نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصدر وصفته بواسع الإطلاع في حركة "حماس" قوله إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء أول أمس مع الرئيس محمود عباس، "تناول ثلاث قضايا".
وأوضح المصدر أن القضايا الثلاث هي "التسوية والمفاوضات بين السلطة وإسرائيل، والقدس والأقصى وما يتعرضان له من انتهاكات إسرائيلية، وغزة وحصارها والأوضاع الجوية"، مضيفا أن الجانبين "اتفقا على استمرار الاتصال والتفاوض بينهما".
وأكد القيادي في حماس أن "مشعل ختم محادثته بالتأكيد على موضوعين، أولاً المصالحة وضرورة إنجازها وفق ما تم التوافق عليه (بين حركتي فتح وحماس)، وثانياً الحاجة الملحة الى بناء استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الخطر والتهديدات الصهيونية".
وكشف أن مشعل أكد لـ "أبو مازن" في موضوع المفاوضات والتسوية "ضرورة المحافظة على حقوق الشعب وثوابته، وعدم الرضوخ للضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية باعتبار أنها الطرف الأضعف، وأن بعض الأطراف يحاول الضغط عليها لتقديم تنازلات فلسطينية".
وأضاف ان "مشعل قال لأبو مازن إن أي نتائج سلبية للمفاوضات (بين السلطة واسرائيل) لا تنعكس على السلطة وحدها إنما على الشعب الفلسطيني، لذلك نؤكد (حماس) ضرورة التمسك بالحقوق، وعدم تقديم تنازلات، وعدم التعويل على أي نتائج للمفاوضات، وأن الطرف الاسرائيلي ليس بوارد تقديم أي شيء يمكن أن يكون مقبولاً للشعب الفلسطيني ولو في حدوده الدنيا".
وفي موضوع القدس والأقصى، أوضح المصدر أن مشعل قال لعباس: "نعتبر أن القدس والأقصى يجب أن يكونا على رأس أولويات القيادة الفلسطينية واهتمامها وتحركها مع الأطراف المختلفة، وأن حجم الهجمة على القدس والمسجد غير مسبوقة، والنيات العدوانية الصهيونية تكشفت بشكل أوضح خلال الأشهر الماضية".
وأشار مشعل إلى أن الأقصى "يجب أن يكون العنوان الكبير من عناوين التحرك الفلسطيني من أجل حشد الضغوط العربية والاسلامية والدولية لوقف الاجراءات الصهيونية التهويدية وحماية المسجد الأقصى من مخططات تقسيمه زمانياً ومكانياً".
وفي الموضوع الثالث، قال المصدر "إن مشعل تحدث عما تتعرض اليه غزة من أوضاع كارثية إنسانية بسبب تواصل الحصار، وموجات البرد القارس والأحوال الجوية القاسية التي تتعرض اليها مناطق كثيرة في غزة، وانقطاع الكهرباء، وأيضاً ندرة انابيب الغاز ووسائل التدفئة".
وأضاف: "مشعل شكر في هذا السياق عباس على مبادرته واهتمامه بالوقوف مع شعبنا في غزة في ظل هذه الظروف الصعبة".