كانت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح رائدة الكفاح المسلح منذ الرصاصة الاولى في الفاتح من يناير عام 1965 . واستمدت قوتها من خلاياها المنتشرة في معظم الدول العربية . كانت واضحة الاهداف بحيث كانت جميعها تنصب تحت لواء تحرير جميع الاراضى الفلسطينية التى احتلت من قبل الكيان الصهيونى في عام 1984 . واستمرت حركة فتح في نضالها المسلح حتى اتفاقية أوسلو .
لقد بدأت حركة فتح تمسكها بزمام الامور عند نشأة السلطة الفلسطينية والتى تعتبر من أهم مخلفات اتفاقية أوسلو . وصبت كل جهدها من أجل نشأة السلطة في الوقت نفسىه بدأت حالت التفكك والترهل يبدو على حركة فتح .
انا لا أريد ان أخوص في السيرة الذاتية لحركة فتح . حقيقة تاريخ فتح مليئ بالعمليات الفدائية المشرفة التى نفذت ضد العدو الصهيونى . الجميع يعلم ان فتح تمتلك قاعدة جماهرية كبيرة جدا . ولكن لو لاحظنا دور القيادة العليا لحركة فتح اتجاه شعبها في فترة الثورة الفلسطينية كان علاقة الأب بأبنه . وكان الفلسطينى في كل أماكن تواجده يشعر بالحنين لهده الحركة العملاقة . ولكن في هده الاوقات ما الذى جرى . يكاد ان يكون حصل زلزال مدمر داخل حركة فتح . ومنذ عقد المؤتمر السادس لحركة فتح . وبكل أسف أصبحت حركة فتح في تراجع لاسيما بعد الانتكاسة الكبيرة التى نالت الحركة في الانتخابات التشريعية الاخيرة . وانا متعمد أن أطلق عليها لقب الانتخابات التشريعية الاخيرة . لان ما يجرى الان في أروقة الحالة الفلسطينية جميعها يذل على ذلك . من الانقسام المستمر بين الفلسطينين حتى تاريخ كتابة مقالى هدا . ولكن ما يدور داخل حركة فتح . هو صراع حقير على مناصب واهية . ودعونى أسرد اليكم تساؤل
( القيادة تولد أم تصنع ) وبكل أسف ما تعيشه حركة فتح الان هى صناعة للقيادة وليس ولادة حقيقية تحمل هم الفكر والدين والوطن . بكل أسف هناك تخلى عن مبادئ أساسية في دستور الحركة من قبل القيادة الموجودة حاليا . لقد اشتقنا لقيادات أمثال القائد العام للثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات وخليل الوزير وكمال عدوان وصلاح خلف والكثير من القادة العظماء الذين أسسوا طريق التحرير والانتصار وأشعلوا بنا شعلة المقاومة والتحدى لكل ظلم ومحتل
في الواقع تعيش حركة فتح الان حالة من الموت السريرى نتيجة تواجد هده القيادة التى تفكر فقط مصالحها الفئوية والشخصية . ضاربة في عرض الحائط جميع اللوائح الدستورية للحركة . وكأننا نعيش في غابة . وانا أقصد هنا كل القيادة الفلسطينية ولاسيما قيادة غزة الركيكة التى لن تستطيع حتى التفكير في طباعة صورة للشهيد ياسر عرفات في ذكرى استشهاده وعلاوة على ذلك حتى اشعال شمعة تقدير واكراما لهدا الرجل الذى سقط شهيدا من أجل فلسطين وقدم الغالى والنفيس من أجل القضية الفلسطينية . كيف تريدون منا أن نحترم مثل هده القيادة التى لن تستطيع أن تكرم روح مؤسسها بأقل الجهود ؟؟ وهناك الكثير من التحفظات العظيمة التى يمتلكها مئات الالاف من كوادر حركة فتح على هده القيادة
واقعيا الحقيقة دائما مؤلمة . ولكن صدقونى هدا ما تعيشه حركة فتح في هده الاوقات تكاد تكون في الانفاس الاخيرة جراء وجود هكدا قيادة .
وفى هده الاوقات التى أكتب بها مقالى هدا قرأت خبر على احدى المواقع الاخبارية . ( أن الاتحاد الاوربى ينصح بايقاف رواتب موظفى السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ) مع أننى ضد هدا النصح الحقير . ولكن الى متى ستبقى يا قيادة فتح رهن للراتب .
في الختام انا حريص جدا على بقاء حركة فتح لان بقاء فلسطين من بقاء حركة فتح . ويا قيادة حركة فتح في غزة لا تكونوا سببا رئيسيا في اغتيال هده الحركة العملاق.