العيساوي: انتصاري تحقق بالعودة للقدس ورفضي الانصياع لقرارات الاحتلال

أكد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن المعركة التي خاضها الأسير سامر العيساوي في تمكنت من كسر القانون العسكري الذي وضعه الاحتلال من أجل إعادة اعتقال الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار، وكسر وجهة إبعادهم، ومهد لعدم الإبعاد أو إعادة الأحكام السابقة عليهم.

جاء ذلك خلال المهرجان الذي نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لمناسبة الإفراج عن الأسير سامر العيساوي، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة، بحضور وفود كافة فصائل العمل الوطني ومشاركة من المخاتير ورجال الإصلاح والوجهاء والفعاليات الوطنية والشخصيات الاعتبارية والعامة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وقطاعات نسوية وشبابية وجماهير شعبنا الفلسطيني.

وقال صالح زيدان: "اليوم سامر العيساوي في القدس حراً من سجنه رغم أنف الجلاد الإسرائيلي، عاد إلى مدينته المقدسة التي رفض التخلي عنها طوال تسعة أشهر. فضَّل الصبر والإضراب والألم والوصول إلى حافة القبر على التخلي عن مدينته المقدسة، ففاز بالحرية وأسس لمنهج نضالي من خلال صموده الأسطوري في معركة الأمعاء الخاوية والتي تجاوزت كل الحدود. مضيفا: كنت وفياً لمدرسة الرفيق الكبير الشهيد عمر القاسم مانديلا فلسطين ورمز الحركة الأسيرة".

وشدد زيدان أن الاحتفال بانتصار سامر على الاحتلال، مناسبة للدعوة لتصعيد النضال من أجل حق الأسرى باستعادة حريتهم ودون قيد أو شرط، ووقف الاعتقال الإداري والإفراج عن المعتقلين الإداريين وهم أكثر من 165 معتقلاً وأكثر من 16 أسيرة، ولتدويل قضية الأسرى باعتبارهم أسرى حرية ولتطبيق اتفاقيات جنيف عليهم تمهيداً لحريتهم.

وأضاف زيدان: فلكل أسير من الأسرى الخمسة آلاف قضية وقصة من المعاناة والتضحية، وأكثر من ربع عدد الأسرى يعانون من أمراض مختلفة وتتعرض حياتهم للخطر نتيجة الإهمال الطبي من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصةً أن أكثر من 26 أسير حالتهم المرضية سيئة وخطيرة.

وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية أن سامر وغيره من الأسرى أعطى الدرس الكبير، بأن طريق النضال والصمود والمقاومة بكل أشكالها ورفض التنازلات هو طريق الحرية والحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين، وليس طريق المفاوضات التي تتم بالتناقص مع الإجماع الوطني، وليس على أساس قرارات الشرعية الدولية ودون وقف الاستيطان الذي تسارع خلال المفاوضات بشكل غير مسبوق لفرض الأمر الواقع الإسرائيلي، والذي تستغله حكومة نتنياهو من أجل التغطية على استيطانها وحصارها وعدوانها المتمادي على قطاع غزة.

وشدد زيدان على أن قضية سامر ساهمت في تدويل قضية الأسرى وجعلتها قضية رأي عام لكي يتدخل المجتمع بكل قواه للإفراج عن جميع الأسرى وبينهم قادة شعبنا أحمد سعدات ومروان البرغوثي وإبراهيم أبو حجلة وحسن يوسف وبسام السعدي.

وفي ذات السياق، أكد زيدان أن كيري لا يحمل سوى الأوهام والانحياز للعدو الإسرائيلي، داعياً لوقف المفاوضات العقيمة وتسخير الجهود لانضمام دولة فلسطين للمؤسسات الدولية وخاصةً محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان لمعاقبة إسرائيل على جرائمها التي ارتكبتها تجاه أسرانا وشعبنا، ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم.

وأدان زيدان التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، داعياً إلى تصعيد الضغوط لفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة إعماره ومعالجة مشكلاته المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية، وإلى وحدة الصف الفلسطيني وتشكيل جبهة مقاومة وطنية تضم الجميع بغرفة عمليات عسكرية.

وشدد على أن أولى أشكال الدعم لأسرانا البواسل وأبسط أشكال الوفاء لهم يتطلب الالتزام بوثيقة الأسرى، وثيقة الوفاق الوطني، بإنهاء الانقسام الوطني المدمر واستعادة الوحدة الوطنية للالتفاف بقوة حول قضية الأسرى، لقطع الطريق على الضغوط الأمريكية الإسرائيلية لفرض اتفاق إطار ينتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتكون المدخل لتشكيل حكومة توافق وطني والموافقة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني وفق الموعد المحدد، وبعد ذلك يتم تطبيق بقية بنود اتفاق القاهرة للمصالحة في 4/5/2011 وتفاهمات شباط فبرار 2013.

وأكد زيدان أن الطريق الديمقراطي للشراكة هو طريق الانتخابات الشاملة وفق مبدأ التمثيل النسبي، شراكة تعزز الوحدة الوطنية وليس الانقسام الكارثي. داعياً حركة حماس للإعلان على موافقتهم على التمثيل النسبي كمبدأ أساسي في العمليات الديمقراطية الوحدوية، وعلى تشكيل حكومة توافق وطني وإجراء الانتخابات الشاملة ضمن الفترة الزمنية المحددة حتى ولو كانت ثلاثة أشهر، لبناء وحدة وطنية مبنية على أساس وثيقة الأسرى وثيقة الوفاق الوطني والجمع بين المقاومة والعمل السياسي.

ووجه الأسير المحرر سامر العيساوي عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية كلمة إلى الجماهير في غزة عبر الهاتف، قال فيها: شكراً لغزة وانتصاري تحقق بالعودة إلى مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين ورفضي الانصياع لقرارات الاحتلال بالإبعاد والنفي. وأهدى العيساوي انتصاره إلى شعبنا في قطاع غزة.

وحيا الرفيق العيساوي صمود غزة والمقاومة التي داست على رقاب الاحتلال الإسرائيلي. مشدداً انه لولا صمود وقوة المقاومة في غزة لما سارعت إسرائيل إلى التهدئة. وقدم تعازيه لذوي الطفلة حلا التي استشهدت في التصعيد الإسرائيلي أمس على قطاع غزة.

وقال العيساوي: حاول الاحتلال المراوغة والالتفاف على صفقة الإفراج عني، إلا أن صمود شعبنا وأسرانا جعلته يستجيب لمطالب الأسرى العادلة.

وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية التي ألقاها توفيق أبو نعيمة، أكد أن عام 2014 سيكون عام الأمل وانتصار الأسرى والإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد على أن انتصار سامر العيساوي هو انتصار للشعب الفلسطيني وللحركة الوطنية الأسيرة. لافتاً إلى أن سامر خاض أطول إضراب عن الطعام، وأستطاع إخضاع الاحتلال لشروطه بالعودة إلى مدينة القدس رافضاً الإبعاد عن العيساوية.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -