يوميات عاشق

ذات صباح دافئ بدت فيه الشمس فرحة لانقشاع الغيم.. وأخذت خيوطها تنسل بخجل عبر نافذة متسخة وتهبط على جسدي كامرأة ثقيلة، كنت لحظتها منهكا من يوم عمل طويل، ونمت كالفراشة بلا حراك، ولم ارقص كعادتي على نغمات رقص شرقي، فالكهرباء مقطوعة، ولا يوجد أمامي سوى عشيقتي الساذجة ، والمجنونة في احتراف الحب الأخير.
اذكر أنني لم أكن غريبا في تلك الليلة، حينما أرغمتني العاصفة على المكوث أمام كانون حطب أشعلته عشيقتي المخمورة، ورقدت بجانبي تعلمني جنون العشق من لثمات قبلات احترفتها حينما انحرفت ذات زمن، وأحبتني ولا زالت تتمرد على برودتي وتعاندني بلذة قاتلة، ولكنها رائعة في احترافها للعشق المجنون.
أشعة الشمس تجبرني على النهوض أكثر من رائحة القهوة، التي أعدتها تلك العاشقة قبل لحظات، فهي تحاول إيقاظي من نومي اللذيذ، وأنا لا ارغب في النهوض.
أحاول الإمساك بها وهي تتمرد على جسدي، ولكن في عينيها كلام ملتهب .. نظراتها توحي بأنها ما زالت تعشق جنون ممارسة الحب على وقع صفير الرياح.. تبتعد عني.. ألحقها لاشتياقي للثماتها المميتة.. هي تعشق الهبوط الهادئ على جسد حرمه الاحتلال من نهدين حينما كان طفلا .
العشق في جو عاصف يعني الجنون.. لا شيء أمامك سوى الغوص في جسد عشق أجسادا محرومة من الحب.. اذكر ذات ليلة غضب فيها الثلج وجعلني أموت عشقا في امرأة متلهفة لعناق ساذج حتى أنني ثملت من رائحة جسد قتله الحب ذات خريف على ضفاف نهر حزين.
الليلة تستعد عشيقتي للرحيل لزيارة أمها العجوز الغارقة في حب رجل مجنون، وأنا استعد للجلوس أمام كانون الحطب، انتظر عودة الكهرباء، لأن عشيقتي المجنونة ستغيب عني لأيام، ولكنها ربما تعود لتراني ارقص على نغمات حزينة.