مصالحة في الأيام القريبة تنهي الخلاف بين الرجوب و"هتلر"

من المتوقع أن تعقد مصالحة في الأيام القريبة القادمة تنهي الخلاف القائم بين كل من اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وبين جمال أبو الرب، عضو المجلس التشريعي والثوري عن فتح، بعد أن تنازل الرجلان عن حقوقهما الشخصية، على أثر مشاكل دارت بينهما جرى فيها استخدام الأيدي، في وقت هاجم فيه "الكادر الفتحاوي" أعضاء اللجنة المركزية، وطالبهم بترك "التجاذبات" والحفاظ على وحدة التنظيم.

أحد أعضاء اللجنة المركزية لفتح قال لصحيفة "القدس العربي" اللندنية أن قيادات فتحاوية من المركزية والمجلس الثوري، تدخلت بين الرجلين لإنهاء الخلاف الناشب بينهما منذ اللحظة الأولى لوقوعه في فندق "الجراند بارك" بمدينة رام الله، بعد اعتداء أبو الرب هناك على الرجوب، على أثر الاعتداء عليه من مرافقي الأخير قبل نحو الشهرين.

وتشير المصادر إلى أن الوساطات والتدخلات الفتحاوية زادت عقب تفاقم المشكلة، وما نجم عنها من استقالات جماعية لحركة فتح في مدينة جنين وبلدة قباطية، موطن أبو الرب، بعد قرار فصله الذي صدر عن الرئيس محمود عباس على خلفية اعتدائه على الرجوب، والتي تمثلت بإحراق مركز الشرطة، وكذلك بعد حالة الغليان في مدينة الخليل جنوب الضفة موطن الرجوب على خلفية الاعتداء عليه.

جملة المباحثات والاتصالات التي أجريت لتطويق الخلاف الذي كان من شأنه أن يحدث "أزمة فتحاوية داخلية" كما قال أحد الوسطاء من أعضاء اللجنة المركزية للصحيفة تم في نهايتها التوافق مع الرجلين (الرجوب وأبو الرب) على أن يقوم كل شخص منهما بإسقاط حقه الشخصي، كونهما في سدة الهرم القيادي الفتحاوي، وليكونا بذلك "قدوة للكادر الحركي"، على أن يتم عقب ذلك إجراء مصالحة، ويرجح عقد لقاء قريب بينهما ينهي الخلاف إلى الأبد، وتتجاوز قرار فصل أبو الرب من الحركة، خاصة وأن الرجل لم يتسلم هذا القرار بيده وفق العرف التنظيمي، ولم يتم المصادقة عليه من المجلس الثوري.

وأصدر الرجوب بيانا أعلن فيه عن تنازله عن حقه الشخصي، وقال "أعلن من منطلق المسؤولية والاحترام لديننا وشعبنا وحركتنا وتاريخنا، عن تنازلي عن حقي الشخصي، لأن الأمر شأنٌ تنظيميٌ وطنيٌ بامتياز ولا أقبل أن يتداخل اطلاقاً مع اتجاهات شخصية لا من قريب او بعيد، وحصر الحدث وتداعياته في السياق التنظيمي الوطني القانوني، واعتبر أن ما جرى كأنّه لم يكن. وأربأ بمَنْ يرتمي في هاوية العدميّة والانفعال والعِداء والجاهلية، وأرجو له العفو والصلاح، وأتمنّى أن يثوب إلى رشده، وإلى جادة الحقّ والصواب، والإلتزام الواعي النزيه والإيجابي بحركتنا العملاقة فتح وبطرائقها الحضارية المعهودة وأطرها، وستبقى فتح حركة كل الشعب الفلسطيني على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال". واضاف "على قاعدة الاجماع الوطني لرفض هذا السلوك المدان فانني اشكر أولئك الذين هبوا من كل فلسطين لمحاصرة الفتنة، اشكر الأخ الرئيس ابو مازن وزملائي في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكل أبنــاء حركة فتح وكافة فصائل العمل الوطني ورجال الإصلاح وكل الغيورين على المصلحة الوطنية من أبناء الأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية وكافة شرائح شعبنا الفلسطيني الذين أثبتوا انحيازهم الذي لا يتزحزح لمصلحة الوطن فوق الجميع".

وطالب الرجوب من الجميع عدم الخوض أكثر في إثارة هذه الحادثة المُنْكَرة والمؤسِفة ،ومَنْ كان يخشى اللهَ ويحبّ فلسطين فَلْيَقُلْ خيراً أو فَلْيَصْمِتْ . وإن أعظم الناس أحلاماً .. إذا قَدِروا.

وخاطب أهالي جنين قائلا "الى أهلنا في الوطن والشتات وفي محافظة جنين، جنين الشهداء والصدق والبراءة وللأهل في قباطية- مسقط رأس أبو الرب-، بلد الصمود والنضال التي استضافت رمز الكفاح والنضال الفلسطيني ياسر عرفات عام 1967، والى عائلتي عائلة أبو الرب أقول بكل الحب والتقدير أن ما حصل كان يجب أن لا يحصل وأن الجرح في الكف، وأن كرامتكم هي كرامتي، وكرامتي كرامتكم.

ومن جهته أعلن النائب عن حركة فتح جمال أبو الرب "هتلر" مساء السبت تنازله عن حقه الشخصي فيما جرى مع الرجوب، موضحا أنه يضع نفسه رهن لجنة تحقيق تنظيمية من الحركة يلتزم بها الطرفان.

وقال أبو الرب في بيان صحافي "إنه إكرامًا لفتح وشهدائها وأسراها وجرحاها ولكل من كلف نفسه عناء الوساطة والتزاما بموقفي المتسامح منذ البداية لن أنجر إلى مربع الحق الشخصي، داعيًا الله أن تكون الأزمة درسا لمن اعتدى لأن يراجع نهجه".

وأضاف "أتنازل عن حقي الشخصي كما أبلغت كل الإخوة من قواعد وقيادة الحركة الذين بذلوا الجهد للصلح ووأد الفتنة من اللحظة الأولى حتى الآن، واضعًا نفسي رهن لجنة تحقيق تنظيمية يلتزم بها الطرفين لما فيه مصلحة الوطن وفتح موافقا على حكمها". وأججت صفعة هتلر للرجوب ردا على ضربه قبل حوالي شهرين من قبل مرافق الرجوب وطرده من اجتماع تنظيمي الصراع المناطقي في داخل صفوف فتح الأمر الذي دفع كوادر الحركة بالضفة الغربية لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للجنة المركزية للحركة وقالوا في رسالتهم "وحدة فتح في خطر فحافظوا عليها" في اشارة الى "تقاعس" اللجنة المركزية في حل المشكلة التي حدثت بين النائب ابو الرب والرجوب.

وقال "الكادر الفتحاوي" في رسالته للمركزية "لا تجعلوا دورتكم الحالية لقيادة فتح مسمارا في نعشها ولا تجعلوا التجاذبات بينكم تدلي بظلالها على ابناء الحركة فإن المشكلة التي حدثت بين عضو المجلس الثوري لفتح (جمال ابو الرب) وبين عضو اللجنة المركزية (جبريل الرجوب) وتطور هذه المشكلة لما وصلت إليه يتحمل مسؤوليتها اولا واخيرا انتم"، مضيفين"المشكلة حدثت منذ فترة ليست بالقصيرة وقد تم تكليف بعضكم من قبل الرئيس بحل هذه المشكلة منذ حدوثها فلماذا أهملتموها؟ لماذا لم يتم علاجها في حينه؟ أم أن هنالك غايات شخصية لدى البعض منكم في تصفية خلافاته المبطنة وأن استمرار المشكلة يحقق له ما يريد؟ من أراد منكم أن يصفي حساباته الشخصية لا يجعلها على حساب دماء أبناء فتح وكراماتهم وسلمهم الاهلي".

وختم الكادر الفتحاوي في الضفة الغربية بيانه قائلا "ان استمرار هذه المشكلة وتفاقمها ينذر بالكارثة على فتح، قفوا عند مسؤولياتكم فورا واعلموا بأن التاريخ لن يرحم اعلموا بأن وحدة الحركة ولملمة الصفوف مسؤوليتكم والتي سنحاسبكم عليها هل من مستمع؟ هل من مجيب؟".

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -