ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أوجع الإهانات الجارحة ، ضرب تحت الحزام يتكرر ، وأفعال قذرة لا أعرف كيف ستبرر ، فصول يتلوها فصول ومآساة موظفي غزة على ما يبدو أنها ستطول ، فهم الذين تم ويتم وسيتم ذبحهم من الوريد إلى الوريد بسكين مثلوم ، ويا ليته كان مسنون ، ويا ليت المُنفذ كان حنون ، يا ليته يعرف أنهم يموتون كل يوم ببطء شديد وهم عنهم غافلين ، وهم عنهم معرضين وهم بهم متاجرين .
في خطوة مفاجأة تتساوق مع الإنقلاب ، وفي ضربة غادرة لمن يوصفون بالأحباب ، أقدمت الحكومة على مجزرة جديدة بحق موظفيها حيث قامت بقرصنة المواصلات والعلاوات الإشرافية لكافة الموظفين الذين إلتزموا بكافة القرارات الصادرة عنها والتي نصت فيما نصت على ضرورة الإمتناع عن التوجه للأعمال مع حفظ كافة الحقوق والإستحقاقات وذلك تحت طائلة المسؤولية والحساب ، نفذت هذه الحكومة هذه الجريمة بدم بارد ودون أن يطرف لها جفن ، وبعنصرية مقيتة مملوءة بالعفن ، واراها شعبنا الثرى بتضحيات إمتزج فيها الدم وتوحدت فيها المشاعر .
ستة شهور مضت منذ تسلم الحمد لله رئاسة الوزراء ، ستة شهور مضت وكنا نظن وبعد الظن إثم أن رئيس الوزراء القادم من مجتمع تقل فيه المؤامرات والدسائس من مجتمع يحترم الحريات من مجتمع يدافع عن الأخلاق ويتمسك بالأخلاقيات ، سيبدأ عهده بالإنصات لوجع أهل غزة ، سيبدأ عهده بالعدل ومحاربة الفساد والإفساد وظلم العباد ، وكننا نظنه سيعمد إلى فتح قلبه وعقله ويستمع لكافة المشاكل والهموم التي يعاني منها موظفي حكومته ، ولكننا فوجئنا بأن صاحب الطلة البهية يقود حكومة تدبر وتنفذ بليل في فعل من أفعال خفافيش الظلام .
فحكومة لا تحترم نفسها و لا موظفيها وتتركهم رهينة وفريسة للتصريحات المتضاربة التي تنفي من جهة وتؤكد من جهة أخرى في تلاعب واضح بقوت الموظفين وأعصابهم هي حكومة غير أمينة على مصالح هذا الشعب ولا يمكن تبرير وتفسير ما أقدمت عليه إلا في خانة العنصرية والعنصرية المقيتة فقط في خطوة لم تجرؤ عليها الحكومة السابقة برئاسة فياض والذي بالرغم ما قيل وقلته عنه أثبت أنه كان يتمتع بحس وطني يمنعه من التساوق مع مثل هذه الأطروحات التي كانت موجودة في عهده والتي رفضها ورفض التجاوب معها .
ستة شهور.. ونحن ننتقل من سيئ إلى أسوأ .. لم نرى أى خيط يحمل الأمل فى الغد .. لم نشاهد فعلاً للحكومة يعطي الأمل لأهل غزة ، لم نشاهد إنصافاً لموظفي هذه الحكومة ، هذه الشرعية ، لم نر حلولاً للمشاكل التي تغرق بها غزة ، لم نر مشروعاً يفتتح في غزة بدعم من الحكومة ، لم نر دعماً لجيش الخريجين المعطلين عن العمل ، لم نر رحمة بآلاف العمال الذين تقطعت بهم السبل ، لم نرى أو نشعر بأى شئ من كل ذلك .. بل أصبحنا مهددون فى حياتنا وأرزاقنا وأبنائنا وممتلكاتنا وأحلامنا ، يا حكومتنا الموقرة لم نر أي دعم قدمتموه لنا بل رأيناكم كمن وجد جثة واستل خنجره ليكيل اليها الطعنات .
سيدي رئيس الوزراء لقد صرنا عبء على معاليكم ، صرنا قوم لا نحمد الله على نعمته أن وهبنا اياكم خير من يحكم ، صرنا شعب لا يسمع ولا يعى ، سامحينا يا حكومة ، نحن عبء ثقيل عليكم ننغص راحتكم... سامحينا يا حكومة أننا لا نرى فيك أملنا ولا مستقبلنا ، لا نريدك اذهبى من حيث اتيتى .
سامحينا يا حكومة ، فلن نريد ان نراك ولا نسمعك ولن نصدقك مرة اخرى .. كفاكى عبثاً بنا.............
ختاماً .. لنا الله وبإذن الله لن نجوع ولن نُجوع وسنتجاوز كل المراحل .. وسوف نجازي كلاً بقدر كرمه لنا ... ولا تنسوا ان الزمن دوار وكما تدين تدان ، و .... للحديث بقية .