طالما كانت تل أبيب في مرمى الصواريخ الفلسطينية، فإن أقوى أوراق الضغط على الكيان الصهيوني الذي يحاصر غزة هي في يد المقاومة، وطالما كانت غزة تعج بالرجال، ولديها فائض ثورة ومقاومة في ظل نقص أساسيات الحياة، فإن هذا العنصر مصدر قوة في يد حركة حماس وليس عنصر ضغط على الحركة.
لما سبق، فإنني أدعو قيادة حركة حماس بأن تنذر سكان تل أبيب بالقصف الصاروخي، وأن تمهلهم مدة أربع وعشرين ساعة، للضغط على حكومتهم لفك الحصار عن قطاع غزة، ووقف العدوان، وما عدا ذلك، فإن الوقوع في بلاء الحرب أفضل من انتظارها، وممارسة الفعل المقاوم أفضل ألف مرة من التعود على الصبر.
على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أن لا تصغي لكل أولئك الذين يقولون: الحرب هي انتحار سياسي في هذه المرحلة، ولاسيما بعد أن خسرت حركة حماس دعم مصر. لهؤلاء نقول: إن الدعم الحق للقضية الفلسطينية يتمثل بمساندة الشعب المصري الذي لما يزل موجوداً، وهو قائم، وثابت، بل قد تشكل الحرب على غزة، وقصف تل أبيب نقطة ارتكاز قوية للثورة المصرية، وللشعب المصري الذي لن يتخلى عن قطاع غزة، وسينتفض ضد الغزوة الصهيونية، وسيتحرك الفلسطينيون في الضفة الغربية غضباً، وستثور الأردن، وتخرج إلى الشوارع غاضبة رافضة، وقد تهتز كل المنطقة التي صدئت مفاصلها من الهدوء والصمت.
إن إغلاق المعابر الواصلة بين حاجات الناس إلى الحياة لهو الكارثة الأشد من قصف الطائرات، لذلك فإنني أدعو رجال المقاومة إلى شد الرحال، وفك الحصار عن غزة بالقوة المسلحة، ولتكن الحرب التي مندوحة عن خوض غمارها، ولنا بحديث الرسول الكريم آية حين قال: من قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضة فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ليضيف أهل غزة، ومن قتل في سبيل فك الحصار عن غزة فهو شهيد، مع ضرورة تواصل سقوط القذائف على رأس الصهاينة في تل أبيب.
فخذي زينتك للحرب يا غزة، وليستعد أهلك لقصف الطائرات والصواريخ المعادية، وليدخل قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى عميق الأنفاق، فهم المستهدفون، وليشمر السكان عن سواعدهم، فهذه حرب حياة، تهدف إلى الخروج من مربع الحصار وعدم الانتظار.
إن تشديد الحصار على قطاع غزة بعد أمسية من قصف الطائرات لتشكل حافزاً معجلاً بالمواجهة، ولنا بالإمام علي بن أبي طالب أسوة حسنة، حين قال: عجبت لمن لا يجد قوت يومه، ولا يخرج على الناس شاهراً سيفه، فكيف لو كان الذي يحرم غزة من قوت يومها ويقصفها بالطائرات هو العدو الصهيوني الغاشم.
إنها الحرب التي لا مناص منها، وفي الحرب نجاة من الخطب الصعب، وفي الحرب فرج من كرب، إنها الحرب على تل أبيب التي تحمل الخير الكثير والرزق الوفير، وفيها الفداء والتضحية والعطاء. وليفعل العدو الصهيوني ما بدا له، فلا شيء في غزة نبكي عليه غير دم الأبرياء، وليس لنا في غزة ما نخسره إلا خوفنا من الموجهة، وليس لعدونا ما يكسبه إلا مقتل عدة ألاف من الأطفال والنساء، فليقطف عدونا ما طاب له من دمنا الفلسطيني، وعليه أن يقف عارياً أمام التاريخ في لحظة الحساب العسير.