على الفور ياسادتي.. أصدق إذا قيل لي أنه .. سيُبث عبر الفضائيات،والوكالات الإخبارية العالمية أنه بعد دقائق قليلة محدودة ،سيتم الكشف والإعلان عن تسجيل هام تاريخي ومحوري لمؤتمر رسمي وصحفي ينتظر نتائجه بكل شوق ،ولهفة أبناء الشعب الفلسطيني منذ سنوات ألا وهو أن المصالحة الفلسطينية قد تمت فعلا بين حركتي فتح وحماس ،وبدون أي تدخل دولي أو إقليمي ،ودون أيه جداول زمنية .. ،وأن الخبر كان طي الكتمان ،و تم بسرية تامة ،حتى لا يخترق ذاك الانجاز التاريخي والسياسي أولئك الحاقدون ،والحاسدين والمتطفلين الذين يمقتون أي تصالح سياسي أو اجتماعي بين أصحاب الوطن الواحد الذين تربطهم صلة وثيقة من رابطة الدم والأرض والدين والتاريخ الواحد الموحد لا المشترك ..!!لو حدث كل ذلك لقلت وبعفوية شديدة ،ودون أدنى سذاجة كما يمكن أن يتصورها البعض .. سأقول : ذاك أمرٌ طبيعي ،وليس طفرة أو شذوذ لأن الشذوذ هو الخروج عن الرأي أو العرف المعتاد،وهو برأيي انفصال متعمد ،وانحراف لعربة طائشة متهورة من عربات القطار ،فخرجت عن القضبان لتلقى وبال أمرها ..!!
لكن الذي لا يمكن تصديقه ،والذي إن تم ستكون له عواقب سلبية وخيمة ومدمرة ألا وهو نبأ ما نسمعه هذي الأيام من دعايات هدامة لكل حلم ولكل أمل منشود لطالما حلمنا به، وهو الحلم الفلسطيني التصالحي والذي إن صدقت الراوية سيمضي أدراج الرياح وبلا عودة ،لكن تلك نتيجة وليست معطيات بل المعطيات هي حسبما يُشاع في المستشفيات الحكومية والعيادات الطبية العسكرية .. أن التأمينات الصحية الخاصة بموظفي سلطة رام الله ،و التي تصدر من سلطة رام الله هي تأمينات صحية باطلة ،وعقيمه غير معترف بها بالنسبة للأوساط المسيطرة والحاكمة أو صاحبة القرار في ذاك الشأن بقطاع غزة ،وأن ذلك بزعم وجود حالات تزوير متفشية في أوساط تلك التأمينات .. !!إن ذلك الزعم حقيقة فلا يمكن أن يصدقها سفهاء القوم لا حكماؤه ..المهم علينا أن نعترف ،ونقر هنالك بتجارب واقعية مريرة قد علمناها جميعا وهي أن على موظفي سلطة رام الله ذوي التأمينات أن يجددوها رغما عن أنوفهم من أنصار بغزة ،وإلا فلا معاملة وسيتم تخريمها ،وإتلافها أو مصادرتها مجرد أن تقع في أيديهم أي مسئولي القرار الصحي بقطاع غزة،وهذه اعتبرها كارثة حقيقية لا تبشر أبدا بالخير ولا بالغيوم التي يزيد تلبدها عندئذ دون أدنى سقوط للمطر ،بل هي ستكون بمثابة طلقة بائنة بينونة كبرى في نعش المصالحة أو القشة التي قصمت ظهر البعير ..!!
وإلا ما ذنب المواطن و الإنسان الذي تُسلب وتُصلب منه أدنى حقوقه والتي يتعلمها صغارنا بالمدارس في مادة حقوق الإنسان ،ومن هذي الحقوق ..حق العلاج و إلا ماذا سنجيبهم عندما نمضي بهم للعلاج إلى إحدى المستشفيات التي ترفض استقبالهم أو تهدد بعدم قبولهم إذا عادوا بالتأمين المعادي في الوقت الذي يتم فيه الإعلان الرسمي في بلاد الغرب عن ..معلومات عن الحصول على الحيوانات الأليفة التأمين الصحي ..!! أليست تلك مفارقة غريبة الحال ..؟!
أود هنا أن أشير إلى أن الحرمان من حق العلاج جريمة شنيعة سيحاسب عليها المسئولين جميعا أمام الله الواحد القهار في يوم لن تنفعنا فيه تنظيماتنا ،ولا انتماءاتنا الحزبية الدنيوية الزائلة ،والتي قد أصابت دهاليز مجتمعاتنا العربية بشرخ ٍ كبير أدهى وأمر من الزلازل أو البراكين ..!!لن أقول أن حق العلاج بواسطة التأمينات الصحية هو حق مجاني مستمد من المواثيق الدولية وليس منحة ،لأني قد أتعرض حينئذ للمساءلة القانونية ،خاصة أني لست عضوا بنقابة المحاميين..لكني أقول وبرأيي الغير ملزم لاحترامي وتقبل نقد الآخرين .. من المسئول الحقيقي عن تجديد تلك التأمينات ..؟! أليست الجهة المخولة التي تخصم فقط تبعا للاشتراك ،فعندما يفرض على أولئك المواطنون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا لمناكفات سياسية محبطة فيعني ذلك أننا بعدنا وازداد الانقسام والانسلاخ عن أرض الواقع ،وعندئذ نكون قد عدلنا على قوانين نيوتن وبصورة غير مباشرة من خلال خروجنا عن إطار الجاذبية الوطنية التي تشدنا دوما للأرض بكل حب وانسجام في الوقت الذي تزداد فيه شراسة الكيان الصهيوني العدو الحقيقي لنا جميعا ..!!