(ايمان) تتكأ على الجدران لتحفيظ القرآن.. ومازالت تحتاج المساعدة

تختزل (ايمان ) بذاتها طاقة اوصلتها الى ما ترنو اليه رغم اعاقتها التي مازالت مستمرة في حياتها ، (ضمور العضلات ) هو مرض وراثتي اصابها وهي طفلة ليس وحدها ، بل اصاب هذا المرض اثنين من اسرتها ايضا هما (دعاء وصلاح).

تمثل ايمان عدس (31) عاما ، نموذج لتحدي الاعاقة والاصرار على الانخراط في الحياة التي نعيشها ، فهي تحرص دوما على تحفيظ القرآن الكريم للطالبات بالمسجد القريب من بيتها ، هذا الحرص والاجتهاد وممارسة حياتها اليومية يجعلها تحتاج لمساعدة الاخرين  باستمرار نظرا لإعاقتها .

 ويعرف ضمور العضلات بحالة مرضية تصيب أنسجة العضلات، خاصة العضلات الهيكلية، والتي يكون فيها ضعف العضلات هي الشكوى الأولية، نتيجة لعدم قدرة العضلات المصابة بأداء وظائفها على الوجه الأكمل ، وقد تصاب العضلات بالضمور وراثيا او بشكل مكتسب .

جراء هذا المرض تعاني (ايمان) من سقوط بشكل متكرر وفقدانها الاتزان ، وصعوبة في السير وصعود الادراج او حمل الاشياء وإن خف وزنها ، والوهن في الحركة .

تشرح ايمان حالتها المرضية وتقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،  " عندي ضعف بالعضلات بأطراف جسدي ، اعاني من ارهاق وتعب بشكل دائم ، امارس امور حياتي بصعوبة بالغة ، عندما اخرج من البيت احتاج مساعدة الاخرين لي او ارتكن على الجدران لكي استطيع الوصول للمكان  الذي انوي الذهاب إليه ".

وتضيف " منذ سنتين تقريبا ، سرت لما اكون خارج البيت ما اقدر امشي لحالي ، ولما بدي امشي احتاج لشخصين بجانبي لكي اوازن جسدي اثناء الطريق  ".

حالة ايمان ازدادت سوء بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف جلسات العلاج الطبيعي ، فكل جلسة علاج تكلفها 40 شيكل  ، وتحتاج الى ثلاث جلسات كل اسبوع ، ناهيك عن المعاناة التي تعانيها للوصول الى مستشفى (الوفاء) البعيد عن مكان سكنها خلف ابراج الكرامة غرب مدينة غزة .

تقول ولدتها الحاجة ام صلاح عدس" عندي ثلاثة ابناء يعانوا  من مرض ضمور العضلات ، (ايمان ودعاء وصلاح ) ، يحتاجون الى مساعدة بكل شيء في حياتهم ، لا يستطيعون القيام بأمورهم بمفردهم".

وتوضح  " المرض بدأ يظهرعند ابنائي بعد سن 12 عاما ، حينما كانوا اطفال  ، توجهنا الى الاطباء وبعد تشخيص الحالات ابلغونا انه مرض وراثي  ولا يوجد علاج له لكن يحتاجون الى جلسات العلاج الطبيعي حتي لا تزيد حالتهم سوءا ".

وتضيف " رغم ضعف الحركة لديهم الا انهم يتمتعون بذكاء فهم متفوقين منذ الصغر ، وجميعهم اكملوا دراستهم ، ( صلاح ) 38 عاما ، حاصل على شهادة ماجستير بالمحاسبة ، ويعمل في الدائرة المالية بالجامعة الاسلامية وهو متزوج ومستقل بحياته ، اما (دعاء )24 عاما ، فهي حاصلة على شهادة الليسانس تكنلوجيا المعلومات و(ايمان ) حاصلة على شهادة الدبلوم في الشريعة الاسلامية  ".

يعز على الحاجة ام صلاح ، انها لم تعد قادرة على مساعدة  ابنتيها (ايمان ودعاء ) كالسابق ، بسبب تقدمها بالعمر والمشاكل الصحية التي ألمت بها ، قائلة " كنت اساعدهم باستمرار لكن اصابني غضروف في السنوات الاخيرة ولم اعد استطيع مساعدتهم كالسابق هم بحاجة الى المساعدة دائما ".

تقول ايمان وهي ترتدي ما يعرف بالنقاب " العائق الصحي قد يؤخر الانسان عن تحقيق اهدافه ،  لكن رغم وجود هذا الامر دائما كان عندي تصميم لمواصلة حياتي وانا اخشى  فقط  من ان تزداد حالتي الصحية سوءا ".

رسالة ايمان وشقيقتها دعاء  لا تتعدى ان يتم  توفير لهم جلسات العلاج الطبيعي ، لعدم مقدرتهم على دفع تكاليفها بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية التي يعيشونها ، فلا يوجد دخل كافي للأسرة المكونة من خمسة اشخاص لقضاء جميع احتياجاتهم.

وتضيف "  قبل ان انقطع عن اخذ جلسات العلاج الطبيعي ، كنت اتغلب على حالتي الصحية بمساعدة زميلاتي اثناء دراستي بالجامعة ولم تكن حالتي بهذا القدر من السوء ، الآن اجد صعوبة بالخروج من البيت عندما يحين موعد الذهاب للمسجد تأتي الطالبات للبيت ويوصلوني الى المسجد لكي احفظهم القرآن في اغلب الاوقات ".

وتبقى ايمان وشقيقتها يتملكهما الامل دوما في حياتهما المأسورة بهذا المرض ، الذي يلازمهما اينما تحركوا وساروا  بالتخفيف من اثاره ببعض جلسات العلاج الطبيعي التي تعجز والدتهم الحاجة ام صلاح عن توفيرها .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -