لم تسير الرياح بما يشتهي تجار المواشي في قطاع غزة كما جرت العادة ، فقد هبطت اسعار اللحوم الحمراء بشكل لافت بسبب ندرة الطلب عليها من المواطنين وخاصة طبقة الفقراء التي تعاني اوضاع معيشية قاسية بفعل الحصار الذي يتعرض له القطاع منذ عدة سنوات.

"فقد هوت اسعار لحوم المواشي نحو الـ30 % خلال شهرين تقريبا"، حسب ما يقول الجزار ابوالسعيد حرب وهو ممتعضا لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" اثناء جلوسه اما محله في سوق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

ويضيف ابو السعيد الذي لم يدخل الى محله سوى 3 اشخاص اثناء تواجدنا في المكان:" الاسعار تنخفض والمواشي من ابقار وعجول تتدافع الى السوق لأنها كثيرة عند التجار(..) الكل لا يريد ان يخسر فيتم انقاص سعرها املا في بيعها".

ابو السعيد وهو يحدث احد المواطنين بان يشتري اكثر من كيلو غرام مستغلا انخفاض سعرها (اللحوم) الذي وصل 35 - 40 شيكل" 9 - 10 دولارات"، رد عليه المواطن قائلا:" احنا بس نحصل سعر الكيلو عشان نجيب اكثر"، أي انه يجد صعوبة في تحصيل السيولة المالية في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

المشتري الذي بدى ميسور الحال قال لمراسلنا :" انا اجلب فقط كل اسبوع لحمة للمنزل سواء كانت رخيصة او غالية لان تعريف الغلاء والرخص يختلف تماما عن من يجلس في منزله ويأتيه راتبه اخر الشهر، ومن يقوم بالذهاب من ساعة صفر الفجر الى عمله من اجل ان يجلب قوت يومه فقط".

ويقول التاجر ابو احمد النادي من جباليا في اتصال هاتفي مع "وكالة قدس نت للأنباء"، :" التجار قلقون من ازدياد عدد المواشي في ظل قلة الطلب عليها مما يشكل عبء كبير على التجار بموصلة جلب الطعام والرعاية للمواشي في ظل عدم نفاذها كثيرا الى السوق".

ويرجع ابو احمد وهو تاجر في عقده الخامس، صعوبة الاوضاع غزة، قائلا:" الناس بالكاد تستطيع جلب المال، هناك عشرات الاف العمال يجلسون في منازلهم دون عمل منذ عام 2000".

ويضيف :" كل يوم يأتيني شباب ورجال كبار في السن يطلبون العمل عندي (..)للأسف لا يوجد فرصة لهم لاني اصلا اجد صعوبة في توفير اجور العامليين القلائل لدي(..)وفي الاول والاخر الله يعين الناس، وان شاء الله بتفتح اسرائيل وبرجعوا يشتغلوا ".

على النقيض تجد اسعار اللحوم البيضاء ترتقي وكأنها تصعد الى السماء، حيث ارتفع سعر كيلو الدجاج قرابة الـ11% في غضون 3 ايام بعد ان وصل الى ادنى سعر له 7 شيكل "دولارين " والان وصل الى 11 و12 شيكل ما يعادل 4 دولارات تقريبا.

السيدة ام علي والتي كانت تتسوق في سوق جباليا قالت لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،:" انا اتي هنا بعد سماع خبر انخفاض اللحوم وسوف اشتري للأسبوع حتى لا تغلى في المرة التالية التي اتي فيها الى السوق".

 وتضيف:" الدجاج ارتفع لا ادري هل نحن في منهاتين ام في غزة (..) الاشياء غالية السعر هنا بسبب اغلاق المعابر واحتكار التجار والان منخفض جوي".

واستدركت بالقول :"شقيقي عاطل عن العمل لانو من عمال اسرائيل لا يستطيع جلب اللحمة حتى وان بيعت باقل الاسعار،  سوف اجلب له شيء منها، الوضع سيء للعمال لماذا لا احد ينظر اليهم، نتمنى ان يتحسن الوضع".

بائع الدجاج محمد (19 عام) يقول :" انا اعمل هنا  لان ابي لا يستطيع العمل ولان اسرائيل مغلقة وقد كبر ابي في السن، عندما لا نبيع دجاج اجلب دجاجتين للبيت بدل العائد المادي اليومي لي لان السوق ضعيف والشراء يكون محدود في منتصف الاسبوع".

ويتابع محمد قائلا :"انا اعتقد ان هناك الكثير من حالات ابي ولا يجدون الدجاج لهم، انا حزين لذلك نتمنى ان يكون العام القادم افضل، هذا ما نتمناه ولا يحدث شيء اتمنى الهجرة احسن حاجة"."

واما ابو رامي وهو عامل سابق في اسرائيل فيقول:" انا قاعد هان منذ 14 عاما دون عمل، لولا لطف الله ثم بعض ولاد الحلال من اقربائي واشقائي كان صرت عميل للاحتلال او شحاد(..) كانوا يعطونا 100 دولار فترة بعدين بطلوا مش عارف ليش، وضع البلد على كف عفريت".

وبسؤاله هل يشتري دجاج او لحوم قال" انا اشتري ظهر دجاج مجمد هذه وجبة الاسبوع الاساسية".

وبدى ابو رامي يشعر بالحرقة وكان السؤال استشاط دموعه فقال" نحن نأكل جناحين الدجاج، وظهروها هذا ما نأكله والحمدلله نعمة وفضل، انا لا اعرف ما هو سعر الدجاج الحي او لحوم المواشي وانا صادق فيما اقول، اشعر بالغيظ على حالنا، ابني قاعد بعمل خادم في فندق حتى يحوش قرشين، لا استطيع الا ان اقول لك الحمدلله على كل حال هذا اقصى ما استطيع قوله".

تقرير: يوسف حماد