غزة تنتفض ، والكتيبة تمتلئ ، والجماهير الزاحفة تحتشد ، وممثلو كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني على اختلاف توجهاتها الفكرية والسياسية حاضرة ، ووجهاء ومخاتير العائلات موجودة ، وصور الشهداء العظام والأسرى الأبطال تُزين المكان ، وسواعد الشبيبة والشيبة ، الأطفال والنساء ترفع الرايات الحمراء خفاقة بجانب العلم الفلسطيني ، والحناجر تهتف بصوت واحد بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .
هكذا بدا المشهد لي ظهر اليوم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة ، خلال المهرجان المركزي الذي أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإحياء ذكرى انطلاقتها السادسة والأربعين.
حشد كبير وغير مسبوق زحف تقديراً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتاريخها العريق ، فاجأنا حقيقة بحجمه وأذهل كل من رأى وتابع المشهد ، ولهذا فمن حق الجبهة الشعبية أن تفخر بما حققته ، وعليها تقع مسؤولية استثماره بشكل ايجابي في انهاء " الانقسام " واستعادة الوحدة الوطنية .
وليس مهماً كم ستقدره وسائل الإعلام المختلفة ، بمئات الآلاف أم بعشرات الألوف ، فاعتبارات وعوامل كثيرة تلعب دوراً في تقدير أعداد الحشود ، ولكن المهم أن ساحة الكتيبة امتلأت عن بكرة أبيها ، واكتست باللون الأحمر ، ولم تعد تلك الساحة حكراً على أحد.
وأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اجتازت الامتحان بنجاح في قدرتها على الحشد وملئ الساحة بالحشود الجماهيرية الهائلة ، بل وربما كان بالإمكان ان يظهر الحشد أكثر من ذلك ، فيما لو أجادت " الشعبية " التنظيم بشكل أفضل مما كان عليه .
وكنت قد قلت بالأمس على صفحتى على الفيسبوك " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي ليست ملكاً لمؤسسيها وقياداتها ولأعضائها و لمن ناضل تحت لوائها ، أو لمن لا يزال منتظماً في صفوفها وفاعلاً في أطرها التنظيمية والجماهيرية فحسب ،
وإنما هي ملك لنا جميعا كفلسطينيين ومفخرة لكل حر وثائر ، ومن حقنا كما من حق أعضائها الاحتفاء بها في ذكرى انطلاقتها الـ 46 " .
واليوم أقول أن من مشاركتنا في الاحتفال جاءت تأكيداً على ذلك ، وسيبقى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين متسع من المساحة في قلوبنا وقلوب كل أحرار وثوار العالم قاطبة ، ونأمل أن نراها كما يجب ان تكون دوماً فاعلة ومؤثرة في استعادة الوحدة الوطنية وانهاء " الانقسام " والتخفيف من معاناة أهلنا ، وصون المشروع الوطني الفلسطيني ، واستمرارية النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة .
فهنيئا لعموم الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، قيادة وكوادر وأعضاء وأنصار في ذكرى الانطلاقة ، وهنيئاً لنا كفلسطينيين بالجبهة الشعبية
عاشت الذكرى .. عاشت الانطلاقة .. عاشت الثورة
بقلم / عبد الناصر فروانة
7-12-2013