لايدرك الكثيرون أهمية اللغة العربية فى حياتنا ولايدركون أن حفظ اللغة وضمان استمراريتها يكون بقدر محافظتنا عليها كأفراد ناطقين بها ان عدم ادراك هذا الامر كان سببا فى انقراض كثير من اللغات واللهجات فى العالم .
ان المتجول فى بعض فنادق ومطاعم الدول العربية وخاصة فى بعض الدول الخليجية يلاحظ ان اللغة الانجليزية هى اللغة التى تطالعنا فى معظم تلك الاماكن واللغات الاجنبية الاخرى هى اللغات الثانوية باستثناء اللغة العربية والتى اضحت وكأنها فى حالة احتضار تنبىء بانقراضها قريبا رغم انها فى دول عربية يفترض انها تهتم بهذه اللغة وتجعلها اللغة التى لها الغلبة على اللغات الاخرى والمقابلة لاى لغة اخرى فى الاستخدام .
لغتنا العربية ــ ليست مجرد وسيلة للتعبير وإنما هي جزء من ديننا؛ ومعروف أن المسلم لا يمكنه فهم مصادر دينه دون فهمه للغته التي نزل بها ذلك الدين، ومن هنا فإننا نجد تلازما كبيرا بين اللغة والدين، ولغتنا العربية تعد من أقدم اللغات السامية، وهي من اللغات السبع الأكثر انتشارا في العالم، وقد ألفت بها ومنذ مئات السنين كتب مرجعية في غاية الأهمية للنصارى واليهود وكان لهذه الكتب أثر على الأدب والدين اليهودي لاسيما وأن الدولة الإسلامية في العصر الأموي ضمت أعدادا كبيرة من اليهود والنصارى الذين كان لهم حضور كبير في المجتمع من خلال مشاركتهم في معظم أنواع العلوم والآداب، وكذلك من خلال توليهم وظائف هامة في الدولة، ومعروف كذلك أن اللغة العربية تتميز عن غيرها من اللغات الأخرى بقدرتها الفائقة على احتواء الألفاظ والتعريب كما أنها تتميز بظاهرة المجاز والطباق والسجع وغيرها من أنواع البلاغة التي ليس تفتقد اللغات الأخرى كثيرا منها.
لغتنا العربية هى مسؤولية كل ناطق بها وكل فرد ينتسب اليها والتهاون فى تعميمها واستخدامها هو ايذان بانقراضها وتلاشى هويتنا معها فأهمية اللغة لا تكمن فى كونها لغة تخاطب لكنها عنوان هوية ودليل تواجد .
لغتنا هي عنوان حضارتنا وتقدمنا ونجاحنا وما لم نعتن بها فإننا سنفقد هويتنا شيئا فشيئا وأملي كبير أن لا يحصل ذلك على الإطلاق.