منصور : الممارسات الإسرائيلية تقوض الجهود المبذولة للتوصل لسلام عادل

وضع المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير رياض منصور، مسؤولين امميين بصورة تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بسبب السياسات الاستفزازية وغير القانونية التي لا تزال تنتهجها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تجاه الشعب الفلسطيني.

وقال منصور في رسائل متطابقة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (فرنسا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة : "على الرغم من أن محادثات السلام جارية، فإن إسرائيل ما تزال تمارس انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، من بينها قتل وجرح المدنيين الفلسطينيين وشن الغارات العسكرية والاعتقالات الجماعية، وكذلك استمرار حملتها الاستيطانية الاستعمارية المكثفة في جميع أنحاء دولة فلسطين.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد بمزيد من زعزعة استقرار الوضع الهش بالفعل، وإفشال المفاوضات الجارية، وتقويض الجهود الدولية المبذولة والجادة للمضي قدمًا في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم.

وبين منصور في رسالته أن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت حيًا في وسط قلقيلية في الضفة الغربية يوم 19 كانون أول الجاري، وأطلقت النار على الشاب صالح ياسين ورفضت منحه الرعاية الطبية وتركته ينزف حتى الموت.

وأضاف "وفي يوم 18 من نفس الشهر اقتحمت قوات الاحتلال، وبدعم من 25 مركبة عسكرية، مخيم جنين للاجئين وأطلقت الذخيرة الحية بشكل عشوائي على المدنيين، مما أدى إلى استشهاد نافع السعدي، فيما تواصل قوات الاحتلال دون هوادة عمليات اعتقال واحتجاز المزيد من المدنيين الفلسطينيين".

وتابع "علاوة على ذلك تواصل إسرائيل حملتها الاستيطانية غير القانونية في جميع أنحاء دولة فلسطين، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية والتهجير القسري لعائلات فلسطينية، وأصدرت مؤخرًا أوامر بإجلاء 10 عائلات فلسطينية بالقرب من جنين لإفساح الطريق لسكان المستوطنات وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية.

وتطرق منصور إلى الوضع في قطاع غزة والظروف المعيشية الصعبة للسكان المدنيين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء، بسبب استمرار إسرائيل في فرض حصارها غير القانوني على القطاع، والذي يشكل عقابًا جماعيًا، وفي عرقلة حصول السكان المدنيين على المستلزمات والمواد الضرورية للمعيشة، بما في ذلك الأدوية الأساسية، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

وذكر أن سكان غزة يتحملون مخاطر صحية شديدة من جراء فشل شبكات الصرف الصحي الناجم عن انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة ونقص الوقود، وهي حالة تفاقمت بشكل كبير بسبب الطقس الشتوي الشديد الذي ضرب المنطقة وتسبب في فيضانات واسعة النطاق في قطاع غزة مما أدى إلى تشريد العديد من الأسر الفلسطينية.

وأكد أن الانتهاكات الجسيمة التي ما تزال ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، إلى جانب التصريحات الاستفزازية التي يدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولين آخرين، تلقي مرة أخرى شكوكًا خطيرة على التزام إسرائيل بعملية السلام والحل القائم على دولتين، وتثبت أنها تفضل أن تبقى دولة قائمة بالاحتلال ومخالفة للقانون الدولي بدلا من أن تصبح شريكا للسلام.

وطالب منصور، مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة لمعالجة المسائل التي تؤثر على السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الإجراءات غير القانونية والخطيرة التي تتخذها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء دولة فلسطين المحتلة.

 وشدد السفير على ضرورة أن يجد المجتمع الدولي الإرادة السياسية لمعالجة هذا الوضع الحرج لإجبار إسرائيل على وقف جميع انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني والالتزام بالقانون الدولي من أجل إنقاذ عملية السلام وإنقاذ حل الدولتين واحتمالات تحقيق حل عادل وسلمي لهذا الصراع المأساوي. 

المصدر: نيويورك - وكالة قدس نت للأنباء -