أين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من أضرار المنخفض الجوي الذي ضرب سكان قطاع غزة؟ لماذا لم تغث وكالة الغوث المستغيثين؟ لماذا أحجمت وكالة غوث اللاجئين عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا في أمس الحاجة للإغاثة؟
الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يقول: "إن منظمته استطاعت توزيع أغطية وحصر ومواقد غاز وفرشات وأطنان عديدة من النايلون للعائلات المحتاجة" ونسي الناطق أن لدى منظمته سيارات ثقيلة، ومعدات ثقيلة، وآليات حديثة، لم تتحرك لإغاثة الملهوف، وهذا هو صميم عمل وكالة الغوث، ونسي الناطق باسم وكالة الغوث أن عدم حضور مدير عمليات الوكالة في وسائل الإعلام أثر سلباً على الرأي العام العالمي، وكان يجب على مدير عمليات الوكالة أن يكون شاهداً وشاهراً موقفاً إنسانياً في وجه الحصار وفي وجه الغرق.
لقد تفاخر الناطق باسم وكالة الغوث بالوقود الذي دفعت ثمنه الحكومة التركية، وعملت إلى إيصاله لبلديات غزة عن طريق وكالة الغوث، وهنا لا بد من التذكير أن عمل وكالة الغوث في بداية تكوينها قبل عشرات السنين كان تقديم الوقود للاجئين، فأين هي وكالة الغوث من الوقود الضروري لحياة الناس؟ وكيف تترك مجتمعاً أغلبيته من اللاجئين المهجرين المحاصرين في العتمة والبرد القارص دون أن تصرخ، ودون أن تحرك ساكناً؟
لقد حضرت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وسط الناس بإمكانياتها البسيطة، وغابت وكالة الغوث، وحضرت حركة حماس، وحضرت حركة الجهاد الإسلامي، حتى أن حركة فتح في الشمال لم تغب، ووقف الجميع صفاً واحداً في وجه العاصفة، وسعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عباد وعتاد، في الوقت الذي منعت وكالة الغوث المواطنين من الاحتماء في مدارسها.
نعم، لقد حضرت عدة مؤسسات إنسانية واجتماعية دولية ومحلية، وسعى الجميع لتقديم ما باستطاعته من مواد تموينية ومساعدات مادية ودعم معنوي، فلماذا لم تحضر وكالة الغوث بنفسها تحت راية الأمم المتحدة التي تعودنا عليها مبادرة وقائدة للعمل الإنساني، ومشاركة للشعب الفلسطيني في مأساته، ومدافعة عن حقوقه الإنسانية. لماذا تقبل وكالة الغوث أن تقدم مساعدات الى منظمات اممية وجهت مساعداتها للسلطات المحلية، كما ذكر الناطق باسمها، لماذا لم تتحرك وكالة الغوث مباشرة باسمها وتحت راية الأمم المتحدة؟
الناس في قطاع غزة غاضبون، ويتساءلون: أين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟ أين مدير عمليات الوكالة؟ أين الدور الإنساني الذي يجب أن تضطلع فيه المؤسسة الدولية المختصة بمساعدة اللاجئين المنكوبين بالغرق؟ وهل يمكننا الربط بين الغياب الفعلي وبين سياسية تقليص المساعدات للعائلات الفقيرة في قطاع غزة؟ وهل من علاقة بين تقديم المساعدات على خجل، وعدم التحرك على عجل، وبين الوضع السياسي العام؟
وإذا كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ضد الحصار المفروض على قطاع غزة، وهذا هو واجبها، فلماذا تحجم عن أطلاق حملة دولية لفلك الحصار عن سكان قطاع غزة، ولاسيما أن أكثر من 70% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين؟
إن توزيع بعض الحرامات والفرشات والنايلون التي وردت على لسان الناطق باسم وكالة الغوث، إن ذلك الشيء البسيط لا يليق بمؤسسة دولية كبيرة لها دورها التاريخي في المساعدات الإنسانية، ولها فضلها الذي لا ينسى على بقاء اللاجئين في أحلك الظروف، وعلى تواصل حياتهم، وتعليمهم، وصحتهم، وتغذيتهم، وحتى على ثقافتهم، ووعيهم العام.