غرقت العام الماضي.. سكان "حي الجنينة" يخشون غرق منازلهم بفصل الشتاء

يخشى سكان (شارع 12) المعروف باسم شارع فاطمة الزهراء بحي الجنينة وسط محافظة رفح جنوب قطاع، من تكرار ما حدث معهم العام الماضي، من غرق منازلهم مع قرب موسم فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، نتيجة تجمع مياه الأمطار بالشارع.

وتبدأ السيول المتدفقة بشوارع رفح عند هطول الأمطار بالتدفق بكميات عائلة، من "شوارع حي البرازيل وحي السلام وشارع جورج، وعوني ضهير، والبلد"، باتجاه الشارع المذكور، كونها المنطقة الأكثر انخفاضًا برفح وبالحي المذكور.

ولم تكن مشكلة تجمع المياه بالمنطقة المذكورة وغرق المنازل وليدة اللحظة، بل تعود لقرابة خمسة عشر عاما, وبدت آثارها السلبية وأضرارها بشكل واضح شتاء العام الماضي عندما هطلت الأمطار بشكل كبير ومستمر على معظم أنحاء فلسطين خاصة رفح لمدة أسبوع كامل..

الأمر الذي أدي إلى غرق قرابة 40منزلا وتراوح منسوب المياه ببعض المنازل ما بين نصف متر لخمسة أمتار, وتم إجلاء العائلات الغرقى بواسطة قوارب صيد جلبتها قوات الدفاع المدني، بمعاونة من بلدية رفح ووزارة الأشغال ومصلحة مياه بلديات الساحل، التي ساهمت بالجرافات لتصريف المياه.

وبعدما غرقت المنازل العام الماضي، رصدت بلدية رفح مبالغ مالية لتعبيد الطريق وتمديد شبكة تصريف للمياه، وإنشاء مصافي على حافتي الطريق لتصريف المياه إلى برك رفح المركزية بمنطقة خربة العدس، بدعم من الحكومة القطرية الأموال.

 

تخوف من الغرق

العمل في المشروع ورصف شوارع الحي بدأت قبل قرابة خمسة أشهر ومن المفترض أن يتم الانتهاء من العمل به وتسليمه من الشركة التي رست عليها عطاء العمل، في منتصف الشهر الجاري, لكن العمل فيه ما زال مستمرا ويبدوا أنه سيأخذ وقتا أطول, فيما يتخوف السكان من هطول الأمطار قل إنجازه.

خالد غنام من سكان المنطقة يعبر عن خشيته لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" من غرق منزله ومنازل الحي الذي يعيش به هذا الشتاء كما الشتاء الماضي, لأن الشارع الذي يسكن فيه لم يتم رصفه إلى جانب عدم إنجاز مشروع رصف الشارع الرئيس في الوقت المحدد.

ويلفت غنام إلى أنهم وضعوا سواتر رملية أمام منازلهم وبالشارع الرئيس بالحي لعام الماضي ضمن التجهيزات لاستقبال سيول مياه الأمطار, حتى تمنع المياه من التدفق وإغراق المنازل, واستدرك قائلاً : "إلا أن شدة ضغط المياه هدمت حائطا بجانب الحاجز الرملي وتسربت المياه بسرعة ودخلت المنازل وأغلقتها".

وأشار إلى أنهم لجئوا إلى التنقل بالقوارب الصغيرة "الحسكات" لمدة أسبوع كامل, مؤكدًا "في حال لم يتم إنجاز المشروع في الوقت المحدد قبل سقوط الأمطار, فإن بيوتنا ستتعرض للغرق وسنعيش مأساة الأعوام الماضية بكل تفاصيلها من عمليات إنقاذ الأطفال, وعدم تمكن الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم...".

أما المواطن لطفي البحابصة فلا يختلف حالة كثيرًا عن غنام، لكنه يقف كل يوم أملاً من الله عز وجل ألا تسقط الأمطار قبل انتهاء مشروع رصف الشارع", كونه ذاق مرارة غرق منزله في العام الماضي وتلف محتوياته ولا يريد أن تتكرر تلك التجربة هذا الشتاء.

وناشد المواطنان غنام والبحابصة بلدية رفح بإسراع الخطى في العمل والانتهاء من المشروع برصف الشارع العام وتجهيز مصافي المياه قبل هطول الأمطار, وضرورة رصف الشوارع الفرعية في الحي لأنها جزء من المشكلة.

 

محاولات لتفادي المشكلة

من جانبه, أكد مدير دائرة تنفيذ المشاريع في بلدية رفح علي مطر، للسكان أن هذا العام لن تحدث أي مشاكل أو غرق للمنازل، لأن شبكة مصافي مياه الأمطار في الشارع تم تجهيزها والمياه التي تتجمع ستستوعبها الشبكة الجديدة وتسير بها إلى شارع صدام غربا ومن ثم إلى بركة تجميع المياه في شارع المضخة بخربة العدس".

وحول التأخر بإنشاء مشروع تعبيد الشارع وتمديد شبكات الصرف الصحي، أوضح مطر أن المشكلة مُنذ خمسة عشر عامًا، وسعت البلدية إلى توفير التمويل اللازم لها وجاري العمل بتنفيذه", مشيرًا إلى أن التأخر في إنجاز المشروع يعود لتوقف العمل في الأعياد والإجازات إلى جانب تأثيرات الحصار.

وتوقع أن يتم إنجاز المشروع وتسليمه للبلدية مطلع ديسمبر المقبل على أبعد تقدير, قائلا: "تأخر الشركة المقاولة مدة أسبوعين في تسليم المشروع لا يؤثر كثيرًا, وهي الآن في المراحل الأخيرة من العمل حيث لم يتبقى إلا رصفه بمادة تعبيد الطرقات".

ونوه مطر "في حال سقطت أمطار قبل رصف الشارع، فإن مصافي المياه على جانبي الطريق سوف تستوعب المياه وهي جاهزة للعمل", مؤكدًا أن المصافي قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه إلا إذا حدث تسديد لها وذلك مستبعد.

المصدر: رفح – وكالة قدس نت للأنباء -