تعمل مراكز التأهيل والإصلاح التابعة لوزارة الداخلية بغزة على تقويم النزلاء بهدف دمجهم في المجتمع.

وتبذل مراكز التأهيل والإصلاح في محافظات قطاع غزة جهوداً كبيرةً بهدف إصلاح النزلاء من خلال الاعتماد على منظومة من الأنشطة والدروس الثقافية والمحاضرات التربوية واللقاءات الإيمانية.

وفي هذا السياق، أكد مدير مركز التأهيل والإصلاح بمحافظة خان يونس الرائد باسم الفالوجي أن المركز بصدد إجراء دراسة ميدانية لمائة من النزلاء ممن قضوا ستة أشهر بالمركز وتم الإفراج عنهم لمعرفة مدى استفادتهم من البرامج المقدمة لهم أثناء قضاء مدة العقوبة بالمركز.

وقال الرائد الفالوجي في حديث خاص لموقع الداخلية :"سنتعرف من خلال هذه الدراسة على اقتراحات النزلاء وما هي البرامج التي يرغب بها النزيل لكي يستفيد من فترة وجوده بالمركز".

وعزا الهدف من دراسة أحوال النزلاء المفرج عنهم إلى ضرورة إيجاد محاولة لتطوير هذه البرامج والارتقاء بالنزلاء حتى يكونوا منتجون وايجابيون عند خروجهم من مراكز الإصلاح والتأهيل.

وأضاف "كما أن المركز يُجري دراسة ميدانية لكل نزيل ومعرفة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والعمل على خدمتهم قدر المستطاع".

وأشار إلى التعاون المستمر والتنسيق الكامل بين مركزهم والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ونقابة المحامين واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب المراقب العام للداخلية.

في سياق آخر، أوضح الرائد الفالوجي أن غايتهم تستند على تقويم سلوك النزلاء ومتابعة مشاكلهم من خلال منظومة أنشطة ثقافية ومحاضرات إيمانية بالتعاون مع هيئة التوجيه السياسي والمعنوي.

ولفت إلى أن فترة وجود النزيل بمراكز الإصلاح تجعله يُعيد النظر بما اقترف من جرائم وتعكف على تصحيح مسار تصرفاته وسلوكياته.

ومضى يقول: "هناك مركز لتحفيظ القرآن الكريم بالتعاون مع التوجيه السياسي وأنشطة رياضية ومهارات حرفية كالرسم على الزجاج والنحت على الخشب بالتعاون مع جمعية الثقافة والفكر الحر إضافة إلى برامج محو الأمية بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم".

وعدَّ الفالوجي أن الكثير من النزلاء باتوا "ضحايا للجهل والأمية ورفقاء السوء ولم يجدوا من يقوم بتوجيههم"، مستطرداً "النزيل مهما عظمت جرائمه لا يمكن أن ننكر وازع الإنسانية بداخله".

ونوَّه إلى أن دور مركز الإصلاح والتأهيل بخانيونس يكمن في صقل سلوك النزيل خلال برامج هادفة تشمل كل مناحي حياتهم للارتقاء بهم إلى الأفضل.

وبيَّن الفالوجي أن نشاط النزلاء ضمن المشروعات المنفذة في مراكز الإصلاح والتأهيل أكسبهم الخبرة في الرسم والنحت والاستفادة من أوقاتهم بحيث تعينَّ عليهم الاندماج في المجتمع بعد انقضاء مدة محكوميتهم والبحث عن عمل مناسب.

وتابع: "لدينا عيادة طبية ومتابعة مستمرة لأوضاع النزلاء الصحية لأن الاهتمام بهم سمة إنسانية يجب على الجميع أن يُساهم بها من أجل توفير حياة سليمة وصحية بعيداً عن الأمراض والأوبئة كما توجد مكتبة بالمركز لتعزيز الجانب الثقافي لديهم".

واستعرض الرائد الفالوجي برنامج النزيل اليومي في مركز الإصلاح والتأهيل بخانيونس، مشيراً إلى تكريم العديد ممن حفظوا أجزاء من القرآن الكريم وتقديم شهادات شكر وجوائز قيّمة لتشجيعهم.

وتابع "المركز بصدد عقد دورة في الفقه الميسّر للنزلاء بالتعاون مع التوجيه السياسي لتعليم النزلاء أمور دينهم مؤكدين على تعليمات وزير الداخلية بالاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي والإنساني للارتقاء بهم"