أعربت "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان" عن قلقها الشديد إزاء التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، مطالبة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية للمبادرة بتقديم كافة أشكال المساعدات والدعم الطارئ لقطاع غزة بشكل عاجل من أجل الحد من تفاقم الأضرار الإنسانية واتخاذ خطوات سريعة لإغاثة المنكوبين والعمل على تحسين الوضع الإنسانى والصحى لسكان القطاع.
وقالت الهيئة، فى بيان أصدرته اليوم الاثنين، أنها تابعت عمل فرق الدفاع المدنى فى قطاع غزة خلال الأيام الماضية بالإمكانيات البسيطة المتوفرة لإنقاذ العائلات والأسر التى غمرت منازلها مياه الأمطار بسبب المنخفض الجوى الذى ترك آثاره على كافة نواحى الحياة وتسبب فى كارثة إنسانية غير مسبوقة فى القطاع الذى يعانى سكانه من حصار مستمر.
وأشارت إلى أن المنخفض الجوى الأخير تسبب، وخاصة فى ظل ضعف البنية التحتية، والنقص الحاد فى معدات الإنقاذ والدفاع المدنى وتقادم المتوافر منها، فى وفاة أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، ووقوع أكثر من 100 حالة إصابة، وحدوث خسائر فادحة بالممتلكات ومنازل المواطنين، وفى البنية التحتية والأراضى الزراعية التى أصابها الضرر بشكل شبه كامل.
وأضافت الهيئة فى بيانها أن الأمر الذى أدى إلى تفاقم مأساة المواطنين فى قطاع غزة هو قيام الجانب الإسرائيلى بفتح السدود المحيطة بالقطاع، مما أدى إلى حدوث اندفاعات قوية للمياه، الأمر الذى أجبر مئات المواطنين على إخلاء منازلهم وخاصة فى مناطق رفح ومنطقة صوفا، وعبسان فى منطقة خانيونس الشرقية ودير البلح ووادى السلقا ومخيم النصيرات ومنطقة وادى غزة بالإضافة للكارثة الحقيقية التى حدثت فى محيط بركة الشيخ رضوان ومنطقة شارع النفق.
وقالت انه صاحب هذه الظروف بالغة التعقيد استمرار الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، وضعف إمكانيات مراكز الإيواء (المدارس) ونقص الأغطية ووسائل التدفئة، والمياه الصالحة للشرب والأغذية، وحليب الأطفال والملابس، والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأشارت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إلى أنها فى الوقت الذى تقدر فيه أداء كافة العاملين فى لجان وفرق الطوارئ من مختلف الوزارات والدفاع المدنى والبلديات والهلال الأحمر والمنظمات العاملة فى مجال الإغاثة والتى قدمت أقصى إمكانياتها، فإنها تعبر فى الوقت ذاته عن قلقها الشديد إزاء التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة.
ودعت الهيئة المجتمع الدولى إلى القيام بواجباته القانونية والإنسانية فى الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وإلزامها بالوفاء بالتزاماتها بموجب قواعد القانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان.
كما وجهت الهيئة دعوة إلى السلطات التنفيذية والقيادات السياسية الفلسطينية لتحمل مسؤولياتهم بشكل كامل تجاه هذه الكارثة الإنسانية، والعمل على التخفيف من معاناة المواطنين وضمان تعويضهم عن الخسائر التى لحقت بهم، وذلك من خلال إنهاء حالة الانقسام الذى يشكل استمراره سببا رئيسيا فى معاناة المواطنين الفلسطينيين لاسيما فى قطاع غزة.