أستهجن وبشدة أولئك الذين كانوا يقطعون يوما من الأيام كافة العلاقات ،والاتصالات والمعاملات سنوات وسنوات طوال .. لكنهم يعودون مرة أخرى لقطع أميال وأميال طويلة.. كأسماك السردين حين تهاجر عبر المحيطات ..لكن هنا ليس حبا في الاطمئنان ، ولا في التواصل الإنساني بل.. بحثا وتدقيقا لأسماء الذين كانوا يوما هم تحت أمرتهم ،وطائلة مسئولياتهم أي بحثا عن أعداد أو أرقام تضاف لرصيدهم المفلس ليست لأشخاص بعينهم ..!!،لكن أولئك المقودين البسطاء بساطة الأرض عندما تغزوها السهول والأنهار عندما كانوا على رؤوس أعمالهم يدركون جيدا بأنه لم يلتفت إليهم أحد من القادة أو الذين يزعمون بأنهم كانوا قادة يوما ،أما يكفي أنهم أي القادة الهلاميين أنهم كم عكروا صفو ومزاج عساكرهم ،وكم كرّهوهم في الحياة العسكرية التي قضوها بين الطوارئ المارثونية المتوالية ،وبين الحجوزات بالمواقع ،وسلب أدنى حقوقهم تحت مسمى بغيض وإن ظلمت في دنى العسكر إلا أن عليك أن تنفذ أولا ثم تعترض أي بعد الحكم القضائي النهائي عليك أن تعترض هي لغة وثقافة حمقاء ،فاليوم عندما يتنازل القادة فيهبطوا بسلام من أبراجهم العاتية ، ليجمّلوا وجوههم الكالحة بالسواد أي ..ليس سعيا أو تراجعا منهم إرضاءا لتأنيب الضمير ،لمن قهروهم واستعبدوهم في الأرض ،وإنما لمصالحهم الفئوية الخاصة بالعملية الانتخابية التي يطمعون بالنيل منها ،هل يطمع أولئك القادة بعد كل ما اقترفوه بأن يمنحهم من جاروا عليهم يوما ثقة أصواتهم من جديد .. ؟!!