاصة بعد فضيحة تجسس الأمن القومي الأمريكي على ملايين المكالمات الهاتفية في دول العالم المختلفة، بمن فيهم رؤساء وقادة في المجموعة الأوروبية ممن هم من أصدقاء أمريكا المقربين.
لا يتعلق الأمر فقط بنظرة الشعوب العربية السلبية إلى الإدارة الأمريكية، بل يشاركهم في ذلك معظم شعوب العالم، وكما يوجد "بون شاسع" بين الشعوب العربية وأنظمتها حيال العلاقة مع الإدارة الأمريكية، فإننا نجد ذات البون بين الشعوب الأوروبية وأنظمتها الحاكمة، على أي حال بعد عقود طويلة من إرتماء الأنظمة العربية في أحضان الإدارة الأمريكية، وإمتثالها لتعليماتها وأوامرها، يقف الجميع اليوم على حقيقة أن الإدارة الأمريكية لم تكافيء الأنظمة العربية على طاعتها، بل تخلت عنها إن لم نقل عملت على اقصائها، لكن الأهم هو السؤال المقارن الذي طفا على السطح مع تأزم العلاقة المصرية الأمريكية، ما الفائدة التي جنتها الشعوب العربية وأنظمتها من الإدارة الأمريكية مقارنة مع النتائج التي ما زالت شاهدة على العلاقة العربية السوفيتية، فعلى الصعيد المصري اهتمت وسائل الاعلام على مدار الأيام السابقة على غير العادة بزيارة الوفد الروسي لمصر، وعادت بالذاكرة إلى المشاريع الحيوية التي نفذتها بمساعدة وتمويل الاتحاد السوفيتي، سواء ما يتعلق منها بالسد العالي ومصانع الحديد والصلب وتعزيز قدرات مصر العسكرية والتي يعود لها جزء من الفضل في نصر اكتوبر عام 1973.
دأبت الإدارة الأمريكية على مدار السنوات السابقة على تهديد السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات عنها في مناسبات عدة، وفي حالات قليلة نفذت تهديداتها أو على أقل تقدير أخرت مساعداتها المالية في محاولة للضغط على السلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة مالية، لكن ما علينا أن نتوقف أمامه هو طبيعة هذه المساعدات، حيث أن غالبيتها تصل عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID "، وفي مجملها تمر عبر المنظمات الأهلية لمشاريع لا تعود بالنفع الكبير على الشعب الفلسطيني ولا تقع ضمن أولوياته، فغالباً ما تتعلق بتعزيز الديمقراطية وتكريس مشاركة المرأة في الحياة المجتمعية والمشاريع المتعلقة بحقوق الإنسان، والفتات منها يذهب لمشاريع البنية التحتية والبرامج الاغاثية، مؤخراً عملت وكالة التمية الأمريكية على تقليص مساعداتها المقدمة لقطاع غزة، صحيح أننا بحاجة للمساعدات الأمريكية، لكن المؤكد أننا بحاجة أكثر لتقييم علاقتنا مع الإدراة الأمريكية "صاحبة الوجه القبيح" التي ما زالت تتبنى السياسة الإسرائيلية وتكسبها المزيد من الوقت لخلق وقائع جديدة على الأرض.