صور.. "Christmas وValentine" فرصة تسويق زهور غزة للخارج

ينتظر مزارعو الزهور في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بفارغ الصبر عيد رأس السنة (Christmas) وعيد الحب (Valentine) لتسويق منتجاتهم، التي لا تكاد تُجني نفقاتها بسبب تدني أسعارها بالسوق المحلية والعالمية.

وعلى مدى النظر تتفتح زهور القرنفل بمختلف الألوان، داخل عشرات الدفيئات التي تزيد مساحتها عن 60 دونمًا بالمنطقة الغربية من محافظة رفح، ويفوح عطرها مع إطلالة كل صباح، ويبدأ العاملون فيها بقطف الزهرة التي تبدأ بالتفتح.

ومن ثم يبدءوا بتجهيز الزهور ونقلها داخل حاويات كارتونية لمخازنها التي تُجهز بها على شاكلة حزم (بوكيهات) مُغلفة ومُحكمة الربط بواسطة رباط مطاطي (مغيط)، وكل لون على حدا، وتنقل لتوضع داخل جالونات بداخلها ماء داخل ثلاجات كبيرة الحجم، للحفاظ عليها من التلف.

وتبقى تلك الزهور بمختلف ألوانها "الأبيض، الأحمر، الأصفر، البنفسجي، الأخضر، البرتقالي، .." تنتظر داخل الثلاجة الباردة تكوى بنار انخفاض الأسعار بالسوق المحلية والخارجية، نتيجة ضعف الإقبال عليها، لتبقى أمال مزارعيها معلقة على موسم أعياد رأس السنة وعيد الحب.

المزارع حمدان حجازي يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "زرعنا هذا العام الزهور على مساحة لا تزيد عن 60 دونم، والعام الماضي بلغت المساحة 160 دونمًا، ويساورنا الأمل بأن تجد طريقها للتصدير دون عوائق أو أي مشاكل، كما كل عام بفعل الإجراءات الإسرائيلية على المعابر".

ويلفت حجازي إلى أن تقليص الكميات المزروعة هذا العام، هو بسبب توقف الدعم من قبل الاتحاد الأوروبي، ومشاكل التصدير والأسعار غير المُجدية بالبورصة في الأسواق العالمية، خاصة هولندا التي نصدر لها معظم المُنتج، فيما لا يستوعب السوق المحلية سوى كمياتٍ قليلة".

ويوضح إلى أن تكلفة زراعة الدونم الواحد تقدر بحوالي 11 ألف دولار، فيما يتوقع أن يٌنتج الدونم الواحد نحو 100 ألف زهرة قرنفل، مشيرًا إلى أن الزهور المصدرة من غزة ذات جودة عالية تُضاهي بعض الزهور العالمية، لكنها لا تُباع بأسعار مُجدية لأن الاحتلال الاسرائيلي يحاربها ويبخس ثمنها.

ويتابع حجازي "فتُباع الزهرة بحوالي 7 سند، ويفترض أن تُباع بأكثر من ذلك كون تكلفة تصدريها تصل لحوالي 56 أغورة، حتى تعوض تكاليف زراعتها وتصديرها"، لافتًا إلى أن بيعها بهذا الثمن لا يعوض تكلفة قطفها وتصديرها".

ويشير إلى أنه يعلق أمله وأبناء عمه الوحيدين الذين يزرعون الزهور بالقطاع على (أعياد الميلاد Christmas الذي يأتي مطلع كل عام، والحب Valentine الذي يأتي منتصف فبراير العام القادم)، وهما العيدان اللذان يعتبران فرصة المزارع الثمينة لبيع المُنتج لزيادة الطلب وارتفاع ثمن الزهرة.

وينوه حجازي إلى أن زراعة الزهور تقلصت في التسعينيات، حيث كان يزرع حوالي 1000 دونم بالقطاع، وفي مطلع عام 2005 تقلص لـ 400 دونم، وبعد عام 2006 باتت المساحة المزروعة بالزهور لا تتعدى الـ 300 دونم، وحاليًا تقلصت المساحات لأقل من 200 دونم، إلى أن وصلت 60 دونمًا هذا العام.

ويبين إلى أن معظم المزارعين توجهوا مُنذ عدة سنوات خاصة في أعقاب فرض الحصار على قطاع غزة، لزراعة الخضروات والحمضيات، بسبب مشاكل تسويق المُنتج بالسوق المحلية والعالمية، وتوقف الدعم للمزارعين من قبل الجهات المانحة.

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء " تجولت داخل دفيئات حجازي المزروعة بالقرنفل في رفح واعدت هذا التقرير.

تصوير: عبد الرحيم الخطيب

المصدر: رفح - وكالة قدس نت للأنباء -