"فتح" ... في الطريق لليوبيل الذهبي

بقلم: جهاد حرب

يحتفل الفلسطينيون، بعد أيام قليلة، بالذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي مثلت انطلاقة ثورة الشعب الفلسطيني المعاصرة، وتعد الانطلاقة هذا العام محطة انتقالية هامة نحو اليوبيل الذهبي لحركة فتح أي الذكرى الخمسين للانطلاقة.

تمتد هذه محطة طوال العام 2014، وهي تمثل سنه للمراجعة والتفكير والتفاكر و"التأمل" وكذلك للعمل الجاد لفترة طالت من العمر على انطلاقتها بما فيها من انتصارات ونجاحات واخفاقات وانشقاقات على الطريق، لكنها بقيت رائدة العمل الوطني وحاضنة لجمع أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف شرائحه ومشاربه الفكرية وطوائفه الدينية مشكلة جبهة وطنية عريضة.

فهي تقدمية بأفكارها وطلائعية بأعمالها تقفز احيانا في الهواء دون توقع من احد، وبمجازفة محسوبة في كثير من الاحيان، لكنها تجتاز التحديات والصعاب بتؤدة وصبر، وتتحمل الاعباء دون خوف من المسؤولية، ولا يعني ذلك عدم الوقوع في الاخطاء أو الهنات.

حافظت حركة فتح  في جمع ديالكتيكي، على قانون المحبة، في اولى عبارات خَطَتَها بالنظام الاساسي "أخي يا رفيق النضال" أي بين الامان والمحبة وتحمل الصعاب ومشقة النضال دون كلل أو ملل في تزاوج يمنح الطمأنينة للنفوس والجد في العمل. فيما عبرت في مبادئها وأساليبها وأهدافها محددات العمل السياسي لهدف يشترك به جموع الفلسطينيين على اختلافهم وتوجهاتهم، تمثلت بتقدميتها رغم المجازفة في لحظة الانطلاقة.

لكن هذه المدة الطويلة التي خاضت فتح بها تجارب عديدة ومرت بلحظات عسر وضيق لكنها ابقت على واحة التعددية الداخلية، وحافظت عليه باعتباره أحد اسرار ديمومتها، والحفاظ على الاباء المؤسسين من ناحية والحرس الجديد من ناحية ثانية.

  تحتاج "فتح"  هذا العام للمراجعة وإعادة الانطلاق من جديد تدرس فيه أزماتها وطرائق حلها، فدونها تعجز الحركة الوطنية وتفقد جذوتها، وتضع الفلسطينيين في مأزق أو نفق مظلم وعميق تغيب عنه القوة الفاعلة في عملية التحرر الوطني من ناحية وتوقف حركة التحرر الاجتماعي من ناحية ثانية.

ينتظر فتح عام طويل احد اهم محطاته عقد المؤتمر السابع، في حال عقده، الذي يحمل في طياته حل الخلافات الداخلية، ويحدد التوجهات الفكرية للحركة وبرنامجها السياسي، وينظم اليات عملها واستقامتها. لكن دون اضافة محددات ومنطلقات توضح رؤيتها الاجتماعية تفقد الحركة اعادة التجديد أو الانطلاق من جديد أو انها تغيب عن ساحة الفعل التحرري للقوى الاجتماعية الناهضة أو القادمة، خاصة أنه لم يعد هناك خلاف أو اختلاف في البرامج السياسية لكافة الاحزاب والحركات والفصائل الفلسطينية خاصة المركزية منها.