منذ أكثر من خمسه وستون عاما، والقضية الفلسطينية تعاني الويلات، بعد أن طردوا أبنائها الفلسطينيين من أراضيهم، وبيوتهم، وهجروا في بلاد العالم إلى أقصي مغاربها ومشارقها ، إلا أن هذه الفترة لا، ولن تنكر دور أجدادنا في الدفاع عن أراضيهم، عبر سنوات من النضال في وجه الحركة الصهيونية منذ إنتهاء الحكم العثماني .
إلا أن الشعب الفلسطيني، ورغم ما الم به من دمار - مازال يحلم بالعودة للديار، و أكل الطابون ، والزيت والزيتون، وهذا طبيعي في ظل قيادات فلسطينية حملت هم القضية بِصدق فصدقوا الشعب فصدقهم .
فالقسام، و الحسيني، وعرفات، وياسين، و الشقاقي نصروا قضِيتهُم فانتفض الشعب لنصره القضية ونصرتهم . لذلك استحقوا لقب القيادة التاريخية بكل جدارة .
أين القضية الفلسطينية هذه الأيام ؟؟؟
الشعب، وبمختلف أعماره وأطيافه وفئاته يسأل الآن أين القضية الفلسطينية في ظل هذه الظروف الصعبة، وهل عادت قضيتنا حيه في أذهان الأحرار ؟؟؟ وهل القدس باقية صامدة، وهل اللاجئين مازالوا يحلمون بالعودة، و هل وهل وهل .....؟؟
أسئلة منطقية في ظروف لامنطقية، يعيشها المواطن سواءً في قطاع غزة المحاصر، أو الضفة الغربية المحتلة ، و التي تعد الأصعب من بين الظروف التي يعيشها البشر في كافة أنحاء العالم .
والسؤال الأهم هل مازالت القضية حيه، في ظل التهويد اليومي للمسجد الأقصى وخصوصاً بعد أن خرج مسئول فلسطيني يُبلغ العرب، و المُسلمون بأنهم لن يروا الأقصى بعد شهور ؟؟؟ وهل هناك عودة للمهجرين في نكبة 1965م، بعد طرح مشروع برافر التهجيري في النقب ؟؟؟ وهل هناك أراضي بالضفة الغربية بعد أن زاد الاستيطان 130 % ، وهل هناك أمل بالمفاوضات بعد أكثر من عشرون عاما بدون نتائج ؟؟؟
وهل هناك قضية بعد، والأسري في السجون ؟؟ وهل لنا صورة سياسية تتحدث عن فلسطين بعد الانقسام ؟؟......
من المسئول ،،،
القضية بهذه المعطيات يؤسفني أن أقول بأنها ضاعت بالفعل، وهنا من المسئول عن ضياعها ؟؟؟ هل هو دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، وما المأمول من الأمريكان أصلاً، أم الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية، أم دول الاتحاد الأوربي، أم تقاعس الدول الإسلامية و العربية تجاه القضية الفلسطينية .
كلهم مسئولون عن ضياع فلسطين هويتاً، وتاريخاً، وقضيتاً، وشعباً ، ولكن أين القيادة الفلسطينية عن هذه المسئولية أبعيده هي عن الاتهام، والإجرام، والاتجار بالقضية - وخصوصا أن جيلاً فلسطينيناً كاملاً من الشباب قد دمر في ظل هذه القيادة وأصبح بل أفق ولا مستقبل ...
أمازالت القيادة الحالية تاريخية كما يحلو لنا كشعوب أن نسميهم، أو كما يحلو لهم بان يسمو أنفسهم، وأنا هنا اترك لهم الخيار في تسمية ( أنفسهم ) في ظل أسياد البلد هم : تجار الترمال ، وملوك الأنفاق ، وأبناء الوزراء ...... وأبنائها الصامدين أذلاء بلا عمل ولا كرامة .
طائر الفينيق والشعب الفلسطيني
تقول الأسطورة إن طائر الفينيق يعيد إحياء نفسه، ويخرج من الرماد بعد أن يظن الجميع أنه انتهى، هذا الطائر الخرافي يجدد نفسه كل ألف عام، يصعد إلى أعلى قمة موجودة فوق الشجر، ويبني عشه هناك وينتهي وهناك ينطلق من جديد.
لذا أقول إن ضاعت قضية وشعبها حر فهو قادر على إحياؤها – إلا إنني اخشي أن يضيع الشعب أيضا بعد ويلاته في الحصول على قوت يومه و حليب أطفاله .
وأتوجه في الختام بالنداء العاجل إلى القيادة الفلسطينية وأقول ما تبقي من القضية الفلسطينية فتات ،،، فأنقذوها - لعل وعسي تصدق القصة الأسطورية بان هناك طائر الفينيق الذي ينطلق من تحت الرماد - على أمل أن ينطلق الشعب ويعيد للقضية أمجادها.