الاسرى المحررين والمبعدين الى غزة من اقبية الاحتلال الى مصانع الحلويات

يخرج من عرينه الى الهواء الطلق منتشيا بفرحة وحرية اضمرتها سنين عجاف في مقعد حزن عند سجان أشر.

في خروجه ولحظه اصطدامه بالحرية يكون محررا طليقا، يستنشق الحرية بنهم لا ينضب سعيد بين اهله، فرحا وسط اصحابه يشعر بالحب والدفء في اسرته.

الاسير المحرر بعد اطلاق سراحه من عتمة ليل السجن وظلم السجان يخرج عزيزا لقومه كريما لشعبه قويا لحياته الاسير المحرر تمتلئ كلمات الفرح كل مخزون لغوي لديه وذلك مع اي اسيرا يخرج من اقبية الاحتلال سواء بعد انتهاء محكومتيه خاصة وان طالت، او في صفقة تبادل سياسية او عسكرية كانت، يكون مغشيا عليه من الفرح وشعور بالسرور الذي لا يغادره مع حزنه على من تبقى من زملاء السجن واخوة الروح ورفقاء الدم خلف ظهره عند سجانهم.

عندما يرى نور الحرية لا يعرف من اين يبدى هل من قاعدة الحياة فتحت له، ام يعود فاتحا مقاوما يخدم وطنية بسلاح لا بكلمته فقط لأجل القضية التي ذهب فيها الى زنازين المحتل.

الاسرى المبعدين الى قطاع غزة ما شانهم في الحياة وهم غرباء عن اهلهم وذويهم وأقربائهم، امرا لا يجلب الكثير من السرور وان كان في شطر اخر لوطنه، مع ذلك تستمر الحياة والدنيا وهكذا قدر الله ويفعل ما يشاء يقول الاسير المحرر "المبعد الى غزة اياد خيزران".

الحياة بعد الاسر

لعل المشاريع التجارية والاستثمارية امل والحياة لكثير من الناس، حيث انشغال الكثير من الاسرى المحررين وخاصة المبعدون من القدس والضفة الغربية الى قطاع غزة على العمل في مشاريع تجارية واغلبها تتعلق بالحلويات والاطعمة والمواد الغذائية، حيث بدا ملفتا ان بعض المطاعم يديرها اسرى محررين، ومحال الحلويات اصبحت اهمها وأكثرها طعما لذيذا للأسرى المحررين، شأنهم في الحياة كباقي الناس يريد ويتمنى ويحب.

مد وجزر المقاومة

عميد اسرى القدس والمبعد الى غزة في صفقة شاليط المحرر فؤاد الرازم قال لـ "وكالة قدس نت للأنباء" "المقاومة لم تستطيع ان تعطي الاسرى المحررين دورهم الريادي في المقاومة بشكلها الصحيح، ولم تعطيهم اماكنهم الخاصة".

وأضاف الرازم والذي رزق بطفلة قبل ايام "الاسير المحرر اسر لأنه مقاوم يدافع عن الوطن ومقاومة عتيد ايضا".

وشدد الرازم وبدا غاضبا في حديثه "الفصائل لم تستوعب الاسرى إلا عدد قليل، فمن الطبيعي ان يميلوا الى عمل شخصي ويستثمروا في اموالهم بعد عشرات السنين قضاها في الاسر.

ناس وناس

يقول الرازم "الاسير بشر وإنسان ويطمح الى حياة كريمة، انظر الى منحة الكرامة التي تعطيها السلطة للأسرى المحررين تذهب الى اسرى منظمة التحرير فقط، لذلك من الطبيعي ان ينظر لحياته الخاصة وربما منهم من يفتتح مطعم او محال للحلويات او غير ذلك، وعمل مشروع تجاري مش حرام، لانه يريد ان يؤمن مستقبله وأسرته".

كلام مغلوط

الاسير المحرر والمبعد من جنين الى غزة اياد خيزران" يقول بصراحة ليس هذه ظاهرة، بل عدد قليل من الاسرى الذين يمارسون الطهي او البيع والعمل على سيارة اجرة".

اكتفاء ذاتي

يضيف الخيزران والذي ينتظر مولوده الثاني بعد مهدي "الفصائل مثل حماس والجهاد اكتفت بالكوادر التي لديها ومن الصعاب دخول اسرى محررين ليتم اعادة هيكلتهم ميدانيا ولوجستيا".

يضيف الخيزران والذي اعتقل 22 عام بتهمة قتل جنديين اسرائيليين "ماذا تتوقع من اسير خرج للحياة وهو الذي كان يحلم ان يرى الشمس ويستحم، من الطبيعي والبديهي لانه انسان يشعر ويحس ويحلم ويرغب ويحب لأنه غريب في غزة حتى وان كان في جزء من وطنه، فمنهم من يحب ان يكون له اسم ومشهور وهذا امر اقل ما يقول عنه انه طبيعي".

الحكومة غير معنية

الخيزران قال في نهاية حديثه للأسف الحكومة سواء في غزة او الضفة وعتبنا على حكومة غزة غير معنية كثيرا بدور الاسير لذلك ترى ان الاسير يحق له ان يفعل ما يشاء او يعمل ما يشاء بل وتعطيه تسهيلات وهذا امر جميل".

يذكر انه في الآونة الاخيرة بدى ملفتا الكثير من المحلات الخاصة بالمأكولات وحلويات اهم محال "الكنافة النابلسية" تحمل اسماء اسرى محررين ابعدوا لغزة في عدة صفقات مع اسرائيل اهمها وفاء الاحرار صفقة "شاليط".

تقرير: يوسف حماد

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -