صور.. الشعبية تنظم مهرجان انطلاقتها (46) باستعدادات ضخمة لاستعادة ماردها الاحمر

تحت شعار ( خيارنا .. وحدة ..مقاومة .. تحرير )، تنظم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجان احياء ذكرى انطلاقتها السادسة والاربعون يوم السبت (7/12) في قطاع غزة ،بشكل مغاير هذا العام، فهي تبدي استعدادا كبيرا لهذه الذكرى التي تصادف 11 ديسمبر الجاري، تحولت ساحة الكتيبة بمدينة غزة الى ورشة عمل ضخمة لتجهيز اكبر منصة تجسد شعار الجبهة الشعبية لانطلاقة تريدها الجبهة مميزة قدر الامكان، وبمشاركة قيادات قومية عربية على رأسهم الزعيم الناصري المصري حمدين صباحي ..ربما لاسترجاع بريق المارد الاحمر بعد ان توارى قليلا عن الانظار.

عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول، قال : إنّ" الرسالة التي سوف يحملها مهرجان انطلاقة الجبهة هذا العام" تضمن مراجعة السياسات التي اتبعت في الفترة السابقة ، وفي ذات الوقت التأكيد على المحاور التي لا بد منها سواء ما يتصل في الانقسام ، وضرورة انهاءه واستعادة الوحدة او فيما يتعلق بالمفاوضات التي لا بد من وقفها ".

وأضاف الغول في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، "سيتم التأكيد على طبيعة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ، وفي أي سياق هذا الصراع وأهمية البعد القومي والوطني للقضية الفلسطينية ، وضرورة التركيز على الصعيد الدولي ببناء العلاقات مع القوى التقدمية والتحررية في العالم ".

وشدد " سيتم التركيز على المشكلات الحياتية التي يعيشها المواطن الفلسطيني ، وضرورة ايجاد الحلول الخاصة لعدم تفاقمها ، سواء ما يتعلق في البطالة او الكهرباء والماء وغيرها ، وكيف هذه المشاكل تفاقمت في ظل الانقسام ، والمسؤولية التي يجب ان تتحملها الاطراف في السلطة ".

بدوره تحدث عضو اللجنة الفنية المشرفة على مهرجان انطلاقة الجبهة الشعبية أحمد الطناني، عن مجمل الفقرات الفنية التي سوف يتخللها المهرجان، واهم المشاركين بالانطلاقة، والكلمات التي سوف تلقى خلال المهرجان .

وقال الطناني في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، "في البداية شكل المسرح عبارة عن مجسم ضخم لشعار الجبهة الشعبية ، ترس كبير يؤكد على النهوض وأن الجبهة بدأت تستعيد جماهيريتها في الشارع الفلسطيني ، والمهرجان هذا العام يختلف عن سابقه، فهو سيكون احتفالا وطنيا ، ليس فقط احياء لذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية ".

وأضاف "الجبهة قامت بتقديم دعوات الى مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، والنقابات العمالية والجامعات والوجهاء ، الذين سيكون لهم دور في الانطلاقة للتأكيد على ان رؤية الجبهة ، رؤية الشعب الفلسطيني " .

وقال "ما يمز الانطلاقة انها تأتي مع رؤية كاملة متكاملة سوف تطرحها الجبهة بكل قوة، والانطلاقة ستكون عبارة عن استفتاء شعبي وإلتفاف الشعب الفلسطيني حول طروحات الجبهة ، وان الشعب مل الانقسام وظلم الاحتلال ".

وأوضح الطناني ، انه تم ارسال دعوات الى كل الفصائل الوطنية والاسلامية للمشاركة ، والى شخصيات قومية عربية ، مؤكدا ان من بين المشاركين في الانطلاقة سيكون الزعيم الناصري المصري حمدين صباحي ، والذي ان لم يتمكن من الحضور سوف تبث كلمته مباشرة عبر الهاتف المحمول الى الشعب الفلسطيني ".

ونوه إلى أن كلمة صباحي ، سوف تتضمن التأكيد على البعد القومي وان الشعب الفلسطيني والمصري شعب واحد ، وان الامة العربية موحدة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ، وانه لا يوجد خلاف بين الشعبين ، وان القيادات المصرية تشارك الشعب الفلسطيني احتفالاته الوطنية وما يشاع عن وجود خلاف غير صحيح .

وقال "موقف الامين العام للجبهة الشعبية الأسير احمد سعدات، غالبا ما سيكون عبر كلمة يلقيها احد الاسرى المحررين للجبهة الشعبية ، والتي سيتم التأكيد فيها على التمسك بتحرير كافة الاسرى من سجون الاحتلال ".

