في غزة ..البطالة تجبر الشباب على عمليات القرصنة

يلجئ كثير من الشباب في قطاع غزة وخاصة في المحافظات الجنوبية إلى انتحال نوع جديد من العمل ينشلهم من مستنقع الفقر والبطالة والواقع الاقتصادي الصعب ويحولهم إلى أثرياء ورجال أعمال مرموقين في غضون أيام من خلال عمليات الاختراق والقرصنة لشبكات الاتصالات العالمية بتحويل أرصدة المكالمات لأشخاص لحساباتهم الخاصة، أو سرقة بطاقات الائتمان "الفيز"، رغم خطورة ما يقومون به وتعرضهم للملاحقة القانونية المحلية والدولية.

عمليات مربحة..

المواطن (م، ج) من سكان محافظة رفح يقول بأن" عمليات القرصنة تعتمد على الحسابات البنكية للأشخاص الأجانب والعرب باستثناء دولة فلسطين عن طريق سحب أموالهم بخدعة وحنكة عالية من بطاقات الائتمان وغيرها من عمليات النصب الالكترونية، حيث لا يستطيع أي شخص التعامل مع هذه الشريحة إلا إذا كان لديه خبرة ودراية فائقة".

وأشار في حديثه " إلى أنه أجبر على الخوض في عمليات القرصنة وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه أسرته جراء انعدام العمل في قطاع غزة والحصار الخانق المستمر منذ سنوات ، لافتا إلى أنه أصبح من الأشخاص الذين يمتلكون الأموال عندما خاض في عمليات القرصنة.

أما المواطن (أ، ش) فيؤكد بأن "كثير من الشباب لجئوا إلى العمل على اختراق الشيفرات والقرصنة لجلب الأموال كبديل عن البطالة لانتشالهم من مستنقع الفقر الذي يتجرعون مرارته، لافتا بأن هذا العمل يتطلب الخبرة في برامج "الهكر" الصعبة ناهيك عن الصبر وعدم استعجال النتائج .

وبين بأن عمليات القرصنة والاختراق هي "عمل شاق ومكلف في بداياته ، لانه ينبغي على الشخص الذي يرغب في السير في عمل الاختراقات شراء سيرفر يبلغ قيمته 150 دولار أمريكي ، ناهيك عن إهدار ساعات طويلة من الوقت ومتابعة متواصلة وهذا يتطلب منه الجهد والصبر الكثير" .

وواصل حديثه قائلا " العمل والجهد الكبير الذي نبذله ليس بالشيء السهل لذلك لا نورث هذه الخبرة والعلم لأشخاص آخرين لأنه بإمكانهم التفوق عليهم وجني نصيب الآخرين من الأموال.

نتائج وخيمة..

وبدوره أوضح المختص في تقنية المعلومات المهندس أشرف مشتهى " بأن هذه عملية "الايبهات" تحتاج إلى تقنيات وأجهزة خاصة وذات مواصفات عالية لآن العمليات معقدة وبالغة الصعوبة ، لكن يتم جني من وراء ذلك ثروة كبيرة بمجهود بسيط .

وأضاف مشتهى " هذه العمليات تتعدى على ملكية الآخرين وسرقة حساباتهم البنكية لا سيما تتم القرصنة الالكترونية بمعرفة برمجية وأمور فنية كبيرة من خلال سيرفر يتم عن طريقه استخدام الأدوات واقتحام شبكات الاتصالات وسرقة الخطوط وتحويلها لحسابات أخرى بأسعار أدنى من تكلفتها الحقيقة أو لحسابات أشخاص آخرين.

وحول النتائج التي ممكن أن تلحق بالقراصنة والمجتمع قال " هناك الكثير من السلبيات التي تنجم عن هذه العمليات الغير إنسانية ضمنها ملاحقة هؤلاء من قبل الشرطة المحلية ومحاسبتهم والزج بهم في غياهب السجون وتعميم أسمائهم "للانتربول" وملاحقتهم عبر المعابر والمطارات الدولية ، بالإضافة لنبذهم من المجتمع وفقد الثقة بهم وبأماناتهم "، مشيرا" إلى أن هذا العمل لا يعتبر مبرر للهروب من البطالة والوضع الاقتصادي الصعب لان هناك وسائل شرعية كثيرة لابد أن يبحثوا عنها .

موقف الشرع..

وبدوره أوضح الشيخ الداعية أحمد عيسى " بأن ما يقوم به الشباب من عمليات واختراق للفيزا وخطوط الاتصالات حرام شرعا لان من يسرق من غير المسلم يسرق من المسلم ناهيك عن أن الشخص عندما يسرق بطاقات الائتمان يجهل من صاحب الفيزا سواء كان مسلم أو مسيحي أو فرنسي ، لذلك لا يجوز لأي شخص أن يمتهن عمل يجلب الضرر للآخرين .مضيفا" بأن الله يستجيب دعوة المظلوم رغم اختلاف مذهبه .

ووجه عيسى جملة نصائح وإرشادات للشباب بأن على الشباب أن يتقي الله ويبتعد عن المحرمات وأن يجتنب الشبوهات وعليه سلك طريق الحق والصواب وجني الأموال بالحلال بعيدا عن السرقة والغش والخداع " مستشهدا بقول الله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ".

وواصل حديثه "على كل من وقع في وحل هذه المعاصي وأعمال السرقة أن يقلع عنها فورا ويعود إلى الله بالتوبة الصادقة والالتزام وعدم الالتفات نهائيا لتلك الاعمال التي تغضب الله وتعمل على تشويه سمعة وصورة الفلسطينيين والمسلمين بشكل عام خلال عمليات السرقة والنهب التي يقومون بها من أجل اشباع رغباتهم وأهوائهم .

المصدر/الاستقلال

تقرير: حسام الأخرس/ محمد خير الدين

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -