على جناح السلام... معرض لرسومات الأطفال المتضررين من الحرب

عصفور في قفص سماء زرقاء وحرية, أشجار, بيوت آمنه, طفل يعانق حمامة بيضاء ناشدا السلام, فصول السنة, وجوه مبتسمة وأخرى حزينة, أيادي تمتد تناشد الاستقرار والسلوكيات والأخلاقية الحميدة, وغيرها الكثير.

كلمات متفرقة هي عبارة عن أفكار رسمها أطفال مشاركون في معارض " على جناح السلام " والذي نظمته المؤسسات المشاركة في مشروع "على جناح السلام "" On the Wing of Peace ", المنفذ من جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية بمشاركة المساعدات الشعبية النرويجية NPA, بالمنطقة الوسطي لقطاع غزة.

رسم أطفال لا يتجاوز عمرهم 12 عاما العديد من المواضيع منها التعلم واللعب والحرية والسلام والعيش في بيئة نظيفة وحقهم بوجود الأمان المفقود في غزة, كما عبروا عن أحلامهم بطريق اللوحات بألوان ومشاعر وأحاسيس مختلفة.

فبالفن والتعبير استطاع الأطفال رسم عالمهم الخاص وعرض لمحة عن عالمهم الكبير وما حدث في محيطهم بأسلوب فني مبسط , وكل لوحة لامست جانبا معينا وجزءاً خاصا من كل طفل، كما أنها كانت نتائج المشاركة في تدريبات وفعاليات ضمن المشروع فولدت حكاية أفكارا جديدة اختلفت عن رسومات بداية المشروع .

التفريغ النفسي وتنمية الوعي والمعرفة لدى الطفل، خصوصاً في ما يتعلق بحقوقه وتعزيز قدراته من خلال حضه على التعبير عن نفسه واكتشاف اهتماماته الفنية والثقافية وتنمية روح العمل الجماعي والتعاون، هي أهم أهداف المعرض وفق مروان جودة مدير مشروع على جناح السلام ، لافت إلى أنهم في تحدي دائم مع خيال الأطفال الذي يفاجئهم كل مرة ويقدم لهم ما لم يكونوا يتوقعوه وخاصة بعد الفرصة التي أعطيت لهم عبر المشروع للتعبير عما يجول في خاطرهم  .

 وأوضح جودة أنه تم تنفيذ تسع معارض معرض لكل مؤسسة مشاركة في المشروع ,وذلك لإفساح المجال لعرض أكبر قدر من لوحات الأطفال ,لأنها تدخل البسمة والفرحة إلى قلوب الأطفال المشاركين في المشروع عند مشاهدتهم لأعمالهم وهي تعرض في معرض يزوره العديد من الأشخاص  .

وأضاف " إننا نسعى من خلال فعاليات المشروع إلى تعزيز الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية عند الأطفال في المناطق الأكثر احتكاك وعرضه للهجمات الإسرائيلية, ونحاول توفير بعض الحقوق المسلوبة لديهم بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها قطاع غزة ".

لم يقتصر المعرض على رسوم للأطفال بل تخلله مسرحيات مختلفة عبر بها الأطفال عن احتياجاتهم وخاص الأمن في ضل الاعتداءات المستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي على مدن قطاع غزة .

ابتسامة طفل..

ولم تفارق الابتسامة وجه الطفل هادي محسن 12 عام وهو يقف أمام رسوماته ,مفسرا ما رسمه للزائرين في المعرض ,متمنيا أن يصبح في المستقبل رساما فهو يمتلك القدرة على الرسم ولكنه يحتاج إلى من يدعمه ويشجعه مثلما وجدها من القائمين على المشروع .

ويضيف هادي " وضعنا المادي لا يسمح أن أطلب من والدي الأوراق والألوان التي أحتاجها للرسم ,وفي المشروع وجدت ما أحتاج له, كما أنني اللعب وأبتسم كثيرا خلال الفترة التي أتواجد فيها خلال المشروع ,فهو حقق لي الكثير من الأمنيات التي كان من الصعب تحقيقها وذلك من خلال أنشطة المشروع ".

دعم نفسي من خلال الرسم

ومن جهتها أكدت بلسم الأطرش منسقة مشروع على جناح السلام أنه تم تحديد برنامج دعم نفسي للأطفال المتأثرين بالحرب على غزة من خلال عدة أنشطة ترفيهية من بينها الرسم للتخفيف من مشاكل النفسية والسلوكية لدى الأطفال وهي طريقة متبعة بشكل عالمي ولها نتائج فعاله .

وأضافت " المشروع يستهدف 540 طفل وطفلة من مختلف المناطق في المنطقة الوسطى في  قطاع غزة ,ويحتوي المشروع على عدة أنشطة وفعاليات مختلفة تلبي أهداف المشروع ومن بين الأنشطته هذه المعارض  ".

وبينت الأطرش أن كل المعارض والمسرحيات التي رافقته أدخلت السرور إلى قلوب الأطفال وذويهم ,وخاصة مع رؤية ما أنتجته أيديهم وفق معرض حضره العديد من أطفال المدارس والأخصائيين والأهالي وهذا جانب من أهداف المشروع  .

وتتأمل أم محمود وهي أم لطفلين مشاركين في المشروع ولديهم رسومات عدة من إنتاجهم أن يستمر هذا المشروع الذي كان لديه الأثر الواضح في تحسين سلوكيات أبنائها ,لتضيف " عندما يعود أبنائي من المؤسسة أجد نفسيتهم أكثر راحة .كما أنهم ملتزمون بالذهاب والمشاركة دائما في فعاليات المشروع, وهذا يدل على السعادة التي يحققه المشروع لفئة محرومة من الاستمتاع مثل باقي الأطفال ".

المصدر: دير البلح – وكالة قدس نت للأنباء -