نلسون مانديلا .... بوفاته دُروس و عِبر

بقلم: محمد أحمد ابو سعده

بعد أن افتقد العالم رجلاً حمل هم المضطهدين ودافع عنهم بأغلى ما يملك الإنسان، (سنوات شبابه )، إلى أن نجح في ذلك - بعد أن إستطاع تحقيق العدل والمساواة في بلاده جنوب إفريقيا ، و كُرم على أثرها بجائزة نُوبل للسلام ، وأنا هنا لا أُريد أن أتحدث في هذا المقال عن تاريخ هذا الرجُل الأسطوريِ ، لأنني أري في هذا الرجل الظاهرة ، بحاجة إلى خُبراء ، ومتخصصين ، ومراكز أبحاث ، و جامعات لتقوم بدراسة شخصيته، وتحليلُها، وتدريسها عبر فترات زمنية حتى نستطيع أن نقف على تحليل شخصية هذا الرجل العظيم مانديلا .

إلا إنني، وبعد الإطلاع أكثر على المحطات التاريخية التي مر بها هذا الرجل العظيم أرتُ أن أستغل وفاة هذا الرجل لإيصال رسالة إلى شعوب، و زعماء الأمة العربية ، وخصوصاً و أَن المنطقة العربية تمر بظروفٍ سياسيةٌ صعبه ،وغير مُستقرة .

رسالة مانديلا إلى الشباب العربي

في ذهن السواد الأعظم من الشباب في الوطن العربي ينظرون لأنفسهم بأنهم ضعفاء ، ولا حول لهم، ولا قوة ، وإنهم فقد في إنتظار الإنتهاء من الدراسةُ الجامعية بهدف الحُصول على الوظيفة ،والحياة المستقرة إلا أن الأوضاع السياسية في الدول العربية عموماً ،والفلسطينية بالتحديد أوصلت شبابها إلى حائط سد كبير يُغلق أمامهم أمالهم، وطموحاتِهم ، وأمانيهم إلا أنه يوجد في محطات مانديلا دروس، و عبر للشباب- فمانديلا - من ذلك الشاب العادي البسيط إلى طالبٌ جامعي إلى مجلس طلاب إلى رئيس مجلس طلبه إلى عضو في المؤتمر الوطني الإفريقي ، وكأنه أراد أن يقول للشباب عليكم بتوحيد صفوفكم وكلمتكم ، ولم ينسي أيضا مانديلا أن يوضح الطريقة والأسلوب ألا و هو المواجهات السلمية اللاعنفية ، وكأنه أراد أن يقول بأن الخلافات العربية العربية التي نعيشها الآن والمعروفة باسم - الربيع العربي - بإمكانها أن تنتهي بالطرق السلمية وخصوصاً أن الخلافات الدائرة في الوطن العربي أقل بكثير من الخلافات التي عانت منها بلاده ( جنوب إفريقيا ) ، والتي عمل على حلها ونجح في ذلك .

رسالة مانديلا إلى القيادة العربية

بعض الزعماء العرب ، والقادة الحاكمين من لهم تاريخ وطني خدموا بلدانهم ، ومنهم من أتي بإنتخابات حرةُ ونزيهة ، وديمقراطية ، ولكن هذا غير كافي لتفرض نفسك والياً أبدياً للحكم - فمنديلا - إنتخب كأول رئيس منتخب شرعي لدولة جنوب إفريقيا حيث شارك في تلك الانتخابات كافة الأعراق المختلفة إلا أن مانديلا تنازل عن الحكم ولم يستمر لفترة حكم جديدة – ليوصل رسالة بأن ما تقدمه من تضحيات من أجل بلدِك لا يعني أبداً أن تكون الأحق في حُكمها ، وكذلك أوصل رسالة مفادها أن الوطن هو الأهم ، والأشخاصُ زائلون ، واليوم رحل مانديلا إلا أن دولته باقية كاللؤلؤة في القارة كأغنى ، وأفضل دولة في قارة إفريقيا .

لي كلمة ،،،

بوفاة مانديلا فُتحت بيوت العزاء في جميع دول العالم إعتزازاً وإفتخاراً بالرجل الأسطوري مستمتعين بسيرته العطرة الطيبة ، على الرغم قد تجد هناك العديد من المواطنين البسطاء على مستوي العالم لا يعلمون الكثير عن مانديلا إلا أنهم يشعرون بالفطرة بان العالم فقد الكثير ، و الغريب وبعد أن فتحت بيوت العزاء في أنحاء المعمورة نجد للأسف حكام عرب لا تحظي بشرف بيت عزاء في بلدانهم وهنا أقول لهم ناصحاً راجعوا أنفسكم جيداً .......

أمنيتي

مستمدة من سيرة رجل وطني كبير في بلاده اسمه - هوشه منه - القائد الفيتنامي الشهير، وتبدأ الحكاية في أن القائد هوشه منه ، وفي أثناء الحروب الأمريكية الفيتنامية كان يُخبر جنوده بقصة أسطورية تقول بأن الجندي الفيتنامي في اللحظة التي يُقتل فيها فإن روحِه ستخلق من جديد ، ويعود للحياة طفلاً ، وأنا هنا أتمني أن تتحقق رواية هوشه منه وأن يولد طفل فلسطيني بروح نلسون مانديلا لأننا كفلسطينيين بحاجة إلى ( مانديلا فلسطين ) بعد أن ساءت أحول قضيتنا وانقسمنا إلى أحزاب متخاصمة خصوصاً بعد وفاة زعيمنا الروحي ياسر عرفات .

وفي الختام أقول سيدي نلسون مانديلا لروحك السلام ،، وللشعب الجنوب إفريقي نتقدم ببالغ الآسي لوفاة فقيدهم وفقيد الأحرار .