نظمت المكتبة العلمية بالتعاون مع مركز خليل السكاكيني الثقافي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية في رام الله لقاء استضافت فيه الكاتب الدكتور سليم تماري للحديث عن كتاب "حكواتي القدس: حياة واصف جوهرية ١٩٠٤-١٩٤٨" والذي صدر مؤخرا باللغة الانجليزية وقد حرره الباحثين سليم تماري وعصام نصار.وحضر اللقاء عدد من المهتمين والمثقفين وأصدقاء جوهرية وابنته وأفراد من عائلته.
وتحدث تماري عن هذه المذكرات التي نقلها عن سلسلة الكتب التي صدرت مسبقا باللغة العربية، والذي يأمل أن تتم طباعتها مرة أخرى لما تحويه من معلومات تاريخية واجتماعية مهمة وحيوية عن مدينة القدس قدمها لنا جوهرية بروح جميلة ونظرة إيجابية.
وأشار تماري إلى كثير من الجوانب التي جاء عليها الكتاب الذي صدر بالانجليزية عن دار النشر الأمريكية اولف برانش انترلنكس ، إذ يعتبر مرجعا بالعلاقات المقدسية التي جاءت في تلك الفترة مميزة ببساطتها وتنوعها، خاصة علاقات الجيرة في الأعياد والمناسبات بين المسلمين والمسيحيين واليهود- وغير ذلك من الممارسات والاجتماعيات اليومية التي كانت تحدث بين أسوار المدينة القديمة، لا سيما أن واصف جوهرية كان يسكن مع عائلته في حي حارة السعدية داخل المدينة القديمة.
وقرأ تماري عددا من النصوص التي جاءت في الكتاب، منها قصص فكاهية حصلت في تلك الفترة، وأخرى تحدث فيها جوهرية عن علاقات الموسيقيين ببعضهم حيث كان عازفا وملحنا موسيقيا يجول في الحواري المقدسية لإقامة الاحتفالات والسهرات فيها، وفي ذلك يعتبر الكتاب مرجع أساسي ومهم يكاد يكون الوحيد في توثيق المشهد الموسيقي في المدينة ونشأة وتطوير العمل الموسيقي الفلسطيني في بدايات القرن العشرين.
وتحدث أبو الراغب (المحامي فؤاد شحادة) صديق جوهرية عن علاقته به في الفترة الأخيرة من حياته، وبعد هجرته من القدس إلى بيروت عام ١٩٤٨، وكيف توطدت هذه العلاقة المميزة به، حيث عرفه دائما إنسانا متفائلا رغم كل ما حصل معه، وبقيت الأغاني والألحان الطريقة الوحيدة التي كانت منفسا له في حياته التي تنقل فيها من مكان لآخر رغما عنه.
يذكر أن الكتاب قد صدر الشهر الماضي وهو متوفر في فلسطين من خلال المكتبة العلمية في القدس، وهو يحتوي على عدد من الأغاني التي كتبها ولحنها جوهريه وأصبحت أغان تميز بها في تلك الفترة لقربها من المجتمع المقدسي في تراثه اللغوي.