وأشار إلى أن المهرجان سيتخلله عدة فقرات فنية ، عروض دبكة شعبية تجمع بين التراث الفلسطيني والتمسك بالمقاومة، وأبرزها عرض رئيسي لفرقة التراث التقدمي التابعة للجبهة، بالإضافة لمشاركة فرق فنية غنائية اعدت اغاني جديدة خاصة في انطلاقة الجبهة هذا العام ".

وعلمت "وكالة قدس نت للأنباء" ، ان كلمة الجبهة الشعبية الرسمية سوف يلقيها عضو اللجنة المركزية للجبهة القيادي جميل مزهر .

بدوره، قال مهندس ديكور منصة ومسرح انطلاقة الجبهة الشعبية رباح البزم ، إنّ "فكرة المنصة عبارة عن شعار الجبهة ، (الترس) ووضع اعلى المسرح، و الذي يرمز الى العمال والطبقة الكادحة ويرمز ايضا الى الاستمرارية بالثورة حتلا تحرير ارض فلسطين".

وأضاف البزم متحدثا لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،"كما تتكون المنصة من خارطة ضخمة لفلسطين مصنوعة من الخشب سيتم وضعها في مقدمة المنصة ، وعلى الجانب الايسر من المنصة سيوضع شعار (جــشــ ) الذي يرمز الى مكان العبور لتحرير ارض فلسطين، بالإضافة الى صور لقادة الجبهة الشعبية الحكيم جورج حبش وابو على مصطفي ، واحمد سعدات وغيرهم سيتم وضع صورهم على الترس واعلى المبني الموجود خلف منصة المهرجان ."

وأوضح المهندس البزم، "انهم حرصوا على ان تكون ابعاد المنصة تلائم عراقة الجبهة الشعبية ، حيث بلغ طول المسرح 37 مترا بعرض 18 مترا وارتفاع 12 مترا " مشيرا الى انه المنصة ستكون مغطاة برايات الجبهة الشعبية ذات اللون الاحمر ،ومطبوعات مصنوعة من الجلد ".

ولفت إلى أن المدة الزمنية لتجهيز المنصة استغرقت اكثر من عشرة أيام ، بمشاركة 70 عامل ، و"انهم حرصوا على ان يكون جميع العاملين بالمنصة من الطبقة الكادحة التي تضررت من الحصار المفروض على قطاع غزة ، فكان منهم عمال بناء ونجارين وخياطين" .

وتعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تأسست عام 1967 كامتداد للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب، أسسها مجموعة من قياديي القوميين العرب وبعض المنظمات الفلسطينية التي كانت منتشرة في حينه وعلى رأسهم مؤسسها وأمينها العام السابق جورج حبش ومصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى ووديع حداد وأحمد اليماني وحسين حمود ...

وفي ملفات تعريف الجبهة الشعبية كتب عنها ، انها بدأت كجبهة ماركسية لينينية تنتمي الى المجموعات الماركسية اللينينية على أفكار ماوتسي تونغ حتى مؤتمرها الثاني قامت بشطب كل ما كان من أدبيات ماوتسي تونغ في مؤتمرها الثاني وحذفت جميع عبارات واقتباسات ماوتسي تونغ من وثيقتها التنظيمية وبدأت تتحول الى منظمة ماركسية لينينية بالفهم السوفييتي ثم أصبحت مجرد مسترشدة بالفكر الماركسي اللينيني.

وأنضمت الجبهة الشعبية إلى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968، وكان امينها العام منذ التأسيس وحتى عام 2000 هو جورج حبش، حيث تنحى واستلم مصطفى الزبري منصب الامين العام من بعده حتى تاريخ اغتياله في 27 أغسطس 2001 ليستلم منصب الامين العام احمد سعدات الذي اعتقل في سجن اريحا الفلسطيني ووضع تحت حراسة رجال أمن بريطانيين وأمريكان بعد ان قامت الجبهة بإغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي ردا على اغتيال ابو على مصطفي .

وأشتهرت الجبهة في حقبة السبعينات بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات واغتيال القيادة الإسرائيلية والتشدد بالموقف. والجبهة الشعبية كانت أول من ابتكر خطف الطائرات وتعتبر ليلى خالد أول إمراة تختطف طائرة في العالم بعد انضمامها لصفوف الجبهة الشعبية في بداية 1969م.

وتعتبر الجبهة الشعبية من ابرز التنظيمات اليسارية، والتي تتبنى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، وقد اشتهرت برفضها للاتفاقيات التي تراها تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني منذ نشأتها وقد عارضت بشدة في فترة السبعينات اتفاقية كامب ديفيد التي اجراها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل، كما عارضت وبشدة الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل المتمثلة باتفاقية اوسلو وما تمخض عنها

يذكر انه قد حدث انشقاق في الجبهة الشعبية، في شباط عام 1969، بقيادة نايف حواتمه، حيث تأسست الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين، الذي تغير اسمها فيما بعد إلى الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وحصل انشقاق آخر بقيادة أحمد جبريل وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -