لنقاوم مشروعهم حتى الرمق الأخير..!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

انه الزمن السيئ زمن فظيع عنيف مجرم! إن ما يحدث بنا وبالعديد من بلادنا العربية لهو جحيم مستعر ولا اعتقد أن التاريخ مر بجحيم كما نحن فيه ولا اعتقد أن بعد الموت سينتظرنا جحيم أسوء مما نحن فيه في هذا الزمان فهو عصر للبربرية والهمجية ومافيا الدولة بل وإرهاب المجتمع الدولي الحاضن للقوانين والحقوق والعدالة كما يدعي وينادي بذلك!

فنحن في زمن المأجورين والمرتزقة الموكلين بقتل البشر دون ضمير دون جفن يرف .

حقا إننا اليوم في زمن الفتور الإنساني بل البلادة الإنسانية واللامبالاة فقد بات لدينا اعتياد على مشاهد الدماء النازفة والأشلاء المتناثرة, ومئات الألوف ربما الملايين من المشردين والهاربين والمعتقلين ومسلوبي الكرامة والإنسانية, ناهيك عن المعذبين والمخطوفين والقتلى الذين لا نسمع عنهم شيء كأنهم في كوكب أخر غير الأرض يعيشون! وحينما تصل أخبار بعضهم فهي مجرد خبر يمر للاستهلاك الإعلامي ليحصد بعضهم ما يسمونه سبق صحفي ليدر علي وكالاتهم الإعلامية الملايين, فنحن في زمن الثرثرة والغوغائية والتعمق في تحليل المحلل وتفسير المفسر حسب الأهواء والقناعات السياسية والانتماءات الحزبية دون مبالاة بمن قتل ومن اعتقل ومن شرد ومن عذب!!

شعارات تطرح في هذه الأخبار المستهلكة تحت عناوين عريضة بعيدة عن المصداقية من حرية رأي ومصالح وطنية وشفافية وما إلى هنالك من شعارات رنانة لا حصر ولا عد لها!!

صعدوا للقمر والمريخ, تطوروا في الذرة في كل علوم الحياة إلا الإنسانية فهي تهبط مستوياتها لحد الانحطاط واشد درجات الجهل, قمع استغلال قتل اعتقال, ولا احد يتحدث كم يمكن أن نحتمل هذه الحقبة القاسية من هذا الزمن مع ثقتنا أن دوامها سيكون طويلا, لكن ثقتنا كذلك تزداد يوما بعد يوم بان مرحلة تلي ما نحن فيه ستكون اشد قسوة فبعد الانتهاء مما نحن فيه ستظهر لنا المآسي والخسائر تتضح معالمها من خسائر مادية ونفسية وفكرية وسياسية, فتستقبل أجيالنا القادمة مآسينا ونتائجها فهو الجيل الذي تربى وهو مفتقر بنسبة كبيرة منه إلى الثقافة والاستقلال والحرية والسلام.

في وسط هذا الضجيج والغوغائية وما يصيب البعض في عمى ألوان يصيب عيونهم فلا تستطيع بعدها التميز بين الأبيض والأسود, تصاب معها حاسة السمع بالصمم, وتبلى ضمائر المجتمع الدولي بالخرس, وهنا لابد من مقاومة دون سلاح بعيدا عن السياسة مقاومة لا تتحول إلى حرب فالحرب في انتصارها خسارة والخسارة فيها ضياع وانكسار, نريد مقاومة ضد من ينتهك كياننا الإنساني ويدمر قيمتنا وكرامتنا وعزتنا ساعيا كي يزرع بدلا منها جهل متأصل في عقولنا وحقد أعمى في قلوبنا, واضطرابات في نفوسنا وأرواحنا, يريدون تدمير كل جميل في حياتنا الإنسانية, ولا يتركوا لنا مقدس إلا ودنسوه بهمجيتهم وبشاعتهم!

ربما نشعر بأنها دعوة صادقة لكل من لديه قلب يحمل بين جنباته نور ومحبة وسلام, إلى اؤلئك الذين يرفضون السلاح كوسيلة لتسوية الخلافات الذين يرفضون القتل ويقدرون حجم حرمته

وقدسية دم الإنسان أينما كان يجب أن ينتهي ما نحن فيع من عذابات وقتل وتشريد لنكون مستعدين لزرع الجمال والسلام, لننشر بين الأجناس المحبة ويسود الوئام دون أن نذكر الماضي الأليم وننوح على كل ما به من آلام وعلى تقاعسنا في القيام بواجباتنا.

تعالوا سويا أيها الأحرار لنقاوم وحش البشاعة بإنسانيتنا, بالعدل والسلام, لنقاوم حتى الرمق الأخير من حياتنا فليس هناك ما نخشاه أكثر وأسوء من القتل فهذا جل ما يستطيعوا فعله بنا, تعالوا أيها الأحرار الصادقين لنتخلى عن كل المهاترات السياسية والخلافات الحزبية ونبتعد عن المناكفات الإعلامية, نسمو فوق الحوارات السامة الفارغة ومتابعة المشاهد الدموية.

أيها الأحرار لا يجب علينا الإنصات لؤلئك الذين يحرضوننا ضد بعضنا ويثيرون البلبلة في عقولنا والحيرة في نفوسنا, سيشعلون نيران الحقد في بيوتنا في عائلاتنا في مجتمعنا في أسرتنا الواحدة فحقدهم لا نهاية له.

إن ما يبثونه من أحقاد نستقبلها ونثق بها أحيانا لن تطعمنا من جوع ولن تغنينا من فقر, لن تؤدي مشرد غادر بيته بفعل قصف أو انهيار بسبب مطر غزير أتى عليه.

ما يبثونه من سموم إعلامية لن تعيد لنا وطنا ضاعت ملامحه في بوتقة مفاوضات صهرت خارطة الوطن فأنستنا أين هو الوطن, فالوطن لديهم ليس أكثر من مصلحة خاصة بهم بشركاتهم بأموالهم بقصورهم وتعليم أبنائهم في جامعات الغرب .

إن سياستهم ومفاوضاتهم لن تعيد لنا ولا للوطن كرامة مفقودة فقد اغتالوها بشر أعمالهم,

تعالوا أيها الوطنيون الأحرار لنرسم بأيدينا وريشتنا لوحة حب وسلام بين أبنائنا ولينظم الشعراء قصائدهم الداعية لوحدة الشعب قبل الوطن لتشجع الأجيال على الإخاء وإرساء ثقافة المحبة والوحدة, وللمعلم والمثقف يستعد لنشر العلم بكل ما يملك ورغم كل المعيقات ليجسد ثقافة الإخاء والوحدة, تعالوا أيها الأحرار الوطنيون الصادقون من كافة الأحزاب لنخلق واقعا جديدا فبكم ستشرق شمس ساطعة من خلف الظلام, بسعيكم الصادق ستتفجر ينابيع الحياة في أوطاننا لتخترق عمق الانقسام لتنطلق من جديد.